جنرال إسرائيلي يعترف بفشل “القضاء على حماس” ويصفه بـ”الكذبة المحطّمة”
تل أبيب – تصريحات صادمة من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية
أقرّ الجنرال الإسرائيلي “يسرائيل زيف”، في تصريحات مثيرة للجدل، بأن المشاهد التي تبث من قطاع غزة أسبوعيًا تعكس واقعًا مغايرًا لما حاولت الحكومة الإسرائيلية الترويج له بشأن “القضاء على حماس”.
وقال زيف، وهو أحد الجنرالات البارزين في الجيش الإسرائيلي، إن هذه الصور باتت تقدم للإسرائيليين إحباطًا متجدّدًا، حيث تحطم السردية الرسمية التي روّجت لفكرة تحقيق “النصر الكامل” على الحركة.
حماس باقية رغم الدمار
وأضاف زيف أن العروض العسكرية في غزة، والتي تظهر آلاف المسلحين المدججين بالسلاح، لم تكن مجرد استعراض، بل تحمل رسالة استراتيجية واضحة: “رغم الضربة القاسية التي تعرضت لها حماس، وتدمير أجزاء واسعة من القطاع، إلا أن الحركة لا تزال قائمة وتعمل بقوة”.
وأشار إلى أن هذه المشاهد لا تمر مرور الكرام على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مؤكدًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يشعر بالضيق الشديد إزاء هذه الصور، لأنها “تدوس على صورة النصر الكامل” التي حاول رسمها أمام الجمهور الإسرائيلي.
إحباط متزايد في الداخل الإسرائيلي
تصريحات زيف تأتي في وقت يتزايد فيه الإحباط داخل إسرائيل، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية دون تحقيق الأهداف المعلنة، إضافة إلى تزايد الضغط الداخلي على الحكومة بسبب الفشل في إعادة الأسرى المحتجزين لدى حماس.
ويُنظر إلى حديث الجنرال الإسرائيلي على أنه اعتراف ضمني بعدم قدرة إسرائيل على القضاء نهائيًا على المقاومة في غزة، رغم الضربات القاسية التي تعرضت لها البنية التحتية للقطاع.
ردود الفعل السياسية والعسكرية
أثارت هذه التصريحات جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث يرى محللون أنها تعكس خلافات داخلية حول جدوى العمليات المستمرة في القطاع، ومدى قدرتها على تحقيق أهدافها المعلنة.
وفي المقابل، تُعدّ هذه التصريحات بمثابة دليل على أن المواجهة في غزة لم تضعف حركة حماس بالصورة التي كانت تأملها إسرائيل، بل على العكس، أعطتها زخمًا داخليًا وأظهرت مدى صمودها رغم الحصار والدمار.
يبقى الوضع في غزة محط جدل داخل إسرائيل، حيث تتناقض الروايات الرسمية مع الواقع الميداني، ما يعزز الشعور المتزايد داخل المجتمع الإسرائيلي بأن “النصر الكامل” ليس سوى وهم دعائي، بينما تستمر حماس في الظهور كقوة قائمة رغم كل المحاولات العسكرية للقضاء عليها.
