تحت شعار “الرقمنة للجميع” العالم يحتفل بيوم المرأة العالمي ٢٠٢٣
منذ أكثر من قرن، والناس في كل أنحاء العالم يحتفلون بيوم الثامن من مارس كيوم عالمي للمرأة. فما قصة هذا اليوم؟ وهل هو يوم للاحتفال أو للاحتجاج؟
انبثق اليوم العالمي للمرأة عن حراك عمالي ، ففي عام 1908، خرجت 15 ألف امرأة في مسيرة احتجاجية بشوارع مدينة نيويورك الأمريكية، للمطالبة بتقليل ساعات العمل وتحسين الأجور والحصول على حق التصويت في الانتخابات ، ليعلن الحزب الاشتراكي الأمريكي بعدها عن أول يوم وطني للمرأة.، فأصبح حدثاً سنوياً اعترفت به الأمم المتحدة.
وبعدها اقترحت الشيوعية والناشطة في مجال حقوق المرأة كلارا زيتكن لجعل هذا اليوم يوماً عالمياً، وليس مجرد يوم وطني في حدود أمريكا، وعرضت فكرتها عام 1910 في مؤتمر دولي للمرأة العاملة عُقد في مدينة كوبنهاغن الدنماركية. وكان في ذلك المؤتمر 100 امرأة قَدِمْنَ من 17 دولة، وكلهن وافقن على الاقتراح بالإجماع.
واحتفل باليوم العالمي للمرأة لأول مرة عام 1911، في كل من النمسا والدنمارك وألمانيا وسويسرا. وجاءت ذكراه المئوية عام 2011 – لذا فنحن نحتفل هذا العام باليوم العالمي للمرأة رقم 112. وأصبح الأمر رسمياً عام 1975 عندما بدأت الأمم المتحدة بالاحتفال بهذا اليوم واختيار موضوع مختلف له لكل عام؛ وكان أول موضوع للاحتفال تبنته المنظمة الدولية عام 1996 يدور حول “الاحتفاء بالماضي، والتخطيط للمستقبل“.
أما هذا العام فأن اليوم العالمي للمرأة يأتي تحت شعار ’الرقمنة للجميع: الابتكار والتكنولوجيا من أجل المساواة بين الجنسين‘” .
ويأتي هذا الشعار تقديراً للنساظ والفتيات اللواتي أطلقن حملات عبر الإنترنت من أجل إلغاء الحظر الشبه التام على الإجهاض في كولومبيا وأيرلندا. كما تستخدم الشابات في إيران وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأيهنّ جهارًا وتحدي الأعراف الذكورية والمطالبة بالمساواة. أمّا النساء في السودان فاحتللن طليعة الاحتجاجات ضد الأصولية الدينية في الأمس وضدّ الحكم الاستبدادي اليوم، عبر استخدام الأدوات المتوفّرة عبر الإنترنت لتعبئة السكان.
وأصبح اليوم العالمي للمرأة موعداً للاحتفال بإنجازات المرأة في المجتمع وفي المجالات السياسية والاقتصادية، في حين أن جذوره السياسية تقوم على فكرة الإضرابات والاحتجاجات المنظمة لنشر الوعي حول استمرارية عدم المساواة بين الرجال والنساء.
وقد ارتبط اليوم العالمي للمرأة بألوان خاصة وهي البنفسجي والأخضر والأبيض ، وذلك وفق موقع حملة اليوم العالمي للمرأة ، ويأتي اختيار هذه الألوان لدلالاتها ورمزيتها حيث لن اللون البنفسجي يرمز إلى العدالة والكرامة، أما الأخضر فيرمز إلى الأمل، ويمثل اللون الأبيض النقاء وإن كان مفهوماً مثيراً للجدل. وكان الاتحاد الاجتماعي والسياسي للنساء في المملكة المتحدة هو أول من استخدم رمز هذه الألوان في عام 1908.
وبجهود متنوعة تحتفل بعضً من دول العالم بهذا اليوم ، ففي روسيا يعد اليوم العالمي للمرأة يوم عطلة وطنية و تتضاعف فيع مبيعات الزهور في الأيام الثلاثة أو الأربعة التي تسبق 8 مارس.
وأما في الصين ، تحصل نساء كثر على إجازة لنصف يوم في 8 مارس وذلك وفقا لتوجيه مجلس الدولة.
أما في إيطاليا، فيحتفل باليوم العالمي للمرأة، المعروف بـ (la festa della Donna)، بتبادل أزهار الميموزا. وأصل هذا التقليد غير معروف، ولكن يعتقد أنه بدأ في روما بعد الحرب العالمية الثانية.
بينما في الولايات المتحدة الأمريكية، يعتبر شهر مارس/ شهر تاريخ المرأة، ويصدر إعلان رئاسي كل عام يحتفي بإنجازات المرأة الأمريكية.
نماذج عربية مشرفة في يوم المرأة العالمي
- زها حديد المعمارية العظيمة، ولدت زها حديد في العاصمة العراقية، وتميزت في مجال الهندسة المعمارية، ولها الكثير من المشروعات في 44 دولة من دول العالم.
- نعمت شفيق، حسب ما وصفتها مجلة (فوربس) أقوى امرأة، تعمل كنائب لمحافظ بنك انجلترا، ولدت في مصر وحصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة من الولايات المتحدة الأمريكية.
- خديجة عريب مغربية وشغلت منصب رئيسة البرلمان الهولندي.
- الشيخة لبنى بنت خالد بن سلطان القاسمي واحدة من أكثر النساء قوة وتأثيرًا في وقتنا المعاصر، بدأت مشوارها بتوليها وزارة الاقتصاد والتخطيط في الإمارات كأول وزيرة تتولى هذا المنصب، ثم توالت مناصبها كوزيرة لوزارات متعددة أخرى.