اليوم .. العالم يحتفل باللص الشريف
يعتبر “اليوم العالمي لسرقة البنوك”، من أغرب المناسبات التي يتم إحياؤها في العالم، والذي يوافق 13 فبراير من كل عام، وسمي اليوم بذلك نسبة إلى اللص الأسطوري الأمريكي جيسي جيمس. ولكن ما هي قصته؟
هو أول لص بنوك في العالم، حيث نجح في 13 فبراير من 1866 في سرقة بنك للمرة الأولى في تاريخ العالم، وحكايته هي واحدة من أبرز القصص وأغربها كونها تحمل في طياتها شقين أحدهما إيجابي والآخر سلبي، كما أنها تحكي مسيرة شخص حولته الظروف من مواطن صالح، إلى مجرم محترف خارج عن القانون.
ولد جيمس في ولاية ميسوري الأمريكية في 5 سبتمبر 1847، ضمن 4 أشقاء، وتزوجت والدته بعد وفاة والده عدة مرات من بينهم الطبيب روبين صامويل، الذي حارب جيسي، بشكل غير رسمي في الحرب الأهلية الأمريكية بين الجنوب والشمال مع عصابة بلودي بيل أندرسون الجنوبية، ليبدأ صراعًا أسريًا ألقى بظلاله على شخصية جيسي.
ويبدو أن تلك الحرب وضعت لحياة جيمس طريقًا مغايرًا لم يصل إلى مخيلته يومًا ما، فبعد نهاية الحرب استسلمت الجماعات المقاتلة التي قاتل فيها الرجل، وقام المحاربون القادمون من الشمال بمعاملة المجندين السابقين الجنوبيين بقسوة وعنف حيث تم منعهم من العفو الكامل والمهن التخصصية وتم وضعهم في السجون لأسباب مختلفة وبحجج واهية.
وزادت ظروف ما بعد الحرب من عمليات الغضب والترصد تجاه المحاربين القادمين من الشمال الأمريكي، لكن إصابة جيسي بطلق ناري من الشماليين تحت غطاء الهدنة دفعت به إلى الجنون وأصبح ناقمًا على كل حياته وعلى المجتمع الذي يعيش فيه، وتسبب هذا الحادث في تحويل وجهة حياته.
وقرر جيسي الاتجاه إلى عالم الجريمة، وبدأ حياته الإجرامية بحادث سطو كان يعتبر فريدًا من نوعه آنذاك ويمثل نقلة وجرأة غريبة في عالم الجريمة بعد قيامه بالسطو على بنك أمريكا في 13 فبراير من عام 1866 واختراقه أمنيًا والنجاح في سرقته.
وأعلن القضاء الأمريكي جيمس خارجًا عن القانون عام 1866، وظل مطاردًا لمدة 16 عاما حتى وفاته عام 1882.
أسس جيمس عصابته عام 1867 وقاموا بسرقة المصارف والقطارات والقتل والسطو، وهاجموا عربات البريد والمحلات والناس، لكن في قصته الأغرب والأشهر في العالم أنهم إدعوا الفخر كونهم مافيا لها قواعد ومبادئ لا يتجاوزوها، فهم لا يسرقون صديقًا أو قسًا أو أرملة لذلك أطلق عليه اللص الشريف.
واصل جيمس سطوته الإجرامية فأثار الرعب بين الجميع، مما استدعى حاكم ميزوري توماس كريتندن إلى الإعلان عن مكافأة قدرها 30 ألف دولار لمن يقبض على جيمس حيًا أو ميتًا.
وفي نفس الوقت عرض جيمس مكافأة 50 ألف دولار لمن يقتل الحاكم توماس، ولكن تمت خيانة جيمس على يد أحد أعضاء عصابته، وهما اللصان: روبرت فورد وديك فورد من أجل نيل الجائزة.
قيل إنه لقي مصرعه برصاصة من الخلف أثناء تواجده محل سكنه بيد أحد الأخوين فورد، اللذان عقدا جلسة خاصة مع حاكم ميسوري، بعد أن وعدهما بأن يحصلا على المكافأة المالية التي وضعها لمن يقبض على جيمس، وأعطاهما ضمانة بالعفو في حال نجاحهما في قتل جيسي أو تسليمه للسلطات حيًا أو ميتًا.
هرول الأخوان فورد إلى حاكم ميسوري بعد قتل جيسي فورًا للحصول على نقودهما، لكنه ألقى القبض عليهما، وحكم القضاء الأمريكي بإعدامهما شنقًا في يوم واحد قبل تدخل الحاكم والعفو عنهما كما وعدهما وتم العفو عنهما، لكنهما لم ينالا الجائزة المالية، بل منحهما حاكم ميسوري 500 دولار ليبدا حياتهما بعيدًا عن عالم الجريمة.
اللافت حياة هذا اللص مثلت إلهامًا لصناع السينما في الولايات المتحدة، وخرجت العديد من الأعمال التي ترصد حياته، لتظل أسطورته تتوارثها الأجيال، رغم وفاته منذ ما يقرب من قرنين من الزمان.
ورغم إجرامه إلا أنه ظل أسطورة يتحاكى عنها الجميع لفترات طويلة، وقام الممثل الأمريكي براد بيت بتجسيد شخصية جيسي جيمس في فيلم اغتيال جيسي جيمس عام 2007.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية في أواخر القرن التاسع عشر عن حياة أحد أكثر المجرمين الأمريكيين شهرة واغتياله بواسطة أحد أعضاء عصابته، وفقًا لما حدث مع جيسي جيمس.