
في ظل القصف والحصار .. كيف يعيش أهل غزة في المخيمات ؟
يبذل أهالي قطاع غزة قصارى جهدهم ليعيشوا حياة طبيعية في ظل الحصار المشدد والظروف القاسية الناجمة عنه. ويستمدون عزمهم هذا من حاجتهم للتأقلم مع هذه الظروف، وهو ما يعدّ دلالة على قوتهم وتصميمهم على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
يستغرب العالم الخارجي من حياة سكان غزة المرنة، وقدرتهم على التأقلم مع الظروف الصعبة التي يعيشون فيها، ويتساءل: كيف يمكن للفلسطيني إعادة بناء بيته، وهو يعلم أن إسرائيل ستدمره مجدداً!
أن الشعب الفلسطينى بطبيعته صامد منذ 1948، بسبب الأزمات المستمرة التي يتعرض لها، ويستطيع التعايش مع تلك الأزمات، ولا يوجد شعب في العالم يستطيع أن يعيش في الوضع المأساوى الذي يعيش فيه أهل فلسطين طوال السنوات الماضية، ولكن هذه المرة هي الأصعب في تاريخ شعب غزة.
في ظل هذه الظروف الصعبة ، كيف يعيش أهل غزة ؟
وسط المياه التي تفوح منها رائحة الصرف الصحي، تقف أم العبد اللاجئة الفلسطينية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتظهر في الخلفية منازل يحاوطها المياه من كل جانب، بسبب الأمطار التي شهدها القطاع منذ فترة، وتشير إلى منزلها المتهالك قائلة: “الشتاء هنا مخيف، المعاناة تتضاعف في هذا الفصل، وأقف عاجزة، هل أغطي سقف المنزل بقطعة نايلون كبيرة أم أضع منشفة تحت الشبابيك لمنع دخول مياه الأمطار، أم أسد منافذ الصرف بسجاتنا البالية حتى لا تخرج مياهها علينا؟”.
تقول أم العبد، التي تعيش وسط مياه الصرف الصحي التي تحاصر منزلها بالحي الذي تسكن فيه بمخيم جباليا ، ، إن صدرها يضيق ولا تستطيع التنفس بشكل طبيعي بسبب رائحة العادم المنبعثة في كل أرجاء منزلها، بمجرد أن تهطل الأمطار تتدفق المياه إلى المخيم وتغرق كل شوارعه، ولا تستطيع فتحات التصريف استيعاب كميات المياه الكبيرة التي تتجمع، بسبب ارتفاع منسوب المياه داخل المخيم، التي تتلاصق منازله، كما أن الكثير من الأسقف مصنوعة من الزينكو أو الإسبست أو الأسمنت المهترئ.
اختفت كل مقومات الحياة.. لا مأوى ولا مأكل ولا مياه نظيفة ولا دورة مياه.. كل المقومات التي تشير إلى وجود وطن لم يعد لها وجود، وبقيت بدائل يحاول أهل غزة استغلالها لمواصلة الحياة.. هنا ملاءة سرير مهترئة تستخدم كستار.. وهنا سيارة متهالكة تنام بداخلها السيدات.. وهنا علب بلاستيك فارغة يمكن استخدامها كمقاعد.. وبين هذه الأشياء يقيم عدد كبير من النازحين في المخيمات التي أقامتها وكالة أونروا.
لم يتوقف لعب الأطفال حتى لو صاحبت اللعب أغنية «يا شهيد نام وارتاح»، ولم يضل سعى الرجال وراء البحث عن مكان في مستشفى لإنقاذ مريض، أو البحث عن أشلاء صديق وقريب بين الأنقاض والركام ، وأحيانا في الوقوف طوابير في انتظار كسرة خبز لتطعم العائلات النازحة .
هناك في غزة بين صواريخ القصف والحياة المتهدمة لا توجد أي معالم للحياة سوى في وجود الأهالى الذين اعتادوا تلك المشاهد وأصواتهم التي غالبا تكون ألم وعويل من فاجعة وضيق ، ليس فقط طوال الحرب الأخيرة الممتدة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بل طوال سنوات ربما تضاهى أعمارهم .
It is actually a nice and helpful piece of information. I am glad that you just shared this useful information with us. Please keep us up to date like this. Thanks for sharing.