![](https://i0.wp.com/qabasom.com/wp-content/uploads/2024/12/11.jpg?fit=1200%2C630&ssl=1)
في الأول من مايو 1896، شهدت الدولة القاجارية في بلاد فارس (1789-1925) حادثة اغتيال مثيرة للشاه ناصر الدين قاجار، الملك الذي حكم البلاد لمدة 48 عامًا، في واقعة كانت لها تبعات تاريخية عميقة.
وأثناء زيارة الشاه ناصر الدين لضريح عبد العظيم شاه بمدينة الري، جنوب شرقي طهران، اقترب منه رجل يدعى ميرزا رضا كرماني بحجة تقديم شكوى، وفي لحظة غير متوقعة، أخرج كرماني مسدسًا صدئًا اشتراه من تاجر فواكه وأطلق النار على الشاه، ليرديه قتيلًا في الحال.
بعد تنفيذ العملية، حاول ميرزا رضا الفرار من البلاد، لكنه أُلقي القبض عليه قبل عبوره إلى الأراضي العثمانية. أعيد إلى طهران حيث سُجن وعُذب، وفي النهاية أُعدم شنقًا علنًا.
خلال التحقيقات، كشف ميرزا رضا عن دوافعه، مشيرًا إلى أنه كان ضحية ظلم وقمع أدى إلى اتخاذه هذا القرار، ووثقت التحقيقات أقواله التي انتقد فيها الفساد والطغيان قائلاً: “نعيش في قمع لا رادع له… المسؤولون يمزقون حياة الناس ليغدقوا الأموال على أنفسهم.”
يعتبر مؤرخون أن حادثة الاغتيال شكّلت شرارة لبدء الثورة الدستورية في عهد خليفة ناصر الدين، الملك مظفر الدين، وهي التي غيّرت مسار السياسة في البلاد.
بينما تعددت الروايات حول دوافع ميرزا رضا، إذ يرى البعض أنه تأثر بأفكار جمال الدين الأفغاني، أحد أبرز دعاة الوحدة الإسلامية، فيما يشير آخرون إلى أنه كان رجلاً بسيطًا دفعه الظلم والاضطهاد الشخصي للانتقام.
بعد اغتيال ناصر الدين، تولى الحكم الملكان مظفر الدين وأحمد شاه، قبل أن يُطيح الأخير رضا بهلوي، القائد العسكري صاحب النفوذ، وتمكن بهلوي من السيطرة على السلطة في عام 1925، مُنهياً حكم الأسرة القاجارية، ومُعلنًا تأسيس عهده الذي لم يدم طويلًا، حيث أطاحت الثورة الإسلامية في 1979 بنظام الأسرة البهلوية، مُغيرة اسم البلاد إلى إيران.
حادثة اغتيال الشاه ناصر الدين قاجار لم تكن مجرد عملية قتل، بل فصلًا مفصليًا في تاريخ بلاد فارس، أثّر على بنيتها السياسية والاجتماعية لعقود.
lwdjxd
xkbg45