المقالات

مسقط تستضيف مفاوضات حاسمة بين واشنطن وطهران: هل يولد اتفاق نووي جديد من رحم الأزمة؟

تتجه الأنظار نحو العاصمة العُمانية مسقط، حيث من المقرر أن تُعقد محادثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وإيران يوم السبت المقبل، بهدف مناقشة الملف النووي الإيراني. تأتي هذه المحادثات في ظل تباين التصريحات بين الجانبين حول طبيعة اللقاء، مما يثير تساؤلات حول فرص نجاحها في التوصل إلى اتفاق جديد. 

تباين في التصريحات:

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده ستجري “محادثات مباشرة” مع إيران بشأن برنامجها النووي، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات قد بدأت بالفعل وستستمر يوم السبت. وأكد ترامب أن التوصل إلى اتفاق مع إيران هو “أمر مفضل”، محذرًا من أن فشل المحادثات قد يضع إيران في “خطر كبير” .  

في المقابل، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن المحادثات ستكون “غير مباشرة” وستُعقد في سلطنة عُمان، مؤكدًا أن “الكرة في ملعب أمريكا” . هذا التباين في التصريحات يعكس اختلافًا في وجهات النظر بين الجانبين حول كيفية إدارة هذه المحادثات. 

التحديات والعقبات:

تواجه المحادثات عدة تحديات، أبرزها:

1.عدم الثقة المتبادلة: تاريخ العلاقات بين البلدين مليء بالتوترات والاتهامات المتبادلة، مما يجعل بناء الثقة أمرًا صعبًا.

2.المطالب المتعارضة: تصر الولايات المتحدة على ضرورة تقييد البرنامج النووي الإيراني ومنع تطوير أسلحة نووية، بينما تؤكد إيران أن برنامجها ذو طبيعة سلمية وترفض تقديم تنازلات تعتبرها تمس بسيادتها.

3.التأثيرات الإقليمية: تلعب دول المنطقة، مثل إسرائيل والسعودية، دورًا مؤثرًا في هذا الملف، وقد تعارض أي اتفاق ترى أنه لا يخدم مصالحها الأمنية.

دور سلطنة عُمان:

لطالما لعبت سلطنة عُمان دور الوسيط المحايد في النزاعات الإقليمية، وساهمت في تسهيل محادثات سابقة بين واشنطن وطهران. استضافة مسقط لهذه المحادثات تعكس ثقة الطرفين في قدرتها على توفير بيئة مناسبة للحوار.

الآفاق المستقبلية:

على الرغم من التحديات، فإن انعقاد هذه المحادثات يشير إلى وجود رغبة لدى الطرفين في البحث عن حلول دبلوماسية. نجاحها يعتمد على مدى استعداد كل جانب لتقديم تنازلات والتوصل إلى أرضية مشتركة. في حال الفشل، قد تتصاعد التوترات، مما يزيد من احتمالية اللجوء إلى خيارات أخرى، قد تكون عسكرية، وهو ما حذر منه الرئيس ترامب . 

محادثات مسقط تمثل فرصة مهمة لكسر الجمود في الملف النووي الإيراني. ومع ذلك، فإن نجاحها يتطلب تجاوز عقبات عدم الثقة والمطالب المتعارضة، بالإضافة إلى التعامل بحذر مع التأثيرات الإقليمية. الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار هذه المحادثات ونتائجها المحتملة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى