الأخبار العالمية

“من القمة إلى الانهيار: القصة الكاملة لسقوط سلسلة محلات بلبن في مصر”

في منتصف أبريل 2025، شهدت مصر واحدة من أبرز الأزمات في قطاع الأغذية، تمثلت في الإغلاق المفاجئ لسلسلة محلات “بلبن”، التي كانت تُعتبر من أنجح المشاريع في البلاد، حيث تمتلك أكثر من 110 فرعًا وتوظف حوالي 25 ألف موظف.

البداية: توسع سريع ونجاح لافت

بدأت سلسلة “بلبن” كعلامة تجارية مصرية متخصصة في تقديم منتجات الألبان والحلويات الشرقية، وحققت نجاحًا سريعًا بفضل جودة منتجاتها وأسعارها المناسبة. توسعت الشركة بسرعة داخل مصر وخارجها، حتى وصلت إلى تسع دول عربية، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في ريادة الأعمال.

تصاعد الأزمات: شكاوى صحية وتحقيقات رسمية

في أوائل أبريل، بدأت تظهر شكاوى من بعض المواطنين في محافظات مختلفة، تفيد بإصابتهم بنزلات معوية وآلام في المعدة بعد تناول منتجات من فروع “بلبن” . استجابت الجهات الرقابية بسرعة، وشكلت لجانًا مشتركة من وزارة الصحة وهيئة سلامة الغذاء لفحص الفروع والمصانع التابعة للشركة.

 نتائج التحاليل: بكتيريا ممرضة وألوان محظورة

كشفت التحاليل عن وجود بكتيريا ممرضة تُعتبر من الأسباب الرئيسية للتسمم الغذائي، بالإضافة إلى استخدام ألوان صناعية محظورة دوليًا في بعض المنتجات . كما تبين وجود مخالفات في شروط النظافة والتخزين، وبيع أغذية مجهولة المصدر .

 قرارات الإغلاق: تشميع الفروع وتعليق النشاط

بناءً على النتائج، أصدرت السلطات قرارات بإغلاق وتشميع جميع فروع “بلبن” في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى إغلاق محلات تابعة لنفس الكيان التجاري مثل “كنافة وبسبوسة” و”كرم الشام” . أعلنت الشركة في بيان رسمي عن تعليق نشاطها بالكامل داخل مصر، مناشدة الحكومة التدخل لإنقاذها من الأزمة .

 التأثير الاجتماعي: آلاف الأسر في مهب الريح

أدى الإغلاق إلى فقدان حوالي 25 ألف موظف لوظائفهم، مما أثر بشكل مباشر على آلاف الأسر التي كانت تعتمد على هذه الوظائف كمصدر دخل رئيسي. أثار هذا الحدث جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر الكثيرون عن صدمتهم من انهيار مشروع ناجح بهذه السرعة.

التحقيقات مستمرة: هل من عودة قريبة؟

حتى الآن، لم تصدر السلطات أي مؤشرات حول إمكانية إعادة فتح الفروع أو تقديم تسهيلات للشركة لتصحيح أوضاعها. تستمر التحقيقات للتأكد من مدى التزام الشركة بالمعايير الصحية، ومعرفة ما إذا كانت هناك إمكانية لاستئناف النشاط بعد تلافي المخالفات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى