
أنفاق المقاومة التي تحسب لها إسرائيل ألف حساب.. شبكة معقدة ومدينة متكاملة تحت الأرض
لا أحد يتخيل مسبقا أن حركة المقاومة حماس قد بنت لها مدينة ضخمة تحت الأرض , ورسمتها بأنفاق كشبكة عنكبوتية بشكل دقيق،وبات أمر هذه الأنفاق سرا مخفيا لم تكشف حماس عنه. وتعتبر الأنفاق هي رئة حياة الحركة الإسلامية وسلاحها ضد القوات الإسرائيلية حيث تمتد عبر أحياء مكتظة بمدينة غزة، تهدف لإخفاء مسلحيها وترسانتها الصاروخية وأكثر من 200 رهينة تم احتجازهم في هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل.
وكل عدوان تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة، تظهر قيمة الأنفاق ويصبح الحديث عنها رائجا بالإعلام الغربي، خصوصا عندما تتحدث إسرائيل عن خيار الغزو البري الذي يبدو أن ما يجعل قوات الاحتلال تفكر فيه ألف مرة هو تلك الأنفاق أو ما يحب الإعلام الغربي أن يصفه بـ “مترو غزة”
وسابقا ، لعبت هذه الأنفاق دورا محوريا فقد استخدمتها حماس في عام 2006 لأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ومنذ ذلك الوقت سعت إسرائيل إلى تدمير الأنفاق إلا أنها لم تنجح في ذلك. وأصبحت أنفاق غزة تحديا لإسرائيل ومصدر قوة حماس ، فالقتال تحت الأرض من شأنه أن يجرد الإسرائيليين إلى حد كبير من المزايا التكنولوجية التي يتمتع بها جيشها، بينما يعطي ميزة لحماس فوق الأرض وتحتها.
و يعتقد أن حماس لديها الآن شبكة ضخمة تحت الأرض تمتد في جميع أنحاء غزة، مما يسمح لها بنقل الأسلحة والإمدادات والمسلحين بعيدا عن مرمى الطائرات الإسرائيلية المسيرة.
وتحدّث عنها أمير أفيفي القائد السابق بالجيش الإسرائيلي قائلا “توجد مدينة كاملة أسفل غزة على عمق يتراوح ما بين 40 و50 مترا. ثمة مخابئ ومقرات ومخازن وبالطبع هي متصلة بأكثر من ألف موقع لإطلاق الصواريخ”. بينما قدرت مصادر أخرى عمق الأنفاق بما يصل إلى 80 مترا، بينما تشير بعض التقديرات إلى أن شبكة أنفاق غزة تضم ألفا و300 نفق، ويبلغ طولها نحو 500 كيلومتر، وأن عمق بعضها يبلغ 70 مترا تحت سطح الأرض.
كما أن بعض هذه الأنفاق تم بناؤه بالخرسانة الجاهزة والحديد، وبه غرف طبية لتقديم المساعدة للمقاتلين الجرحى، والبعض الآخر لديه مساحات على عمق 130 قدما تحت الأرض حيث يمكن للناس الاختباء لعدة أشهر.
وبحسب وصف رهينة أفرج عنها مؤخرا “أنفاق كثيرة جدا، سرنا كيلومترات تحت الأرض”. بينما وصفها أحد الخبراء بأنها “أكبر بعشرة أمثال من أنفاق فيت كونج”، أو الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام.
وبحسب ما وصفت به الأنفاق فهي كقتال الأشباح حيث تم قتل خلال حرب 2014، ما لا يقل عن 11 جنديا إسرائيليا بعد التسلل إلى إسرائيل عبر الأنفاق.
وتقول ريتشموند باراك الخبيرة في الحرب تحت الأرض: “عندما تدخل نفقا، يكون ضيقا للغاية، ويكون مظلما ورطبا، وسرعان ما تفقد الإحساس بالمكان والزمان. ويتولد لديك هذا الخوف من المجهول، ومن سيأتي”.
وتضيف: “بمجرد الوصول لزاوية بعيدة في النفق تبدأ بالتفكير، هل سيكون هناك كمينا؟ لا أحد يستطيع أن يأتي وينقذك. بالكاد يمكنك التواصل مع العالم الخارجي، ومع أفراد وحدتك”.
ويقول الجنرال الأميركي فوتيل، الذي زار نفقا لحزب الله على الحدود الجنوبية للبنان، إنه “فوجئ بمستوى الجهد المبذول في خلق هذه الأشياء”.
وأشار إلى أنها لم تكن هذه مجرد ثقوب في الأرض “بل كانت بنية معمارية” متكاملة، وقد تم “ربطها بغرف وتم بناؤها بطريقة تتحمل الضربات على السطح”.