إتحاد عّياد .. فلسطينية كسرت الصورة النمطية للمرأة فقادت جرار زراعي
الفلسطينية اتحاد عياد أدركت ومنذ زواجها أنه لا مستقبل بلا أرض ولا بساطة عيش لعائلتها دونما أن يُروى الثرى بأناملها.
تواضب المزارعة الخمسينية “اتحاد عياد“، منذ حوالي أربعة عقود على العمل في الأرض، ترتدي كوفيتها الفلسطينية لتضرب بفأسها الأرض فتشق منها رائحة الفرح والسعادة، وهي تراقب أشتال اراضيها تتفتح وتزهو فوق التراب المجبول بعرقها وعرق أجدادها.
قدرات عياد كسرت من الصورة النمطية المتعارفة عن المرأة فقد وحصلت السيدة والأم والمزارعة عياد مؤخرا على رخصة قيادة جرار زراعي، بعد نحو 14 عاماً من قدرتها على قيادته، وحراثة الأرض ونقل بضاعتها إلى الأسواق القريبة من موقع مزرعتها الذي يتوسط مدينتها أريحا.
وتشير عياد إلى أنها قررت الحصول على رخصة الجرار الزراعي لتتفادى حدوث حوادث سير أو التعرض لمخالفات السير، خاصة وأن مساحة قيادة الجرار تتخطى حدود أرضها، وباتت تقوده على الشوارع الرئيسية، لإكمال باقي عمليات توزيع ثمار مزرعتها على الحسبة والتجار، وارتبطت عياد مع جرارها برابط أوثق من الثمار والتراب وباتت تربطها بجرارها الزراعي علاقة استطاعت من خلالها تمييز حركته والأصوات التي تنبعث منه.
وكان سكان المدينة ينظرون في بادئ الأمر إلي اتحاد عياد باستغراب كونها أول امرأة تتجرأ وتقود الجرار الزراعي في الشوارع العامة لكن سرعان ما رحبوا بالفكرة وشجعوها ودعموا عملها التي تقوم به.
وبعد عدة أشهر فقط، استطاعت السيدة الخمسينية أن تصبح أيقونة ونموذجا للنساء خاصة وأنها نجحت في إنقاذ مهنتها وأرضها من الخسارة، وجنت الأموال التي تكفيها لمساعدة زوجها في إعالة أسرتهما.
وترى اتحاد عياد أنه لا توجد مهنة تمثل حكرا على الرجال دون النساء، مؤكدة قدرة المرأة الفلسطينية على العمل في المجالات المهنية كافة “دون أن نتورط في إخفاقات قد تؤذينا أو تؤذي مهنتنا“.
عياد التي ذاقت المُر في حياتها باتت اليوم مصدر إلهام لكثير من النساء في محيطها ، كما أنها أصلحت عوناً لهن ، فعياذ تُشّغل معها في مزرعتها حوالي ثماني سيدات، تعاني أغلبهن من حالات اجتماعية مختلفة، ومن خلال عملهن استطاعت السيدات توفير مصدر دخل لأسرهن وأطفالهن.
وتملك المزارعة عياد مشغل لإنتاج الألبان، تقول إنها طورته وعملت عليه من خلال الزراعة، وتواظب على تقسيم وقتها في الأرض والمشغل وتسعى إلى تطويره بشكل مستمر.
وحصلت المزارعة اتحاد على العديد من التكريمات وشهادات التقدير، وذلك لدورها البارز في المحافظة على الأرض واستصلاحها وزراعتها.
وطالبت المزارعة الجهات الرسمية ببذل مزيد من الجهود في خدمة النساء العاملات، وحمايتهن من العمل في المدن الأجنبية، والعمل على توفير بيئة حاضنة وحامية لهن، لحماية أرضهن من الأيادي الخارجية.