منوعات

مدينة الأشباح الصينية: مشروع ضخم بـ 93 مليار دولار يبقى فارغًا بعد 7 سنوات من البناء .. فما القصة ؟

في واحدة من أكثر المشاريع الحضرية طموحًا في العالم، أنفقت الصين 93 مليار دولار على بناء مدينة ضخمة تفوق نيويورك بثلاثة أضعاف. تقع هذه المدينة، المعروفة باسم شيونغان، على بعد حوالي 100 كيلومتر من العاصمة بكين، وكان يُفترض أن تكون نموذجًا للمدن الذكية والمستدامة. ومع ذلك، وعلى الرغم من مرور سبع سنوات على بدء المشروع، لا تزال المدينة مهجورة تقريبًا، ما يثير التساؤلات حول سبب فشل هذا المشروع العملاق في جذب السكان.

تفاصيل المشروع

تم إطلاق مشروع مدينة شيونغان في عام 2017 بمبادرة مباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث كان الهدف منها تخفيف الضغط السكاني عن بكين ونقل العديد من المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى إليها. تم بناء بنية تحتية متطورة، بما في ذلك محطة قطارات عملاقة تعادل 88 ملعب كرة قدم، وحدائق شاسعة، وأبراج سكنية حديثة، ومجمعات حكومية ضخمة.

لماذا لا يعيش فيها أحد؟

رغم التخطيط الدقيق والميزانية الضخمة، واجهت المدينة عدة تحديات حالت دون جذب السكان إليها:

1. غياب السكان المحليين: تم بناء المدينة في منطقة زراعية، ما أدى إلى تهجير آلاف المزارعين، لكن لم يكن هناك تدفق سكاني جديد لتعويضهم.

2. ارتفاع تكاليف المعيشة: أسعار العقارات في شيونغان مرتفعة مقارنة بمدن أخرى، مما جعل الانتقال إليها غير جذاب لكثير من المواطنين.

3. نقص فرص العمل: رغم وعود الحكومة بجذب الشركات الكبرى، لم تنتقل العديد من المؤسسات بعد، مما جعل المدينة تفتقر إلى فرص العمل الأساسية.

4. بيروقراطية النقل والهجرة: انتقال الشركات والموظفين الحكوميين إلى المدينة الجديدة يتطلب قرارات حكومية معقدة، وهو ما أبطأ حركة الهجرة إليها.

5. غياب الحوافز الجاذبة: بخلاف مشاريع مشابهة مثل مدينة شنجن الاقتصادية، لم تقدم الحكومة الصينية حوافز كافية لجذب المستثمرين والسكان إلى شيونغان.

المستقبل الغامض للمدينة

رغم الوضع الحالي، لا تزال الحكومة الصينية ملتزمة بالمشروع، وتعمل على نقل مؤسسات حكومية إليه تدريجيًا. ومع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية، تأمل السلطات أن تتحول المدينة إلى مركز اقتصادي رئيسي في المستقبل.

تبقى مدينة شيونغان واحدة من أكثر المشاريع الحضرية طموحًا في التاريخ الحديث، لكنها في الوقت الحالي رمز للمدن الفارغة في الصين، حيث تقف شاهدة على التحديات التي تواجه التخطيط الحضري في البلاد. فهل ستتحول هذه المدينة يومًا إلى مركز حضري مزدهر، أم أنها ستظل مدينة أشباح بقيمة 93 مليار دولار؟

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. Hi I am so happy I found your blog page, I really found you by mistake, while I was looking on Yahoo for something else, Regardless I am here now and would just like to say thanks a lot for a fantastic post and a all round thrilling blog (I also love the theme/design), I don’t have time to read through it all at the minute but I have bookmarked it and also added your RSS feeds, so when I have time I will be back to read more, Please do keep up the superb job.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى