
قرروا خوض مغامرة هروب بسيطة .. فوجدوا نفسهم في جزيرة مجهولة .. كيف عاشوا ؟ ومتى عادوا الى أحضان عائلاتهم ؟
بدأت قصة اليوم بمغامرة وتصرفات معتادة من مراهقي المدارس حيث هرب خمسة مراهقين من المدرسة بهدف الإستمتاع الا أن مغامرتهم رمت بهم في زوايا المجهول ليضيعوا في جزيرة ليست مأهولة ولمدة ١٥ شهر .. ما الذي حدث ؟ وكيف واصلوا حياتهم هنالك ؟
بداية القصة :
في العام 1966 مر قبطان سفينة استرالي الجنسية بقاربه الصغير على جزيرة صغيرة مهجورة اسمها “اكا” وكعادة القبطان وهوايته في الاستكشاف اخرج منظاره ليرى تفاصيل الجزيرة الا أنه لاحظ وجود دخان وسط اشجار الغابة .. فاستغرب وشده الفضول حول مصدر هذا الدخان لأن الجزيرة غير مأهولة بالسكان؛ وفجأة ظهر شخص ما شعره طويل ولا يرتدي الا ما يخفي عورته وقد بدى أنه من السكان الاصليين؛ هذا الشخص بمجرد رؤيته للقارب بدأ يلوح بيديه ويصرخ، بعدها رمى نفسه في البحر وبدأ بالسباحة نحو القارب! وكأنه يستنجد لشيئ ما ..
هنا شعر القبطان بالخوف من هذا الشخص فأخرج بندقيته وجهز نفسه للمواجهة القادمة ، وعندما وصل الشخص للقارب تبين للقبطان أنه مجرد طفل مراهق،
قال الولد : اسمي ستيفن وهناك 5 أولاد غيري في الجزيرة، لقد علقنا هنا في هذه الجزيرة المعزولة منذ 15 شهر!
وبدأ القبطان يسترسل بالحديث ليعرف تفاصيل وصولهم الى هذه الجزيرة .
جاء الأولاد الخمسة من دولة تسمى تونغا وهي عبارة عن مجموعة جزر في المحيط الهادي شرق استراليا وأبطال القصة هم 6 أولاد: سيوني، مانو، ستيفن، كولو، ديفيد، لوك هؤلاء الاولاد كانوا طلاب في مدرسة كاثوليكية أي مدرسة دينية وهي عبارة عن مدرسة داخلية يدرس فيها الطلاب ويعيشون فيها.
ومايميز هذه المدرسة أنها كانت مدرسة منضبطة وصارمة جدا وعندها قوانين شديدة على حرية الاولاد حيث انه يُسمح للطلاب الخروج مرة واحد فقط في الاسبوع وبالطبع تحت اشراف الاساتذة، وهؤلاء الاساتذة كانو رهبان وراهبات، ويُقال أن معاملة الاساتذة للطلاب كانت صارمة جدا واحيانا يتم تعريضهم لعقوبات قاسية عند خرق القوانين.
وقد كانت تتراوح أعمار الأولاد بين 14 و16 سنة وكانت اغلب احاديثهم عن حياة الحرية والمتعة وكانوا يحلمون بعالم آخر مختلف عن العالم الذي يعيشون فيه؛ وفي يوم من الايام وبينما كانو يتناولون وجبة الغذاء طرح أكبرهم سنا وهو “سيوني” فكرة الهرب! فتساءل اصدقاؤه عن المكان الذي يمكن ان يهربو إليه .. فأخبرنم “سيوني” أن هناك جزيرة اسمها فيجي تبعد عدة كيلومترات عن مملكة تونغا وهي جزيرة أكبر وأكثر تطورا، ولكنها بالنسبة لهم بعيدة نوعا ما!
ويبدو أن فكرة الهروب راقت لهؤلاء الأبطال فبدأوا بالتخطيط لطريقة تمكنهم من الهروب الى جزيرة “فيجي”، وأول شيء سيحتاجونه لتنفيذ خطتهم هو قارب، لذا قرروا سرقة أحد القوارب التي ترجع لرجل عجوز لطالما كانت هناك مناوشات بينه وبينهم .
كما قرروا الهروب في الليل ليكون عندهم المجال للاختفاء دون أن يتم كشف أمرهم .
وبالفعل؛ بعد ساعة من نوم زملائهم تسللوا من المدرسة وتوجهوا لمكان القارب وقاموا بسرقته ثم انطلقوا في رحلة المجهول، حيث حملوا معهم بعض الفواكه والطعام وفرن غاز ليطبخوا عليه الاسماك التي يصيدونها في البحر! ولكن لم يفكر اي احد منهم أن يحضر معه بوصلة أو خريطة!
والصدمة الكبرى هنا أن المسافة بين مملكة تونغا وفيجي أكثر من 750 كم لذا فأنهم حتى لو أحضروا معهم مستلزمات تساعدهم في تحديد مسارهم على البحر ستظل هذه الرحلة شبه مستحيلة على أطفال صغار لم يخرجو للبحر من قبل! وبهذا فرحلتهم ليست مستحيلة فقط بل جنونية ايضا.
وبدأت الساعات تمر وهم في قلب البحر واختفى الشاطئ خلفهم ولم يعد يبدو لهم سوى أفق المحيط، ومع بزوغ الفجر بدأ علامات التعب تظهر على الأولاد الذين لم يناموا ليلة كاملة وهم الذين اعتادو النوم باكرا في مدرستهم، ليتغلب عليهم النوم واحدا تلو الآخر ولم يبق منهم اي احد صاحي، والقارب شراعه مفتوح وتحركه الرياح في اتجاهات مختلفة وعشوائية!
والاولاد في سبات عميق إلا على صوت الرعد قد أيقظ غيبوبتهم الممتعة ليتفاجئوا بعاصفة ضخمة وسط المحيط، حاولوا رفع شراع القارب ولكن العاصفة مزقته ورمته بعيدا، حينها كان هدفهم هو عدم السقوط في الماء والتشبث بالقارب حتى تمر العاصفة .. وهو ماحدث بالفعل ؛ حيث مرت العاصفة بسلام وتحسن الجو، ولكن ابطال قصتنا وجدو انفسهم في وضع مأساوي، فهم لا يعلمون اين هم بالضبط ولا يستطيعون التحكم في مسار قاربهم!
ظلوا على هذه الحال لمدة 8 أيام وأمواج البحر كانت ترميهم من مكان لمكان آخر، وكان همهم الوحيد هو النجاة بحياتهم، فأكلهم بدأ ينفذ أما فكرتهم عن صيد الاسماك فلم تكن بتلك السهولة لأنهم لم يستطيعوا صيد أي سمكة، والمياه الصالحة للشرب كذلك بدأت تنفذ وأصبحوا ينتظرون مياه الامطار لملأ انصاف ثمار جوز الهند التي معهم! كما وضعوا كذلك برنامج للشرب بالقطرات حتى يحافظوا على حياتهم.
وفي اليوم التاسع وبعد ثمانية أيام من المعاناة لمح الأولاد جزيرة في الافق وهي أول قطعة ارض يرونها منذ خروجهم من جزيرتهم، وبما أن الشراع قد أُتلف في العاصفة، بدأ ابطال قصتنا يجدفون بأيديهم لتغيير مسار القارب نحو الجزيرة وفي النهاية ساعدتهم الامواج في الوصول، فقفزو في البحر وسبحو نحو الشاطى تاركين القارب خلفهم.
عند وصولهم لأرض اليابسة رمى الاولاد انفسهم على الارض وغطو في نوم عميق بسبب التعب، ولم يسايقظوا الا بعد طلوع الشمس في اليوم الثاني، وهنا في هذه الجزيرة ستبدأ رحلة نجاتهم وهي رحلة أطول بكثير من تلك التي قضوها في عرض المحيط.
الجزيرة التي وصل لها الاولاد هي جزيرة تسمى “آتا” وهي جزيرة كانت مهجورة منذ 100 عام، وقبل المئة عام كان يعيش على هذه الجزير مئات السكان الأصليين ولكن فجأة أغار عليهم تجار العبيد وأخذوهم كلهم وباعوهم ولم يتركوا أي شخص منهم.
قام الأولاد بالبحث عن الطعام فصنعوا آداة حادة لصيد السمك ولكن مع غياب النار وعدم قدرتهم على اشعالها كانو يأكلون السمك نيء، والشكر للع أنهم وجدو حلا للطعام لأن هنالك مشكلة أكبر تحيط بهم وهي العطش التي لم يجدو لها حل، فقد بحثوا عن مصدر ماء فلم يجدو، لذلك اضطرو لصيد طيور النورس وشرب دمائها، كما انهم كانو يأخذون بيضها ويشربونه، فبالنسبة لهم اي شراب او أكل مهما كان سيئ فهو نعمة كبيرة.
بعد مرور أيام معدودة بدأ الاولاد بإستكشاف الجزيرة فقد وجدوا مكان كان يقيم فيه السكان الاصليون وحصلوا منه بعض الأدوات التي ستساعدهم، حيث استطاعو أن يجمعوا بعض السكاكين والاواني الفخارية ؛ واشعلوا كذلك نار بعد محاولات دامت لأيام ، وبما ان النار كانت ثمينة فقد وضعو برنامج للحفاظ عليها مشتعلة عبر مناوبات بتغذية هذه النار بالحطب ومنعها من الانطفاء، وفي الليل كانو يجتمعون حولها ويمسكون أيديهم ويبدأون في الغناء.
بعدها بدأ الاولاد بالتكيف مع مستقبلهم الآتي وحياتهم القادمة ، فبنوا أكواخ من السعف، كما أنهم قامو بزراعة الموز والفول، بالاضافة لهذا قاموا ببناء صالة رياضية (gym) ، وملعب لكرة الريشة التي تشبه التنس، واحد منهم ايضا صنع ڤيتارة بألواح جوز الهند، وبما انهم مراهقين فقد كانت تحدث هناك شجارات، ولكنهم وضعو قانون لهذا المشاكل .
لقد كان كل يوم يقضونه على هذه الجزير هو عبارة عن عذاب نفسي وجهد فضيع لذلك حاولوا صناعة طوف لعبور البحر ولكنهم لم ينجحو، فقرروا البقاء حتى يأتي الفرج، قسموا الادوار بينهم حتى يشغلوا انفسهم ، فمنهم من كان مهتما بالنار ومنهم من كان منهمكا في رعاية المزرعة ومنهم من كان يعتني بالحيوانات، ومنهم من كان يراقب البحر، وهذا ساعدهم في الابتعاد عن الاكتئاب.
مرت 15 شهر على تواجدهم بالجزيرة، وفي ذلك اليوم كان دور ستيفن في مراقبة البحر، اين وقف على هضبة مرتفعة لعله يرى سفينة او قارب وهذا لم يحصل منذ 15 شهر، ولكن في ذلك اليوم لمح ستيفن قارب،
ولحسن حظهم فإن في تلك السفينة كان هنالك صياذ سمك استرالي اسمه “بيتر وورنر”، واخبره انه شاهد دخان وسط الجزيرة واقترب ليعرف القصة، لانه يعلم ان الجزيرة نائية وغير مأهولة … بعدها التحق باقي الاولاد الخمسة وركبوا القارب، ليقوم “بيتر” بكتابة اسمائهم، واتصل بمركز خفر السواحل، ليؤكدو له ان هؤلاء الاولاد فعلا مفقودون منذ اكثر من 15 شهر.
هؤلاء الاولاد كانو بالنسبة لاهلهم أموات وتمت اقامة جنائز لهم، وبيتر تأثر لأنه كان سببا في اعادتهم للحياة واعتبر لحظة انقاذهم اكثر لحظة تأثيرا في حياته؛ بعد ان تيقن الاولاد انهم سيعودون لاهلهم غمرتهم فرحة لا توصف لدرجة انهم وصفو تلك اللحظة بأنها لحظة دخولهم الجنة!
والمضحك في هذه القصة انه وبعد وصولهم مباشرة تم اعتقالهم مباشرة لأن العجوز الذي سرقوا منه القارب قد أبلغ عنهم الشرطة، ولكن الصياد الذي انقذهم “بيتر” تدخل عبر علاقاته بحكم انه ابن رجل ثري في استراليا، واخبر القناة السابعة الاسترالية قصتهم وعرض عليها أن تقوم بتصوير فيلم وثائقي عنهم، وقد قبلت القناة وقدمت لبيتر مبلغ من المال قام من خلاله بالدفع للعجوز صاحب القارب حتى يسحب شكواه، فتم اطلاق صراحهم.
بيتر ومصوري القناة توجهوا برفقة الاطفال لأهلهم في جزيرة اخرى ووثقوا لحظة انسانية مؤثرة وهي لقاء الاولاد بعائلاتهم وقد كان مشهد مليء بالدموع والمشاعر، بعدها اشتغل الاولاد مع بيتر في الصيد وشق كل منهم طريقه في الحياة .
I don’t unremarkably comment but I gotta tell thankyou for the post on this perfect one : D.
I am constantly looking online for articles that can assist me. Thanks!
Whats up very cool website!! Guy .. Excellent .. Superb .. I’ll bookmark your website and take the feeds also…I’m happy to find so many helpful info right here within the publish, we want work out extra techniques on this regard, thanks for sharing. . . . . .
I like what you guys are up also. Such smart work and reporting! Carry on the excellent works guys I have incorporated you guys to my blogroll. I think it’ll improve the value of my web site 🙂