“قارا” السجن الأكثر رعباً في العالم
عندما تسمع كلمة –سجن– ما الصورة النمطية التي تخطر ببالك بديهياً؟ من الطبيعي أن يتبادر في ذهنك الحراسة المشددة والزنزانات المفردة ، والأسوار العالية ، وكل هذه الخيالات نتيجة للصورة التي ارتسمت في عقولنا من قصص الأفلام والروايات .
ولكن في الجانب الآخر الذي لم نراه حتى الآن في الاعلام والقصص ، هو سجن –قارا– المغربي ، والذي يقع بالتحديد في مدينة مكناس المغربية ، فهو سجن موجود تحت أعماق الأرض ، وذكر اسم قارا مرتبط بالرعب والأساطير التي نسجت حوله .
تاريخ سجن قارا
يعرف سجن قارا بإسم السرداب أو الدهليز ، وهو أشبه بالمتاهة الهندسية فهيكلته الهندسية حيرت العلماء منذ انشاءه ، حيث يعود تاريخ انشاءه في أواخر القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر ، على يد السلطان المولى إسماعيل ، وبني لكل يقبع به الخارجون عن القانون وكلاً من يعارض حكم السلطان ، وهو السجن الوحيد في العالم الذي لا يوجد به أي أبواب مشيدة ولكن لم يستطع أي سجين الهرب منه !
يمتد السجن على مساحة عشرات الكيلوميترات تحت الأرض ، والى اليوم لا حصر لحدوده ، ولكن السلطات الأمنية منعت الوصول الى عمق محدد ، فيما فتحت المجال للسواح في باقي الأماكن من السجن ، وفي التسعينيات قامت مجموعة من المستكشفون الفضولين الفرنسيين بالدخول الى أغوار السجن الغامض بهدف اكتشاف اسراره وخباياه ، ولكنهم اختفوا ولم يعدوا الى الآن، فهل يكون سجن قارا المغربي أشبه ببرمودا البحار والمحيطات؟!
قارا والأساطير
تدور الأساطير حول سجن قارا في الثقافة المغربية ، فقد أشيع أن المساجين فيه يلقون من فتحات أرضية سرية ، اضافة الى أنه مسكون بأرواح من فقدوا حتفهم فيه ، فلا عجب من المقولة المعروفة عنه – من يدخله مفقود ومن يخرج منه مولود– .
وكما تدور الأحاديث عنه أن السبب الأول لعدم خروج من يدخل اليه ، هو المتاهة التي يتشكل بها ، فهو متاهة أسطورية معقدة تجعل السجين يفقد حياته وهو يحاول أن يجد طريقاً للعودة!
احدى الروايات تقول أن تصميم السجن جاء من سجين برتغالي ، اقترح على السلطان مولى اسماعيل تصميم السجن السري تحت الأرض مقابل حريته .
أن سكان مكناس المغربية والتي عرفت بالجمال الأندلسي والأصالة العربية ، يتداولون في بعضهم قصص مرعبة عن لعنة قد أصابت المدينة بسبب هذا السجن ، فهو مكان مسكون بالأشباح وأصواتها تتحلى في سماء السجن ليلاً ، ليدب الخوف في نفوسهم .
ولكن الحكومة المغربية شرعت لدحض جميع الشائعات المرتبطة حول قارا، فعزمت على افتتاحه كمزار سياحي ، يستطيع السائح فيه اكتشاف دهاليزه وخباياه ، والخروج بفكر مختلف عن الشائعات المتداولة .
وقد وفقت الحكومة في هذه الخطوة ، حيث بلغ زوار قارا التاريخي في عام ٢٠١٨ نحو ٤٣ ألف زائر خلال الأشهر الثمانية الأولى .