
“من يملك كنز الحياة؟ تقرير حول الدول الخمس الكبرى في احتياطي المياه العذبة عالميًا”
في ظل تصاعد التحديات البيئية وتزايد الطلب على الموارد الطبيعية، تبرز قضية المياه العذبة كأحد أبرز التحديات التي تواجه البشرية. فبينما تعاني العديد من الدول من شح المياه، تتمتع دول أخرى بثروات مائية هائلة تجعلها في موقع استراتيجي بالغ الأهمية. في هذا التقرير، نستعرض الدول الخمس التي تمتلك أكبر حصص من المياه العذبة في العالم، استنادًا إلى بيانات عام 2020.
1. البرازيل: عملاق المياه العذبة
تتصدر البرازيل قائمة الدول الغنية بالمياه العذبة، حيث تمتلك حوالي 5.7 تريليون متر مكعب من الموارد المائية المتجددة، ما يعادل 12% من إجمالي المياه العذبة في العالم. يُعزى هذا الغنى المائي إلى حوض نهر الأمازون، الذي يغطي نحو 48% من أراضي البلاد، ويُعد من أكبر أنظمة الأنهار في العالم.
2. روسيا: بحيرة بايكال ومخزون هائل
تحتل روسيا المرتبة الثانية عالميًا بامتلاكها نحو 4.3 تريليون متر مكعب من المياه العذبة المتجددة. تُعتبر بحيرة بايكال، أعمق وأكبر بحيرة عذبة في العالم، من أبرز مصادر المياه في البلاد، حيث تحتوي على حوالي خمس المياه العذبة السطحية في العالم.
3. كندا: أرض البحيرات
تأتي كندا في المرتبة الثالثة، مع ما يقرب من 2.9 تريليون متر مكعب من المياه العذبة المتجددة. تُعرف كندا بوفرة بحيراتها، حيث تضم أكثر من 879,800 بحيرة، بما في ذلك بحيرة الدب العظيم، أكبر بحيرة عذبة في البلاد. تُشكل هذه البحيرات مصدرًا رئيسيًا للمياه العذبة، وتدعم قطاعات الزراعة والصناعة.
4. الولايات المتحدة الأمريكية: نظام البحيرات العظمى
تمتلك الولايات المتحدة حوالي 2.8 تريليون متر مكعب من المياه العذبة المتجددة، تأتي 77% منها من المياه السطحية و23% من المياه الجوفية. يُعد نظام البحيرات العظمى، الذي يشمل خمس بحيرات كبرى، مصدرًا رئيسيًا للمياه العذبة، حيث يوفر حوالي 90% من احتياجات البلاد.
5. الصين: تحديات الكثافة السكانية
رغم امتلاكها نحو 2.8 تريليون متر مكعب من المياه العذبة المتجددة، تواجه الصين تحديات كبيرة بسبب كثافتها السكانية العالية، حيث يعيش فيها حوالي 20% من سكان العالم، بينما تمتلك فقط 6% من المياه العذبة العالمية. هذا التفاوت يفرض ضغوطًا على الموارد المائية، ويتطلب إدارة فعالة لضمان استدامتها.
المياه العذبة بين الوفرة والندرة
بينما تتمتع هذه الدول بوفرة في الموارد المائية، تواجه العديد من الدول الأخرى تحديات كبيرة في تأمين احتياجاتها من المياه العذبة. تُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نصف سكان العالم قد يعيشون في مناطق تعاني من شح المياه بحلول عام 2025. هذا الواقع يستدعي تعاونًا دوليًا لتعزيز إدارة الموارد المائية، وتبني سياسات مستدامة تضمن تلبية احتياجات الأجيال الحالية والمستقبلية.