” الدوامة لا تزال تعيش ” .. قصة تجعلك تفكر آلاف المرات قبل أن يتعرف أبنائك على الغرباء!
بالمصادفة الغريبة عثرت الشرطة الألمانية على قرص صلب في مكان مهجور
كانت الصور مبدئياً عادية، ولا توحي بأي شي يريب الشك حتى وجدوا صورا لشخص في اوضاع بشعة !!
وبسبب هذه الصور انطلقت عملية بحث دولية شاركت فيها كل دول العالم حتى العربية، لمعرفة هذا الشخص
(قصة مطاردة السيد دوامة)
بداية القصة :
في عام 2004 دخلت الشرطة الألمانية إلى موقع مهجور، وتحت أكوام النفايات والأجهزة القديمة وجدوا قرصًا صلبًا. وبمجرد توصيله بالكمبيوتر، ظهرت مئات الصور لمواقع مختلفة ومناظر خلابة ووجبات لذيذة ، لن تتوقع الشرطة أبداً أن تصل الصور الى منحنى آخر ،! لأنهم وجدوا وبدون سابق إنذار صور لاعتداءات جنسية ضد أطفال، اعتداءات بشكل أسوأ مما يمكن تخيله، ولم يكن ذلك على طفل واحد فقط، بل على أفراد مختلفين.
بشكل عام، لم يكن أمرًا غير معتاد كمجمله،و لكن بسبب هنالك تفاصيل عادية وغير مألوفة جعلت هذا الأمر كبيرًا جدًا. في الغالب، يحرص المعتدون على عدم ظهورهم في الصور أو المقاطع، إلا أن صاحب هذه الاعتداءات حرص وبشدة على أن يظهر نفسه بلا خجل في كل صورة، قبل وخلال وبعد الاعتداءات.
على الرغم من أن كامل جسده ظاهر في الصور، الا أن الشيء الوحيد الذي يخفي هويته هو إضافة تأثير واحد أدى إلى تحويل وجه الرجل إلى صورة مشوهة لا يمكن التعرف عليها. وهذا التأثير هو دوامة تغطى تفاصيل الوجه .
هذا الرجل يدمر حياة الكثير من الصغار ويخفي وجهه بهذا الشكل ! وقد اعتقدت الشرطة أنه لا يزال مستمرًا في فعلته، فأصبح الأولوية في التحقيق والبحث. وهنا تم إطلاق لقب السيد ‘دوامة’ عليه.
اعتقدت الشرطة أن التعرف على هويته سيكون سهلاً للغاية، لكن لاحقًا أدركوا أنه أمر صعب جدًا وحتى أنه بدأ مستحيلاً بسبب أن البكسلات مخلوطة بطريقة فريدة من نوعها، ولم تكن هناك طريقة معروفة لتفكيكها. وكان هذا أول طريق مسدود للمحققين والعثرة الأصعب في طريق الحصول عليه .
استعانت الشرطة الألمانية بالإنتربول على أمل فك اللغز المشفر، وهي منظمة دولية لوقف الجرائم، مع وحدة خاصة لحل الجرائم ضد الأطفال. ومع محاولتهم لمعرفة أماكن التقاط الصور، تبين أن مجموعة من الصور كانت من كمبوديا، وأخرى من فيتنام، ثم تايلاند وكوريا الجنوبية. فمن الواضح أنه يسافر من دولة لأخرى لارتكاب جرائمه ولا يبقى إلا لمدة قصيرة لتجنب القبض عليه، وبهذا توسع نطاق البحث لدى المحققين.
سميت العملية ‘عملية فيكو’ نسبة لفيتنام وكمبوديا لكثرة صوره هناك مع الأطفال. وهنا اكتشف المحققون أن الصور ليست محصورة على القرص الصلب بل موزعة في كثير من منتديات الاعتداءات على الأطفال المليئة بأمثاله . كما أن إظهار نفسه في الصور مع الأطفال يعتبر وسام شرف، ويحصل المرسل على احترام كبير من أقرانه.
وتمكنت الشرطة من العثور على 300 صورة له ، ومع ذلك وصل المحققون إلى طرق مسدودة في العثور عليه حتى ارتكب ‘السيد دوامة’ خطأ فادحًا داخل منشوراته في أحد المنتديات، نسي أن يخفي عنوان الـIP الخاص به، وهنا تم الكشف عن المنطقة العامة لمكان الإرسال، وهو فانكوفر في كندا.
وها هو بصيص الأمل جاء للشرطة وبينما المحققون يبحثون عن موقعه، واصل فريق فك تشفير الصور عمله، حتى تمكن أحد الأعضاء من اكتشاف نمط الدوامة وأنه صنع عن طريق تطبيق تحرير صور عادي. بخلاف تأثير الطمس والإخفاء الذي يدمر البكسلات ، حيث أن تأثير الدوامة فقط يقوم بترتيب بكسلات وجه الرجل لنمط دوامة، مما يعني أن الصور لا تزال تحتوي على جميع البكسلات الأصلية للصورة.
وضع المحقق احدى الصور في نفس البرنامج المستخدم من قبل “السيد دوامة” وقام بعكس التأثير ليظهر وجه الرجل
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أنه تم التعرف على وجهه بنقرة زر واحدة بعد 3 سنوات من البحث؟
قام الإنتربول بإرسال صورة لجميع مراكز الشرطة في أنحاء العالم، لكن بسبب أنه ليس لديه أي سجل إجرامي، فشلت هذه الخطة!
الا أنه الإنتربول قام بقرار غير مسبوق، فأرسل صورة لجميع محطات الأخبار حول العالم لمحاولة التعرف عليه من العامة.
انتشر الخبر بسرعة وأصبح البحث عنه مهمة عالمية ومطاردة دولية ، وفي غضون ساعات فقط، تم التعرف على صورة لشخص تشبه صورة السيد دوامة، ويدعى كريستوفر بول نيل، يبلغ من العمر 32 عامًا. وتم التأكد منه بعد تعقب عنوانه الـ IP أنه من فانكوفر في كندا، واتضح أنه يسافر إلى بلدان كثيرة في أنحاء آسيا. كان يعمل كمدرس لغة إنجليزية للأطفال، وشغل هذه الوظيفة في كل دولة يذهب إليها، وكان هدفه التقرب من الأطفال وإغوائهم.
والمصيبة أنه كسب ثقة أطفال صغار واستخدمهم في المساعدة في إغواء أطفال آخرين. وسبب عدم إخفاءه لعنوان الـIP الخاص به هو أنه كان ينشر الصور على المنتديات من كمبيوتر أخيه عندما كان يزور عائلته في الإجازات.
خلال التعرف على كل هذه التفاصيل، كان كريستوفر متواجدًا في كوريا الجنوبية ويعمل كمدرس للأطفال. وعندما وصل الشرطي للقبض عليه، للأسف كان قد هرب بعد رؤيته لوجهه في الأخبار.
وقز التقطت له بعض الصور في مطار تايلاند، بعد محاولته للهروب هناك للعثور على ملجأ. وأخيرًا، في أحد المنازل المهجورة، تمكنوا من إيجاده والقبض عليه.
حكم عليه بخمس سنوات فقط، لأن التهمة الوحيدة المثبتة عليه في هذه الدولة هي اعتداءه على ثلاث صبية صغار. في عام 2012، بعد إكماله لحكمه، تم تسليمه إلى كندا على أمل تنفيذ عقوبة أخرى. لكن تم اتخاذ قرار صادم بالسماح له بالمشي بحرية بشرط ألا يحصل على أي جهاز يتصل بالإنترنت أبدًا، وألا يقترب من الحدائق والمدارس.
م تمر حتى سنة كاملة، ففي عام 2013، قام بشراء كمبيوتر واتصل بالإنترنت. عند القبض عليه، قال إنه كان يكتب كتابًا عن حياته. اكتشفت الشرطة أنه لا يزال ينشر صورًا في المنتديات وعلى الديب ويب. وكتب رسالة قال فيها: ‘الدوامة لا تزال تعيش.’ تم القبض عليه وحكم عليه بخمس سنوات ونصف، لكنه قضى فقط 14 شهرًا ثم أفرج عنه.
تعهد كريستوفر أن يتوب ويصحح سلوكه. في عام 2016، أصبح رجلًا حرًا طليقًا وله كامل الصلاحية في الوصول إلى الإنترنت أو أي شيء آخر.
بعد جهود جميع الدول، قامت كندا بإعطائه حياة طبيعية رغم أنه دمر حياة العديد من الأطفال.