
في غزة .. من لا يقتله القصف يموت بسبب نقص الدواء
من صيدلية إلى أخرى، تتنقل سيدة نازحة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مصطحبة أطفالها الثلاثة المصابين بالقيء، بحثا عن دواء يوقفه، دون جدوى، وبعد أن اعتذر لها الصيدلي إياد أبو دقة، موضحا أن الحُقَن المستخدمة لإيقافه قد نفدت، نصحها بالتوجه إلى مستشفى “شهداء الأقصى” الحكومي، مبديا تشاؤمه من أن تجد الدواء هناك.
ورغم مخاوف الصيدلي من أن قد يصاب هؤلاء الأطفال بالجفاف أن لم تتمكن من علاجهم الا إن الأدوية تنفد في الصيدليات الخاصة والمستشفيات الحكومية، هذا الأمر سيسبب كارثة لقطاع غزة .
وعلى الرغم من أستمرار العدوان الاسرائيلي لقطاع غزة الا ان المساعدات التي تدخل للقطاع منذ 36 يوما هي مخصصة فقط لمستشفيات القطاع الحكومي فقط ، كما أن كميات الادوية على وشك النفاذ مما ينذر بإلاغلاق كلي للصيدليات .
وتعاني المستشفيات الحكومية من نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية، في الوقت الذي تستقبل فيه عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين.
وبسبب الوضع الكارثي في غزة فأن سكان قطاع غزة الآن يعانون من الكثير من الأمراض منها الجدري والاسهال والقيئ والنزلات المعوية ، وعدم توفر الأدوية الخاصة بهذه الأمراض قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة المرضى، وخاصة أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، والسكري والدهون والكولسترول، وغيرها من الأمراض.
كما أن أي شخص لديه التهاب أو جرح، أو أجرى عملية جراحية، سيزيد لديه الالتهاب، وسيضعف التئام الجرح، وسيحدث له مضاعفات ومشاكل كثيرة، إن لم يجد مضادا حيويا، وأيضا غالبية مسكنات الألم للكبار والصغار، ومراهم الجروح، نفدت أو قاربت على النفاد.
كما نفذت لفافات جروح، و مشدات القطن، حتى المطهرات التقليدية مثل اليود، كلها غير موجودة.
وبحسب ما أفاد الدكتور خليل الدقران للجزيرة أن ” “95% من الأدوية مفقودة في المستشفى، والإصابات الخطيرة يتم معالجتها ببعض المسكنات البسيطة” ، وقال الدقران إن “المستشفى اضطرت لبتر أطراف بعض الجرحى بعد التهابها عقب إجراء عمليات جراحية لهم، بسبب نفاد المضادات الحيوية، كما لفت إلى أن أدوية النزلات المعوية التي انتشرت بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء واستخدام المياه الملوثة، مفقودة أيضا”، ويضيف “تصلنا حالات مرضية للمستشفى، ولا يوجد أدوية لعلاجهم”.
كما أن العديد من النساء الحوامل، تعرضن للإجهاض جراء نفاد الأدوية المميعة للدم -التي تمنع تجلط الدم- والمقويات والفيتامينات.
كما تطرق الدقران إلى مشكلة قرب نفاد الحليب اللازم للحضانات، وقال في هذا الصدد “قللنا عدد الرضعات للأطفال من 3 رضعات إلى واحدة في اليوم، لأن الحليب بدأ بالنفاد، وهذا قد يعرض الأطفال للخطر”، ويتابع “نبحث في كل مكان للحصول على علبة حليب، ونكلّف الأهل للبحث، وهم بدورهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام بحثا عن حليب لإطعام أطفالهم”.