قصة: محكمة غير قانونية
كتب – الحواري الجهوري
عصر يوم حار شديد الرطوبة.. تقرر الدنيا أن ترسل إلى هدية بغيضة كبادرة حسن نية منها.. لا شيء أسوء من اجتماع الحر والرطوبة والصوت العالي.. وهل هناك صوت أعلى من صوت نبراس.. صوت كالمدفع يعلو لكل شيء بالمعنى الحرفي، للحق والباطل، للتاريخ والفيزياء النووية وعلم المنطق.. متقاعد وجد نعيمه وسعادته في قاعات المحاكم.. لو أنها لم تكن بساعات دوام لفقدته زوجته وأولادها دهراً.. شلت أذني وعميَ لساني أما رجلاي ففي خبر كان.. صوتي ودعواتي ليكمل مسرحية الهلاك هذه في ظروف أفضل باءت بالفشل.. سأقضي ساعاتي الأخيرة صنماً في هذا الشارع، وليس من اللائق أن أتركه هكذا إن الله مع الصابرين، سأبقى لخمس دقائق أخرى احتراماً فقط.
- هل هناك أي جديد حول مقتل الرجلين.. أي قلب شيطاني امتلك ليرتكب هذا الجرم؟
- أنت تبالغ.. ليس هناك أي مبرر حقيقي يدفعه لقتلهما من المستحيل أن يحكم عليه؟
- نبراس، ألا تعتقد أنه مذنب؟ لكن بسرعة لأني وعدت الأولاد أن أخرج معهم بعد ساعة.
- أعتذر على تأخيرك، لكن رأي بكل إيجاز هو لا، أشعر أنّ هناك لغطاً ما في هذه القضية، فليس من المعقول أن يقتل رجلين، ثم ينجح في الهرب من العدالة مدة سنة، صالح الذي أعرفه لا يفعلها؟
- الله أكبر، ما بك! هل فقدت عقلك! مجرم قتلَ رجلين، هل من المنطقي أن يسلم أن نفسه ليعدم؟
- هل قابلت صالح من قبل؟
- لم أقابله قط ولله الحمد.
- صالح هذا يعمل مهندساً ميكانيكياً لشركة طيران؛ لذا ففكرة غياب عناصر الأمن من حياته شبه مستحيلة، خصوصاً وأنه مواظب على عمله طوال السنة الفائتة.
لحظة هل صالح الذي يقصده هو جارنا.. ما الذي قاده للمحكمة.. . هذا يفسر انتقاله للعيش خارج البلاد قبل سنة وقليل.. صحيح أنه كان ذو طباع حادة غير أن نفسه كانت شريفة.. سبحان من خلق النفس.. تظهر شيئاً وتبطن آخر.. تموج الطباع الحسنة والدنيئة مع الدهر موجاً فتحيل الإنسان مسخاً.. الظاهر سأبقى عشر دقائق لكل قضية خمس.. ما أرداك يا صالح؟
- صالح ابن حسن؟
- هو نفسه
- هل قام برشوتهم؟
- وما الفائدة من رشوة أمن المطار إن كانت الجريمة حدثت في مدينة أخرى؟
- ربما يستخدمهم كوسيط لقسم آخر؟
- وما فائدة دفع رشوتين لجهتين يا ناصح؟
- في الواقع تبادر لذهني سؤال للتو، لم ذكرت معلومة أمن المطار هنا؟
- صالح الذي أعرفه اجتماعي بطبعه لكنه جبان، وإن ارتكب جرماً لبدا على محياه مباشرة.
- متى لقيت صالح آخر مرة.
- لقيته قبل سنة.
- أين؟
- عند بقالة العم سعيد يا صاحبي.
- أها.. هل ما زلت تذكر اسمي؟
- لا تمزح يا ماجد.. فضيحة أن أنسى اسمك.
- صحيح أن خمس سنوات منذ آخر حديث لنا تنسي، لكن للتوضيح اسمي فيصل لا ماجد.
- كنت اختبرك إن كنت معي على الخط أم لا بالنسبة لصالح..
قلت سأجلس عشر دقائق قلت، لم تمض سوى ثلاث دقائق وأشعر أني من سيحاكم بالتهمة القتل غداً، لابد أن أصرف نفسي بأسرع ما يمكن.
- عذراً على المقاطعة لكن عندي تعقيب على موضوع الخط، أنا لا اعلم ما هي الجريمة التي ارتكبها صالح بين قوسين حسب وجهة نظرك لكن الجريمة التي تحكيها تبدو من وحي خيالك نظراً لأن صالح كان خارج البلاد لسنتين.. بل بالعكس أهله يبدون قلقين حول سلامته نظراً لكون اتصاله معهم مقطوعاً منذ مدة، ذلك حسب ما أخبرني به أخوه معتصم قبل يومين.
- وهل تعتقد أن المجرم لديه القدرة للوثوق بالآخرين، هذا بالضبط سبب قطعه الاتصال معهم.
- عموماً لا تهتم.. حصل خير.. القضية التي أردت سابقاً الحديث معك عنها هي التي تخص المدعو فرج والتي اتهم فيها بقتل رجلين على خلفية ثأر، رغم أن محاميه قدم للمحكمة ورقة يثبت فيها أن المتهم كان في فندق خارج البلاد ساعة وقوع الجريمة، لكن يا للأسف أنا مستعجل، لذا لا أستطيع البقاء معك أكثر من هذا لتنورني بالحقائق حول الحادثة.
- اعتذر يا صديقي.. أووه صحيح فيصل.. أنسى أسماء من يسمون الناس بالكذب.. أتتني رسالة من البيت.. سأضطر للعودة.. وداعاً
- مع السلامة يا عنكبوت المحاكم.
Some truly interesting details you have written.Helped me a lot, just what I was looking for : D.
We absolutely love your blog and find nearly all of your post’s to be what precisely I’m looking for. can you offer guest writers to write content for you? I wouldn’t mind composing a post or elaborating on a lot of the subjects you write related to here. Again, awesome web log!
I haven’t checked in here for a while as I thought it was getting boring, but the last few posts are good quality so I guess I’ll add you back to my daily bloglist. You deserve it my friend 🙂
Throughout the grand scheme of things you’ll secure a B+ for effort. Where you actually confused me was first on all the facts. As they say, the devil is in the details… And it could not be more accurate right here. Having said that, let me say to you what exactly did do the job. The article (parts of it) is certainly highly powerful and that is possibly why I am taking the effort in order to opine. I do not make it a regular habit of doing that. Secondly, while I can notice a leaps in reasoning you make, I am not really confident of exactly how you seem to connect the details which make the conclusion. For right now I will, no doubt subscribe to your issue but trust in the near future you connect the facts much better.