كل يوم كنا نتعرض للضرب والسب، لم نشرب الماء داخل السجن لمدة 4 أيام، كانوا يصبون المياه على الأرض أمامنا، حتى يعذبوننا ونحن عطشى” .. تفاصيل أليمه يرويها معتقلون سابقون!
أفرجت سلطات الاحتلال، اليوم السبت، عن 9 معتقلين من قطاع غزة، وجميعهم اعتقلوا خلال العدوان المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الاول/ أكتوبر 2023. وأفادت مصادر محلية، بوصول 9 أسرى من قطاع غزة عن طريق الصليب الأحمر إلى مستشفى غزة الأوروبي، بعد الإفراج عنهم عبر معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 10 آلاف و700 مواطن في الضّفة، بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، إلى جانب الآلاف من المواطنين من غزة، والمئات من فلسطينيي عام 1948. وتصاعدت بالتزامن مع ذلك وبشكل غير مسبوق، عمليات التعذيب التي مورست ضد المعتقلين وفقاً لعشرات الشهادات التي تابعتها المؤسسات المختصة، إلى جانب جرائم غير مسبوقة نُفذت بحقهم، وأبرزها التّعذيب، والتّجويع، والإهمال الطبي، والإخفاء القسري، عدا عن ظروف الاحتجاز المأساوية والقاسية، والعزل الجماعيّ، وعمليات التنكيل. وفي وقت سابق،
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه تلقى شهادات جديدة عن تعرّض معتقلين فلسطينيين من قطاع غزة، بمن فيهم نساء وأطفال، لعمليات تعذيب قاسية ومعاملة حاطة بالكرامة الإنسانية، بما في ذلك التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد به، مطالبًا بتحرك دولي عاجل لوقف تلك الانتهاكات.
وفيما يلي أبرز الشهادات التي تلقّاها المرصد الأورومتوسطي من عدد من الأسرى الذين أُرج عنهم خلال الأيام الماضية: أدلى المواطن “م ن” (70 عامًا) (طلب عدم ذكر اسمه) شهادته التي عاشها خلال 10 أيام اعتقل فيها داخل سجون الاحتلال، قائلًا: “اعتقلوني من منزلي في حي الأمل غرب خانيونس، أبلغتهم أنني مريض ولا أستطيع التحرك، لكن لم يهتموا، أجبروني على خلع ملابس، نقلوني إلى بيت مهدوم، شعرت أنني أستخدم درعًا بشريًّا. لاحقًا اعتقلوا المزيد ونقلونا برحلة عذاب قاسية إلى معتقل عبارة عن قفص من الحديد.
” وفي تفاصيل التعذيب الذي تعرّض له المواطن “م ن”: “كل يوم كنا نتعرض للضرب والسب، لم نشرب الماء داخل السجن لمدة 4 أيام، كانوا يصبون المياه على الأرض أمامنا، حتى يعذبوننا ونحن عطشى. طوال الوقت جلوس على ركبنا، أكل قليل، والذهاب للحمام مرة واحدة، والشبح متكرر بالوقوع على السياج وربط الأيدي للأعلى.”
وفي شهادة أخرى، قال “خ ن”: “طلبوا منا النزوح فغادرت مع عائلتي غرب خانيونس، اعتقلوني على الحاجز وأجبروني على خلع ملابسي. تعرضت للضرب الشديد. كنا نتغطى ببطانيات ممتلئة بالمياه، عشنا بردًا غير طبيعي ولم نشرب الماء.” وتابع: “الجيش نقلنا إلى مكان آخر، تعرضنا لتعذيب مختلف، كل مكان فيه عملية تعذيب مختلفة عن الأخرى، كان الضابط يضربني على رأسي، وعندما أشكو، يضربني أكثر، ولم أستطع النوم من البرد.”
وفي شهادة مروعة ثالثة للمعتقل “م و” من بيت لاهيا، قال: “أجبروني على خلع ملابسي تمامًا، احتجزوني في العراء مع ضرب شديد، عبثوا بأيديهم في جسمي، تعرضت للضرب الشديد بالبساطير وأعقاب البنادق، وعلقوني من رجلي بالسقف، كنت أتعرض للشبح على مدار ك 4-6 ساعات [يوميًّا]” وتابع: “هددوا باغتصاب عائلتي، وطلبوا معلومات لا أعلمها. كانوا يجبروننا على شتم فصائل وشخصيات معينة وأن نهتف لإسرائيل، ونقول عن الكلب الذي يسمح له بنهشنا أنه ‘تاج راسنا”
وفي شهادة أخرى لإحدى السيدات المعتقلات، قالت: “اعتقلوني على الحاجز على طريق صلاح الدين خلال نزوحي. طلبوا مني التوجه نحو ساتر رملي، هناك وضعوا عصبة على عيني، وفتشوني بأيديهم، وسألوني عن حماس والأنفاق، ثم نقلوني إلى مكان مفتوح، ثم أخذوني إلى معتقل. أجبروني على خلع ملابسي، كان هناك جنود ينظرون ويعلقون تعليقات خادشة، أعطوني ترنج [ملابس منزلية] فقط دون ملابس داخلية لألبسها.” وأضافت: “في المعتقل خضعت للتحقيق عدة مرات. في كل مرة كان قبلها يتم تعريتي من مجندات يضعن أيديهن ويتحشرن، والجنود كانوا ينظرون أحيانا ويعلقون، وكان هناك شتائم قاسية لا أستطيع قولها، وتهديد بهتك العرض”.
وذكّر المرصد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات سابقة عن وفاة اثنين من المعتقلين داخل معسكر “سديه تيمان”، أحدهما مبتور القدم، ولم تعلن إسرائيل رسميًّا -حتى وقت نشر البيان- عن وفاتهما. وشدد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بضرورة الكشف الفوري عن مصير المعتقلين المخفيين قسريًا، والإفصاح عن أسمائهم وأماكن تواجدهم، وبتحمل مسؤولياتها كاملةً تجاه سلامتهم والوقف الفوري لعميات التعذيب وسوء المعاملة.
وأكد أن بعض المعتقلين تعرضوا لمساومات وعمليات ابتزاز من أجل التعاون مع الجيش والشاباك الإسرائيلي مقابل التخفيف من تعذيبهم أو الحصول على بعض ما أسميت الامتيازات والإفراج عنهم.