
خرقت الأعراف الدولية واستخدمته فيى حربها مع غزة.. تعرف على السلاح الأبيض القاتل المحرم دوليا
قبس ـ استخدام إسرائيل الأسلحة المحرمة دولياً، ومن ضمنها الفسفور الأبيض، ليس أمراً جديداً بالنسبة إليها. وسبق لها أن استخدمت هذا السلاح في معارك مختلفة، وتحديداً ضد المواطنين العزل في قطاع غزة. وأظهرت تقارير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية أن القوات العسكرية الإسرائيلية استخدمت قنابل الفسفور الأبيض، على الرغم من التحذيرات الدولية.
والقنابل الفسفورية محرمة دولياً بموجب اتفاقية جنيف لعام 1980، التي نصّت على تحريم استخدام الفسفور الأبيض كسلاح حارق ضد البشر والبيئة، إلا أن لإسرائيل تجارب عديدة مع استخدام هذا السلاح.
ما هو سلاح الفسفور الأبيض ؟
هو مادة صلبة شمعية تتراوح ما بين اللونين الأبيض والأصفر، ولها رائحة تشبه رائحة الثوم. ويشتعل الفوسفور الأبيض تلقائياً في الهواء عند درجات حرارة أعلى من 30 درجة مئوية، ويستمر في الاحتراق حتى يتأكسد بالكامل أو حتى يُمنَع عنه الأكسجين. وينتج عن حرق الفوسفور دخان كثيف أبيض اللون ومهيِّج يحتوي على خليط من أكاسيد الفوسفور.
لا يتواجد الفسفور الأبيض بشكل طبيعي وإنما يتم تصنيعه من صخور الفوسفات. يتفاعل الفسفور الأبيض مع الأوكسجين بسرعة مما يجعله سهل الاحتراق في درجات الحرارة الأعلى .
ما هي آلية استخدامه في الحروب ؟
يُستخدم الفسفور الأبيض أساسا للتعتيم على العمليّات العسكريّة على الأرض. يُمكنه تكوين ستارة من الدخان أثناء الليل أو النهار لإخفاء التحركات المرئيّة للقوات. كما أنّه يتداخل مع بصريّات الأشعّة تحت الحمراء وأنظمة تتبّع الأسلحة، وبالتالي يحمي القوات العسكريّة من الأسلحة الموجهّة، مثل الصواريخ المضادة للدبابات.
يُمكن أيضا استخدام الفسفور الأبيض كسلاح حارق. استخدمت القوات الأمريكيّة الفسفور الأبيض أثناء معركة الفلّوجة الثانية في العراق عام 2004 “لإخراج” مقاتلين مختبئين، تمّت بعد ذلك مهاجمتهم.
كيف يؤثر الفسفور الأبيض على الإنسان ؟
يُسبّب الفسفور الأبيض حروقا شديدة، غالبا ما تصل إلى العظام، ويكون شفاؤها بطيئا، وقد تتطوّر إلى التهابات. إذا لم تتم إزالة جميع شظايا الفسفور الأبيض، يُمكن أن تؤدّي إلى تفاقم حالة الجروح بعد العلاج، وقد تشتعل مجددا عند تعرّضها للأكسجين. حروق الفسفور الأبيض التي تتجاوز 10% من جسم الإنسان غالبا ما تكون قاتلة. قد تتسبب أيضا في تلف للجهاز التنفسي وفشل أعضاء الجسم.
كما تسبب جزيئات الفوسفور الأبيض حروقاً وانثقاباً في القرنية. وقد يسبب التعرُّض للدخان الناتج عن حرق الفوسفور تهيج العينين، وتشنج الجفن، ورهاب الضوء، والتدمُّع، والتهاب الملتحمة.
لماذا حٌرم الفسفور الأبيض دوليا ؟
وتندرج قنابل الفسفور الأبيض تحت ما يُعرف بـ”الأسلحة الحارقة”، وهي محرمة دوليا ، فالقذيفة الواحدة من الفوسفور الأبيض تقتل كل كائن حي حولها حتى مدى 150 متراً، واستنشاقها يسبب السعال ويهيّج القصبة الهوائية والرئتين، ما قد يؤدي إلى ذوبانها وذوبان الأنسجة ويمكن أن يصل حدّ العظام.
إلى جانب قوتها التدميرية، يمكن للقنابل الفسفورية أن تنشر النار. في هذه الحالة، فإن النار المتولدة من حرق الفوسفور يمكنها أن تنتشر على مساحة تصل إلى عدة مئات من الأمتار، وفقاً لموقع India Today.
لذلك يُمنع استخدامه على أهدافٍ قريبة من المدنيين، لأن مخاطر الفسفور الأبيض هائلة حتى على المدى البعيد.
فدخانه مؤذٍ ومسرطن؛ لذلك يجب إزالة أي قطعة عالقة من سلاح الفوسفور عن الجسم فوراً، ثم غمر مكان الإصابة بالماء البارد. ولتجنب غبار دخانه، عليكم بقطعة قماش مبللة توضع على الفم والأنف.
ونصّت المادة الثالثة من اتفاقية جنيف حول الأسلحة الحارقة على تحريم استخدام سلاح الفسفور الأبيض ضدّ المدنيين أو العسكريين، المتواجدين قرب المناطق المدنية. ومع ذلك، فإن لهذه المادة القاتلة تاريخاً أسود لناحية استخدامها.
اسرائيل واستخداماتها للفسفور الأبيض ؟
ووفق تقريرٍ نشرته “هيومن رايتس ووتش” (HRW) يوثق استخدام إسرائيل “الموسّع” لذخائر الفوسفور في الجو، أشارت المنظمة إلى أن استخدام هذا السلاح في أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين، منها وسط مدينة غزة، ينتهك القانون الإنساني الدولي (قوانين الحرب).