أشهرها نمو المعكرونة على الأشجار .. تعرف على قصص كذبة أبريل وموقف الاسلام منها
يحتفل الأوروبيون بـ كذبة أبريل أو يوم الكذب في مطلع ابريل من كل عام، وذلك من خلال الخدع وإطلاق النكات.
ويسمى ضحايا ذلك اليوم بأغبياء كذبة إبريل، حيث تشارك وسائل إعلام وصحف ومجلات في الكذب أيضاً، بأن تنشر مثلاً أخبارا ملفقة أو قصصا وتقارير ليست لها أي أساس من الصحة.
وعلى الرغم من شعبية هذه المناسبة منذ القرن التاسع عشر إلا أنها لم تصبح احتفالاً رسمياً في أي بلد بالعالم، حيث ظلت فقط مرتبطة بالدعابات حتى لو أنها كانت مؤلمة أحياناً.
وتشير نظريات متعددة بشأن أصل هذه المناسبة الممتعة، وأن البعض يعيدها إلى روما القديمة. ويربط بعض المؤرخين بين هذه المناسبة و“هيلاريا“، وهو احتفال بنهاية الشتاء في روما القديمة، حيث كان الناس يرتدون أزياء تنكرية، وأما البعض الآخر فيربطه بالاعتدال الربيعي والطقس الصعب الذي يأتي بداية الربيع.
ويرى بعض الباحثين أنها تقليد غربي يقوم على المزاح وإطلاق بعض الأكاذيب والخدع، وذلك في سبيل إضفاء أجواء من الضحك والمرح، حتى يصبح البعض ممن تنطلي عليه هذه الأكذوبة يشار إليه بوصفه ضحية كذبة أبريل.
ويرى البعض الآخر أن شارل التاسع في فرنسا قام عام 1582 بتعديل التقويم، إذ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ يوم 21 مارس وينتهي في اليوم الأول من أبريل، لكنه أعاد وقت الاحتفالات برأس السنة الجديدة ثلاثة أشهر إلى الوراء لتبدأ في الأول من يناير.
وتتزامن هذه المناسبة لهذا العام 2018 مع مناسبة دينية هي عيد الفصح. ومازح بعض الآباء صغارهم بأن غلفوا بعض حبات العنب بأوراق، وقدموها لهم على أنها شوكولاتة.
وعودة إلى كذبة أبريل، يطلق البعض أسماء مختلفة على ضحايا هذه المناسبة ممن يصدقون هذه الإشاعات أو الأكاذيب، ففي أسكتلندا يسمونهم ضحايا نكتة أبريل، الا أن الفرنسيين يسمون الضحية سمكة.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد هولي المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل، وهناك جانب آخر من الباحثين في أصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من أجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين، وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.
ومن جهة أخرى فقد عرفت روسيا كذبة إبريل في عام 1719م، وفيها أشعل قيصر روسيا بطرس الأكبر النار في قبّة مرتفعة بعد أن طلاها بالزفت والشمع، فظنّ النّاس أنّ مدينتهم تحترق وهربوا خائفين، وكان جنود القيصر حينها يوقفونهم قائلين: اليوم هو الأول من أبريل.*
ومن أطرف الأكاذيب وأشهرها ما حدث في رومانيا عندما كان الملك كارل يزور أحد متاحف عاصمة بلاده في أول أبريل، حيث سبقه رسام مشهور كان قد ترصد قدومه، وقام برسم ورقة مالية أثرية من فئة كبيرة على أرضية المتحف، مما دفع الملك إلى أمر أحد حراسه للنزول والتقاطها، ولكن سرعان ما اكتشفوا أنها كذبة.
من أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنجليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم كذباً في أول أبريل هذه الكذبة التي جرت في أول أبريل عام 1860م في هذا اليوم حمل البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية لغسل الأسود البيض في برج لندن في صباح الأحد أول أبريل مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة.
وهناك كذبة أخرى أُشتهر أستخدامها في أول أبريل في بريطانيا وهو أن يبعث أحد الناس بمئتي رسالة إلى مديري دور الأعمال الكبيرة يطلب منهم أن يتصلوا برقم تلفون يحدده في رسائله لأمر مهم جداًّ ومستعجل ويحدد موعد الاتصال فيما بين الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول أبريل وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم التلفون المذكور في شغل شاغل بالرد على مكالمات وأستفسارات المديرين طوال يوم أول أبريل وقد ضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في إستخدام الشعب الإنجليزي لها.
أما القصة الأشد غرابة هي أنه عندما سقطت الأندلس خرج الصليبيون ونادوا للناس أنه من أراد النجاة بنفسه وأهله وماله فليذهب إلى الشاطئ، فإن سفناً كبيرة قدمت من المشرق لتأخذ من تبقى من العرب، وبالفعل صدّقوا وذهبوا جميعاً إلى الشاطئ وهناك كانت الخديعة حيث الجيش الصليبي بانتطارهم يحيط بهم من كل جانب فأعملوا السيوف في رقاب المسلمين، وذبحوا النساء والرجال والكبار والصغار حتى احمرت مياه البحر من دمائهم، وكان ذلك في الأول من نيسان، حيث سميت هذه الخديعة بسمكة نيسان ( poisson d’avril) لأنهم كذبوا على المسلمين واصطادوهم كالسمك.
ومن أشهر هذه الكذبات نمو المعكرونة على الأشجار في الأول من نيسان عام 1957م، حيث نشرت البي بي سي البريطانية خبراً عن عائلة سويسرية تزرع أشجار المعكرونة لتُنبت هذه الأشجار خيوط المعكرونة الطويلة، ولأنه في ذلك الوقت لم تكن المعكرونة معروفة كثيراً تم تصديق الخبر، ليتّصل البعض منهم بالإذاعة متسائلاً عن كيفية زراعة شجرة المعكرونة.
التلفزيون السويدي والجوارب في الأول من نيسان من عام 1962م أعلن خبير تقني أنه باستخدام زوج الجوارب المصنوعة من النايلون من خلال مدها فوق شاشة التلفاز والضغط عليها سيتحول البث التلفزيوني من الأبيض والأسود إلى شاشة بالألوان، فأندفع الناس للتجربة ليكتشفوا أنها مجرد كذبة الأول من نيسان عندما لم ينجح الأمر.
قصة وحش بحيرة نيس في 1 نيسان عام 1972م قرر أحد العاملين في حديقة الحيوان فلامنغو بارك ممازحة أصدقائه، فنشر صورة وحش في بحيرة لوخ نيس وأن هذا الوحش ميتاً، أنتشر الخبر سريعاً بين الناس، ليتبين فيما بعد أنها جثة لحيوان ميت ألقاها هذا العامل ليُرّعب أصدقائه فقط.
في الأول من أبريل عام 2008م زعمت إحدى الشبكات الإعلامية أن باحثين أكتشفوا سلالة من طيور البطريق القابلة للطيران، وبثت مقطع فيديو جعل كثيرين يصدقون الكذبة، وقد حظي المقطع بحوالي ستة ملايين مشاهدة.
وبجانب بعض المواقف المضحكة، كانت هناك أحداث مؤلمة جرت بسبب هذه المناسبة، وأشهرها قيام سيدة إنجليزية بالصراخ وطلب النجدة من أعلى شرفة مطبخها بسبب اندلاع حريق داخله، ولكن من دون جدوى، حيث ظن الناس أنها كذبة لأنها كانت تستنجد في اليوم الأول من أبريل.
وفي الشرع الإسلامي الحنيف جاء التحذير من الكذب في الكتاب والسنة ، وعلى تحريمه وقع الإجماع، ولم يأت في الشريعة يومٌ أو لحظة يجوز أن يكذب فيها المرء ويخبر بها ما يشاء من الأقوال ، ومما انتشر بين عامة الناس ما يسمى ” كذبة نيسان ” أو ” كذبة أبريل ” وهي زعمهم أن اليوم الأول من الشهر الرابع الشمسي – نيسان – يجوز فيه الكذب من غير ضابط شرعي، وقد ترتب على هذا الفعل مفاسد كثيرة يأتي ذكر بعضها في تحريم الكذب، قال تعالى: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَايُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ).[سورة النحل/الآية 105].
الكذب في المزاح حرام كالكذب في غيره، وعن ابن عمر قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إني لأ مزح ولا أقول إلا حقّاً ” . رواه الطبراني في ” المعجم الكبير ” (12 / 391).
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قالوا يارسول اللَّه إنك تداعبنا ، قَالَ : ” إني لا أقول إلا حقّاً “. رواه الترمذي (1990) . قَالَ أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح.
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان . رواه البخاري (33) ومسلم (59).