علماء يؤكدون ، علاقة السلوك الإجرامي بالجينات الوراثية
هُز الشارع العماني مؤخراً بجريمة قتل راح ضحيتها محامية عمانية قتلت غدراً بسبب خلافات عائلية ، وقبل ٣ سنوات ماضية شهدنا كذلك مقتل أم وأطفالها على أيدي أمراة أخرى .
العديد من مشاهد القتل قد حدثت ، والأسباب تختلف ! ولكن النتيجة واحدة هي ازهاق روح ، وتيتم أطفال ! ولكن يبقى السؤال ، كيف ينشأ السلوك الإجرامي في النفس البشرية التي جبلت على الرحمة والعطف ؟ وهل للجينات علاقة بالإجرام؟ أم يعتبر السلوك الإجرامي وراثة ؟
علمياً ، هناك جين معروف بإسم جين المحارب او الغضب ،وذلك لأن كثيرون ممن يحملون هذا الجين يعانون من حالات انفعالية حادة حيث يقوم هذا الجين بفرز هرمونات تتحكم في الحالات الانفعالية والعاطفية في الأنسان ، منها هرمون الأدرينالين والدوبامين والسيرتونين ، حيث يفرزها الجين عند حالة الغضب والخوف فتعمل على زيادة دقات القلب وتوسع الأوعية الدموية وحدقة العين وانبساط العضلات اللارادية والحجاب الحاجز من أجل أن تتوسع الرئتين، وكل هذا ليكون الجسم مستعداً لحالات القتال والفرار عند الخطر ، وقد أوضحت الدراسات انه في بعض الأحيان قد يعاني هذا الجين من خلل قد يتسبب بظهور مرض عصبي يسمى – تنادر برونير– وهو ما يتسبب بإنفعالات عصبية حادة جداً وهو غالباً يرثه الذكور من أمهاتهم .
ووفق دراسة قام بها علماء من فلندا حول وجود علاقة بين السلوك الإجرامي والجين البشري MAOA ، حيث قاموا بدراسة الجين لـ ٨٩٥ شخص مدان في سجون فلندا ، ولاحظوا وجود هذا الجين فيهم وهو المسؤول عن افراز هرمون الدوبامين في المخ ، وقد أشار العلماء ان نسبة ١٠–١٥٪ من المجرمين المدانيين كانوا يمتلكون هذا الجين.
كما أشار علماء آخرون من معهد ” كارولينسكا” بالسويد أن هنالك جين آخر مرتبط بالسلوك الإجرامي وجرائم القتل العنيفة ، وقد لاحظ العلماء بعد دراسة ١١٤ من المجرمين بوجود جين المحارب “MAOA” الى جانب جين CDH13 ، حيث انتشر هذه السجن على السجناء الذي لا يملكون القدرة على التحكم بإنفعالاتهم ويميلون لردود الفعل العنيفة والإساءة للآخرين.
ماذا عن باقي الجرائم كالسرقة والخطف ؟
بعد مقارنة الجينات البشرية والوراثية للسجناء ومقارتنها بجينات السجناء ذوي السلوك العنيف المرتبط بالقتل لاحظ العلماء ان المجرمين ذوي الجرائم البسيطة غير العنيفة يخلوا جسمهم من هذه الجينات، مما يجعلها جينات مرتبطة فقط بالسلوك العنيف .
لماذا ينشط الجين المرتبط بالإجرام؟
أشار العلماء أن هذا الجين ينشط وفق تغييرات البيئة المحيطة واتباع سلوك معاملة معين ، حيث اكتشفوا ان هذا الجين ينشط عندما يتعرض الشخص لسوء المعاملة او الحرمان خلال فترة الطفولة ، ووفق دراسة قام بها مجموعة علماء بريطانيين على ١٠٣٧ طفلاً تمت مراقبة بيئتهم المحيطة الى بلوغهم من العمر٢٦ سنة ، إذ أسفرت الدراسة أن ٧٥٪ منهم عانوا من سوء المعاملة وأصبح سلوكهم فيما بعد إجرامياً بسبب نشاط الجين بداخلهم، في حين أن الأشخاص الذين عاشوا في جو أسري هادئ أصبحوا يميلون أكثر للهدوء والأنضباط .