
ما بين أمراض ومخلفات النظافة ! غزة في أزمة بيئية صعبة .. وحياة الملايين على المحك
كيف تدمرت الأوضاع البيئية في غزة؟
منذ سنوات وغزة تعاني من تداعيات الحصار والصراع المتواصل، لكن الأحداث الأخيرة منذ ٧ إكتوبر من العام الماضي تفاقمت الأوضاع البيئية بشكل غير مسبوق. مما يعكس الوضع الحالي في غزة أزمة بيئية متعددة الأبعاد تؤثر على حياة الملايين.
التدمير الممنهج للبنية التحتية
خلال النزاعات المتكررة، تعرضت البنية التحتية في غزة للتدمير الممنهج ، حيث دُمرت الشبكات الأساسية، بما في ذلك أكثر من 165 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، بالإضافة إلى أكثر من 62 بئراً للمياه. أدى هذا التدمير إلى تسرّب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع، مما زاد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة .
تلوث المياه:
الخبير البيئي سعيد العكلوك أكد أن الوضع أصبح كارثيًا، حيث يتم ضخ حوالي 100 ألف متر مكعب يوميًا من مياه الصرف غير المعالجة إلى البحر، مما يؤدي إلى تلوثه بنسبة تزيد عن 87%. هذا التلوث يهدد صحة المواطنين ويجعل الشاطئ مكانًا غير آمن للسباحة والاستجمام ، ناهيك عن انبعاث الغازات والروائح الكريهة .
النفايات المتراكمة:
يُعاني قطاع غزة من تكدس نحو 350 ألف طن من النفايات المنزلية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان. تتسبب هذه النفايات في انتشار الروائح الكريهة والحشرات، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية ، كما يعاني السكان من نقص في خدمات النظافة الأمر الذي أدى إلى تدهور الوضع الصحي في المنطقة.
الأثر على الزراعة:
تضررت الأراضي الزراعية بشكل كبير، حيث دُمرت أكثر من 50% منها. هذا الأمر لا يؤثر فقط على الأمن الغذائي، بل يزيد من الاعتماد على المساعدات الخارجية، مما يعمق الأزمات الإنسانية.
الأمراض المتفشية:
تنتشر الأمراض بشكل متسارع بين السكان، خاصة بين الأطفال. الأمراض الجلدية والتهابات الكبد الوبائي تتزايد نتيجة تلوث المياه ونقص النظافة ، ووفقًا لتقارير صحية، تم تسجيل أكثر من 100 ألف حالة إصابة بالتهابات مختلفة، مما يضع الضغط على النظام الصحي المتهاوي في غزة.
الحاجة إلى التحرك:
تتطلب الأوضاع البيئية المتدهورة في غزة استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. يجب تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة ودعم الجهود لإعادة بناء البنية التحتية المتضررة. كما يتعين على المنظمات الدولية العمل على تحقيق حلول مستدامة للأزمة البيئية.
غزة تعاني من أزمات متعددة تتطلب اهتمامًا فوريًا. إن تحسين الأوضاع البيئية ليس خيارًا بل ضرورة ملحة للحفاظ على حياة الملايين وضمان مستقبل أفضل لهم.