مدرسة جميل بن خميس السعدي للتعليم العام بالبداية .. صرح تعليمي اخرج أجيالاً
كتب: درويش بن سالم الكيومي رئيس مجلس أولياء الأمور بالمدرسة
في الحقيقة مهما كتبت عن مدرستي فلن أوفي حقها الصحيح، وقبل أن أعبر أو أتحدث عن ذلك الصرح التعليمي المميز في منطقتي والذي أكن له والى الإدارة المدرسية كل الحب والتقدير والولاء، ولا بد لي بأن أكتب لكم حديث خاص منذ ٤٩ سنة والتعريف أكثر عن اسم الشخصية التي تشرفت بها مدرسة الشباب وبكل تأكيد هناك سيرة حافلة وعطرة في زمنه وعهده عملية وعلمية وثقافية وأدبية وسياسية وأخلاقية وغيرها من الثقافة الاجتماعية فيا ترى من هو ذلك الفقيه الذي خلد اسمه وطبع على برواز المدرسة إلى يومنا الحاضر
إنه الشيخ العلامة الجليل جميل بن خميس بن لافي بن خميس بن راشد بن علي السعدي يلقب (أبو محمد ) من مواليد قرية القرط بولاية المصنعة عاش في القرن الثالث عشر الهجري، وهو يعتبر من المشايخ الأجلاء المصلحين المؤثرين في عمان الغالية، فهو مؤلف قاموس الشريعة أكبر موسوعة عمانية تتألف من تسعين جزء تناولت عن الأخلاق والتوحيد والفقه، وكان ذو أثر بالغ من خلال سيرته الزكية وآثاره العلمية واهتمامه وشغفه بمهنة التدريس درس على يديه العديد من علماء عصره أمثال الشيخ ناصر بن نبهان الخروصي والكثير من أهل الباطنة، إذ كان صاحب حركة علمية وإصلاحية مستمرة وكان متواصل مع علماء عصره منهم الشيخ سعيد بن خلفان الخليلي والشيخ حمد بن خميس السعدي الذي كان رفيق دربه في عملية الإصلاح، وقد ترك الشيخ الجليل رحمه الله من المؤلفات العلمية كتاب قاموس الشريعة ويعد من أكبر الكتب في المذهب الإباضي وأيضا ترتيب وتبويب أرجوزة دلالة الحيران للشيخ سالم بن سعيد الصائغي بالإضافة إلى الجوابات الفقهية التي كان يحتفظ بها ، وكان من ضمن الذين قاموا مع السيد حمود بن عزان في سنة ١٢٦٢ هجري من أجل نصب إمام على عمان، وتشير الرواية بأن وفاة الشيخ كانت في عام ۱۲۷۸ هجري و ۱۸۶۲ ميلادي، ورثاه من الشعراء البارزين ابن رزيق رحم الله شيخنا العلامة الجليل بواسع رحمته ورزقه جنة الفردوس وجعل كل ما تركه من ارث علمي وثقافي وأدبي سيرة طيبة في ميزان حسناته إن شاء الله.
إن مدرستي التي أتحدث فيها عبر قبس الإخبارية، قد شيدت منذ عام ١٩٧٤ فصول بالسعف (العريش) ومن ثم بالخيام ومن ثم بناء بالمواد الثابتة وكانت مختلطة ، واستمرت إلى عام ٢٠٠٠م ونقلت إلى جنوب الشارع حلة شعبية بنفس المسمى للبنين، وافتتحت في يوم السبت بتاريخ ١٥ رمضان ١٤۲۲ هجري الموافق ١ ديسمبر ٢٠٠١م تحت رعاية سعادة الشيخ والي السويق وأخذت الموقع السابق مدرسة مريم ابنت عمران للتعليم العام للبنات وأصبحت حاليا مدرسة جميل بن خميس ذات الدورين والمساحة الكبيرة ، فاليوم المدرسة بها ثلاث مراحل دراسية العاشر والحادي عشر والثاني عشر من كبار الشباب الطموح ويصل عدد الطلاب إلى (٧٦٠) طالب وقد كرمت المدرسة في عام ٢١/٢٢ عدد ٣٤ من الطلاب المجيدين، وسوف تكرم المدرسة هذا العام أكثر من ٦٠ طالب من المراحل الدراسية الثلاث بتاريخ ٣/٥/٢٠٢٣م بعد إجازة عيد الفطر المبارك.
ومن المشاريع بالمدرسة الأول في الإستزراع السمكي وفكرة المشروع هي تربية أنواع من الأسماك بأحواض فايبر محكمة وفي مياه عذبة تحت إشراف مراقب فني مختص في هذا المجال من إعاشه وغذاء ونمو وتفريغ وانتاج، بالإضافة إلى أسماك الزينة وهي الأخرى تحتاج إلى نفس العملية، وسوف يستفاد من مياه مخلفات الأسماك كسماد في ري المحاصيل الزراعية لكونها تحتوي على الأمونيا والأكسجين وهذا يعتبر المشروع الثاني بداخل المحمية الزراعية وخارجها، حيث قام الطلاب بزراعة خمسة أنواع وهي الخس التركي والأناناس والزعفران والطماط الكرزي وبتاريخ ١٦ / مارس /٢٠٢٣م كان أول إنتاج من الخس، وننتظر الإنتاج الثاني وما نراه من مشاريع طلابية يستفاد منها في التوجيه المهني وأغلب المواد مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء والرياضيات تدرس وهي مرتبطة بالمشاريع المهنية ، فهذه شركة طلابية تقوم بكل هذه المشاريع داخل المدرسة ومن خلال تلك الأنشطة يتدرب ويعتمد الطالب على نفسه في إكتساب المهارة وكيفية إدارة المشروع الخاص به والإعتماد على نفسه والدخول به إلى السوق المحلي والاستفادة من عملية التسويق والخبرة في البيع والشراء وغيرها من مراحل التجارة والاقتصاد الذي سوف يتحلى به كرائد أعمال في المستقبل، ولله الحمد ما نراه بأن المدرسة بها مساحة كافية للمشاريع وللورش التطبيقية.
وهناك مشاريع طلابية أخرى سوف تنفذ متى ما أتيحت الإمكانية، وأنا فخور جدا واعتز بهذا المقال والحديث الخاص عن مدرستي التي تربيت بها منذ الصغر، فأنا كنت أحد الطلاب في عام ۱۹۸۵م ومن ثم التحقت بالعمل العسكري لفترة ٢١ سنة وعضو بالمجلس البلدي ٦ سنوات وأعود للمدرسة الأم للمرة الثانية بعد ٣٦ سنة لأكون رئيس مجلس أولياء الأمور وأحد أبنائي بالصف الحادي عشر ، من أجل مشاركة الإدارة المدرسية والأخوة المعلمين والتشاور معهم في ما يخص الجانب التربوي والتعليمي والمسابقات والمشاريع والجانب الطلابي بشكل عام، وأتمنى من القلب لمدرستي الفوز بمركز متقدم في المستقبل إن شاء الله وفقنا الله واياكم في خدمة وطننا الغالي عمان تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلاله السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه.