ترامب يبتكر وزارة الكفاءة .. خطوة جريئة أم جدل سياسي جديد؟
في خطوة مفاجئة وغير مألوفة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يواصل تصدر المشهد السياسي في الولايات المتحدة، عن إنشاء وزارة جديدة تحمل اسم “وزارة الكفاءة”. وتهدف هذه الوزارة إلى إعادة هيكلة العمليات الحكومية وتحسين الأداء الإداري، وسط تساؤلات واسعة عن جدوى هذه الخطوة وطبيعة تنفيذها.
رؤية ترامب: حكومة أكثر كفاءة
في خطاب له أعلن ترامب أن الهدف من هذه الوزارة هو “القضاء على البيروقراطية المفرطة، وتقليص الهدر في الإنفاق الحكومي، وتعزيز الكفاءة في الأداء الإداري”. وأضاف أن الوزارة الجديدة ستعمل على مراقبة أداء جميع المؤسسات الحكومية لضمان تحقيق أقصى فائدة من الأموال العامة وتقليص الفساد والبيروقراطية التي وصفها بأنها “أعداء الشعب الأمريكي”.
صلاحيات الوزارة
بحسب ما أُعلن، ستتمتع وزارة الكفاءة بصلاحيات واسعة تشمل مراجعة سياسات الإنفاق الحكومي، مراقبة الأداء التنفيذي، وإعادة تقييم المشاريع والخطط الفيدرالية. كما ستتمكن من اقتراح تعديلات على الهيكل الإداري أو إلغاء برامج لا تحقق أهدافها. وأكد ترامب أن هذه الوزارة ستكون بمثابة “عين الشعب” داخل الإدارة الحكومية.
ردود الفعل: جدل واسع بين السياسيين والمراقبين
قوبل الإعلان عن إنشاء الوزارة الجديدة بآراء متباينة. بينما رحب مؤيدو ترامب بالخطوة، واعتبروها جزءًا من جهوده لإعادة “أمريكا عظيمة مجددًا”، وصفها منتقدوه بأنها محاولة استعراضية قد تضيف طبقة جديدة من البيروقراطية بدلًا من القضاء عليها.
السيناتور الديمقراطي تشاك شومر انتقد المبادرة، قائلًا: “ترامب يدّعي أنه يحارب البيروقراطية، لكنه ينشئ وزارة جديدة قد تزيد التعقيد الحكومي”. في حين رأت إليزابيث وارن، السيناتور الديمقراطية، أن الوزارة تبدو “مجرد أداة سياسية للترويج لوعود غير قابلة للتنفيذ”.
تساؤلات حول التطبيق
من أبرز التساؤلات المطروحة حول الوزارة الجديدة: كيف ستُطبق صلاحياتها؟ وهل ستواجه مقاومة من المؤسسات القائمة؟ كما أشار محللون إلى أن منح وزارة واحدة سلطة مراقبة جميع المؤسسات قد يثير مخاوف بشأن التوازن بين السلطات واحتمالية إساءة استخدام الصلاحيات.
مستقبل وزارة الكفاءة
مع إعلان إنشاء وزارة الكفاءة، يضع ترامب رهانًا كبيرًا على تغيير شامل في الطريقة التي تعمل بها الحكومة الأمريكية. ولكن نجاح هذا المشروع يعتمد بشكل كبير على كيفية تنفيذه ومدى قبوله من الكونغرس والشعب الأمريكي.
تبقى الأيام القادمة كفيلة بتوضيح ما إذا كانت وزارة الكفاءة ستصبح أداة فعالة لإصلاح الإدارة الحكومية، أم أنها ستظل فكرة مثيرة للجدل تعكس أسلوب ترامب المميز في السياسة.