
كانت جايسي دوغارد طفلة أمريكية، تعيش مع أمها وزوج أمها في ولاية كاليفورنيا، وفي 10 يونيو من عام 1991، كانت جايسي، البالغة من العمر 11 عامًا حينها، تركض مسرعةً أمام منزلها للحاق بالحافلة المدرسية، ولم تكن تعلم أنها تركض لمصيرها المأساوي.
فقبل أن تصل جايسي إلى موقف الحافلة اقتربت منها سيارة بداخلها رجل وامرأة، ظنت جايسي في الوهلة الأولى أنهما يريدان سؤالها عن الاتجاهات، ففتح الرجل باب السيارة، وبلمح البصر أصاب جايسي بالعجز، بعد أن صعقها بمسدس صاعق.
عندها، سقطت الطفلة على وجهها في الشارع عاجزةً عن الحركة، وكان آخر ما تتذكره هو محاولتها إمساك كوز صنوبر مرمي على الأرض، دون أن تعرف السبب وراء تلك المحاولة. وفي تلك الأثناء رأى زوج والدة جايسي “كارل بروبين”، من نافذة منزلهم، كلَّ ما حدث.
قفز كارل مذعورًا من مكانه، وركض بكل قوته وهو يصرخ، ولكن قد فات الأوان فقد أمسك الخاطف بجايسي، ووضعها في المقعد الخلفي للسيارة قرب زوجته، وانطلق مسرعًا.
اتصل كارل بالشرطة، وقدَّم لهم وصفًا للسيارة والخاطفين، لكن ذلك لم يكن كافيًا.
ولعدةٍ أيام حاولت الشرطة الوصول لأي دليل يقودهم لهوية الخاطف، وانطلقت حملة بحث استُخدم فيها كلاب وطائرات ومئات الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، ولكن دون جدوى.
لسنوات.. حبُست في غرفة مقفلة
وهنا نأتي لكم بهوية الخاطف، فقد كان “فيليب جاريدو” ، وكان مُدانًا بجرائم جنسية، وحصل على إطلاق سراح مشروط قبل سنواتٍ قليلة من وقوع الحادثة، وكانت زوجته نانسي تجلس على المقعد الخلفي للسيارة، وهي مَن ساعدته على اختطاف “جايسي دوغارد”.
فيليب
وبعد أن نجحوا في اختطاف الفتاة، تأتي الخطوة التالية وهي مكان احتجازها ، فقد أخذ فيليب ونانسي جايسي إلى الفناء الخلفي لمنزلهم، حيث بنوا سقيفة وجعلوها عازلةً للصوت، ولا يمكن فتح بابها إلا من الخارج. وكان هذا هو المكان الذي ستقضي فيه جايسي السنوات القادمة من حياتها.
بعد ذلك هجم فيليب وزوجته على الطفلة الصغيرة، وجرّدوها من ثيابها وقيدوا يديها، وأخبروها أن هناك كلابًا شرسة في الخارج ستهاجمها في حال أصدرت أي صوت.
مر أسبوع على حادثة اختطاف الطفلة وهي مقيدةٌ وعارية في تلك الغرفة، وكانت نانسي خلال ذلك الأسبوع تحضر لها قليلاً من الماء، وشيئًا بسيطًا من الطعام السيئ، ليدخل فيليب في اليوم السابع والطفلة الخائفة لا تزال مقيدة، وهو يحمل معه مخفوق الحليب، وأخبرها أن الأمور ستكون مختلفةً من الآن وصاعدًا.
وفي ذلك اليوم تحديدًا اغتصبها لأول مرة، وهو أمر أصبح حدوثه شبه يومي للسنوات القادمة.
كانت أمام أعين الشرطة ولم ينتبهوا لوجودها
وخلال الشهور اللاحقة ،جاء عدد من ضباط الإفراج المشروط إلى منزل فيليب، للتحقق من التفاصيل المحيطة بجرائمه السابقة، دون أن يعلموا أن هناك طفلة مختطفة ومقيدة في سقيفة حديقة منزله الخلفية.
وعندما سُجن فيليب لعدة شهور، بعد اكتشاف ضباط إطلاق السراح المشروط أنه تعاطى المخدرات، حرصت نانسي على إبقاء جايسي محتجزة.
وكان الزوجان يتلاعبان نفسيًا بالطفلة حتى منعاها من قول اسمها، وأجبراها على أن تختار اسمًا جديدًا، فاختارت اسم “إلسا”.
حمل وولادة في سن صغير وبدون مساعدة طبية
في عام 1994، وبعد مرور عامين على اختطافها المروع، كانت جايسي دوغارد تبلغ 13 عامًا وأحضر الزوجان لها أول وجبة مطبوخة منذ سنوات، وأخبراها أنهما يعتقدان أنها حامل.
نزل الخبر مثل الصاعقة على مسمع جايسي، التي لم تكن تعرف ما عليها فعله، وكيف ستتصرف، وكيف تكون حاملا و ستلد وهي في هذه السن الصغيرة بدون مساعدة طبية.
أحضر فيليب ونانسي مقاطع فيديو للولادة لتشاهدها جايسي، وتتعلم ما يجب عليها القيام به.
وفي سن 14 عامًا أنجبت جايسي طفلتها الأولى، وبعد 3 سنوات في سن الـ17 عامًا أنجبت ابنةً ثانية. وكانت الطفلتان محتجزتين مع جايسي في الغرفة نفسها، وتم إخبارهما بأن جايسي هي أختهما، وأن فيليب ونانسي هما والداهما.
لم تذهب أي من الطفلتين إلى المدرسة أبدًا، ولم تذهبا إلى طبيبٍ قط، وتم وضعهما في عزلة تامة، حاولت جايسي تعليمهما كل ما تعلمته من المدرسة وهي صغيرة. ولم تعد تشعر بالوحدة مع وجود ابنتيها حولها ، لكنها كانت تشعر بالرعب من فكرة أن يؤذيهما فيليب كما فعل معها.
رحلة جامعية أنقذت جايسي دوغارد من الاختطاف
بعد 18 عاماً في الأسر في سنة 2009 توقفت جايسي، التي لم يُسمح لها لسنوات بأن تقول اسمها ، عن محاولة الهرب، في تلك المرحلة كان التلاعب النفسي الذي قام به فيليب وزوجته قويًا، لدرجة أن فكرة الهروب لم تعد تخطر ببالها.
أنشأ فيليب ونانسي “كنيسة” في الطابق السفلي من منزلهما، وأرادا تقديم “تأملاتهما الدينية” للآخرين، فاصطحب فيليب جايسي وإحدى بناتها إلى حرم بيركلي بجامعة كاليفورنيا، لتعليق المنشورات والإعلانات عن “كنيسته” الجديدة.
انتبه أحد الحراس لمظهر الفتاتين الشاحب، وطريقة تصرفهما الغريبة، لأنهما لم تكونا قد اختلطتا بالناس بهذه الأعداد من قبل.
اتصل الحارس بالشرطة، وعندما تم إحضار فيليب للاستجواب مع الفتاتين عزلوهما في غرفة منفصلة، في البداية لم تعترف جايسي بهويتها، وادعت أن فيليب أنقذها من زوجها الذي كان يعتدي عليها بالضرب، وهي تعيش مع فيليب بإرادتها.
لكن استطاع أفراد الشرطة طمأنتها بأن فيليب لن يستطيع إيذاءها إذا تعاونت معهم.
ورغم أنها ما زالت مقتنعةً بأنها غير قادرة على نطق اسمها بصوت عالٍ، فإنها دوّنته على ورقة، وبعد أن بحث أفراد الشرطة عن الاسم في قاعدة البيانات أصيبوا بالصدمة.
وكتبت جايسي في مذكراتها عن تلك اللحظة: “عاد الضوء… كان الظلام شديدًا لفترة طويلة… لكن الضوء عاد أخيرًا”
بعد ذلك اجتمعت جايسي مع عائلتها مرة ثانية، ومع أمها التي لم تتوقف عن البحث عنها طوال تلك السنوات.
كما اعترف فيليب ونانسي باختطاف “جايسي دوغارد”، في 28 أبريل 2011، واجه فيليب 13 تهمة اعتداء جنسي، بينما كانت نانسي متهمة بالمساعدة والتحريض على الاعتداء الجنسي.
حُكم على فيليب بـ431 عامًا في السجن؛ لأنه كان بالفعل مسجلاً تحت المراقبة قبل الاختطاف، أما نانسي فحكم عليها بـ36 عامًا.
أما جايسي، فقد تلقت 20 مليون دولار من صندوق تعويض الضحايا، لأن الشرطة هي من أطلقت سراح فيليب قبل انتهاء مدته، بقرار إفراج مشروط، وكان تحت مراقبة الشرطة التي فشلت في مراقبته بشكل صحيح.
اليوم وبعد سنواتٍ من إنقاذها أصبح لكوز الصنوبر الذي أمسكت به عند سقوطها رمزية مهمة لدى جايسي، وهي ترتدي قلادة فيها شكل كوز الصنوبر، موضحةً: “كان آخر شيء أمسكه وأنا حرة، الآن هو رمز للأمل وبدايات جديدة، وأن هناك حياة بعد شيء مأساوي”.
كما نشرت جايسي كتابًا بعنوان “حياة مسروقة”، وتعيش منذ إنقاذها حياة خاصة مع ابنتيها، بهدف التكيف مع حياتهم الجديدة، التي تنعم فيها بالحرية التي حرمت منها لسنوات.
I dugg some of you post as I cogitated they were very helpful very beneficial
obviously like your website however you have to test the spelling on several of your posts. Many of them are rife with spelling problems and I in finding it very troublesome to tell the truth however I will definitely come back again.
Hello! This is my first comment here so I just wanted to give a quick shout out and tell you I truly enjoy reading through your articles. Can you recommend any other blogs/websites/forums that deal with the same subjects? Many thanks!
I am not sure where you are getting your info, but good topic. I needs to spend some time learning much more or understanding more. Thanks for magnificent info I was looking for this information for my mission.