
الأطباء في غزة.. بين واجب المهنة وظروف الحرب
قال أطباء إن النقص الحاد في العاملين والمعدات بالمستشفى الأوروبي في غزة يدفع الفرق الطبية إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بشأن من يقبلونه، الأمر الذي يتسبب في ترك مرضى كثر بلا علاج رغم معاناتهم من إصاباتٍ خطيرة.
وذكر الأطباء أن المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس بجنوب غزة كان مخصصًا لاستيعاب 240 شخصًا فقط، لكنه يعالج حاليًا حوالي ألف مريض، في وقت يحتمي فيه العديد من النازحين في أروقته.
وقال جراح التجميل أحمد المخللاتي “نضطر في أيام كثيرة إلى الاختيار بين المرضى بحسب الأولوية”، مضيفًا أن هذا يعني التركيز على من لديهم فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة والتخلي عمن هم ” في وضعٍ سيئ و(بحاجة) إلى الكثير من الرعاية”.
وأضاف “فقدنا العديد من المرضى لأننا لم نتمكن من تقديم الخدمة. لم نكن نستقبل في وقتٍ ما أي مريض يعاني من حروق شديدة لأننا نعلم أن الطاقة الاستيعابية في وحدة العناية الفائقة لا يمكنها التعامل مع هذا الأمر”.
وتحدث المخللاتي عن إجراء عمليات بتر لمرضى فقدوا عائلاتهم بالكامل، قائلاً إنه كان ينفجر بالبكاء في كثير من الأوقات “لأننا غير قادرين على تقديم الرعاية بالطريقة المطلوبة”.
يُذكر أن أكثر من 27 ألف شخص استشهد ، وأصيب 66 ألفا في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وعلى إثر ذلك ، توقفت معظم مستشفيات القطاع عن العمل، وتعرض بعضها للقصف المباشر أو المداهمة، في حين تتعرض المستشفيات التي لا تزال تعمل لضغوط متزايدة مع اقتراب القوات الإسرائيلية منها.
نقص حاد في أبسط المواد
واشتكى جراح الوجه ثائر ضيف الله من النقص حتى في أبسط المواد الأساسية. وقال “أود أن أقول إن الرعاية الصحية في انهيار كامل وستستغرق عودتها إلى الوضع الطبيعي سنوات”.
وصرح المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا أمس الثلاثاء بأن المستشفيات القريبة، مثل مستشفى الأمل الذي تعرض للقصف عدة مرات في الأسابيع القليلة الماضية، قد تجد صعوبة في البقاء مفتوحة.
وقال في مؤتمرٍ صحفي بجنيف “لا أريد حتى أن أفكر في احتمال إغلاق مستشفى الأمل في الأيام المقبلة، لكن الحقيقة هي أنه إذا لم يتغير الوضع فسيكون من الصعب جدًا استمرار الأنشطة في المستشفى”.
المصدر: الجزيرة نت