غير مصنف

انفجار هيندبيرغ الكارثي

 هل كنت تعلم مسبقاً أن العالم قد استخدم المناطيد الصلبة كوسيلة لنقل الأفراد حالها كحال الطائرات ؟ حيث حلم العلماء مطولاً بإستخدامها لتكون طفرة حديثة في عالم النقل.

ولكن ولسوء الحظ ،! توقف العالم عن استخدام المناطيد بحلول عام ١٩٧٣ نتيجة للحادث الكارثي الذي أسفر عن مقتل ٣٦ شخص ، حيث وضعت هذه الكارثة النهاية لإستخدام المناطيد الصلبة في خدمات النقل المنتظمة .

كيف هو المنطاد ؟ 

منطاد هيندبورغ الصلب هو ألماني الصنع وكان الأضخم من نوعه ، اذ يبلغ طوله ٢٤٥ متر وعرضه ٤٠ متر ، وقد بلغت سرعته ١٢٥ كم/ الساعة . اما من الناحية الميكانيكية فإن قوة المنطاد تعود بسبب وجود أربعة مولدات ديزل تقوم بتحريك المراوح داخل سلات منفصلة ، بالإضافة لإستخدام غاز الهيدروجين الذي يساهم في رفع المنطاد حيث يتم حفظه داخل خزانات منفصلة .

ومن الداخل كان المنطاد تحفة فنية فاخرة تجلت فيها ابداع المصمم وابتكاره الفذ في خدمة الركاب بصورة مثالية وفاخرة ، حيث كان مجهزا بـ ٢٥ مقصورة يوجد في كل منها سريرين وغرف طعام واسعة وصالة استقبال وغرف مطالعة ناهيك عن غرف التسلية، إن تصميم المنطاد مصمم بإحكام حتى لا يتسرب غاز الهيدروجين ، مخلفاً مشاكل حادة ،  وبالطبع كان يوجد غرفة خاصة للتدخين صُمم لها خصيصاً باب مزدوج ، كما أن ضغطها كان يفوق الضغط الخارجي وذلك حفاظاً عن تسرب غاز الهيدروجين ، وقد ضم المنطاد بيانو مصمم من الألومنيوم كديكور خاص وكذلك وجسور للتنزه في جانبي المنطاد ، بالإضافة الى  الشبابيك  الزجاجية التي تتيح للركاب التمتع بالمناظر الطبيعية الأخاذة من الأعلى  ، نظرا لمرور المنطاد في أعالي البحيرات والغابات الخضراء .

 وكانت  مدة الرحلة عبر المحيط الأطلسي تستغرق  يومين ونصف ، وهو أقل من المدة التي تستغرقها البواخر آنذاك .

 لماذا دخلت ألمانيا عالم تصميم المناطيد الصلبة ؟ 

صممت المانيا هذا المنطاد بعد فشل مساهمة بريطانيا في تطوير المناطيد الصلبة ، حيث شهدت بريطانيا أيضا حادثة تحطم منطاد صلب عام ١٩٣٠ .

رحلة المنطاد الأخيرة 

انطلق المنطاد في ٣ مايو ١٩٣٧ من فرانكفورت الألمانية متجهاً الى مطار ليكهرست في نيوجيرسي الأمريكية ، وحسب خطة الرحلة المحددة كان من المفترض وصوله في الساعة الثامنة صباحاً بتاريخ ٦ مايو ، ولكن نظراً للأحوال الجوية وهبوب رياح قوية معاكسة أدت  الى تأخر وصول المنطاد ١٠ ساعات ، ولكن  وبالرغم من التأخير الا القبطان وصا وجهته و حلق بالهيندبيرغ أعلى سماء نيويورك مرورا على مبنى الامباير ستيت ، وهي عادة المانية قديمة تعتبر كنوع من الدعاية عن المناطيد الالمانية

ساعة الهبوط قد حانت وبدأ القبطان بتجهيزات الهبوط على مدرج المطار رغماً عن الظروف الجوية السيئة ، إذ اشتدت الرياح بقوة  وعند اقتراب المنطاد من صاري الربط حدث انفجار أدى الى احتراق المنطاد الضخم في ثواني عديدة ، أسرعت فرق الإنقاذ بمطار ليكهرست لإنقاذ الركاب وأفراد الطاقم .

وعلى الرغم من أن حادث هيندبورغ لم يكن الأكثر فتكاً في التاريخ وحصيلة الموتى متوسطة نسبياً مقارنة بحوادث أخرى الا انه لا يزال يعتبر من الحوادث الكارثية في القرن العشرين .


 التغطية الاعلامية للحادث

تم تصوير الحادثة بأكملها وتم إذاعتها على شريط الأخبار ، حيث تواجد المراسل الاذاعي هيربرت موويسون في موقع الحادثة ،وقد قال حينهالقد شب فيه حريق وهو يقع ، سينفجر ” .

 أن السبب الحقيقي لهذه الكارثة غير معلوم فعلياً ، الا أن الخبراء رجحوا  أنه من المحتمل أن تفريغ الكهرباء في الغلاف الجوي قد أشعل خلايا غاز الهيدروجين الموجودة في المنطاد .

ان هذا الأنفجار الكارثي كان نهاية رحلة استخدام المناطيد الصلبة  في العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى