قصص

جريمة الطائف : عندما تنعدم الرحمة

شقيقين يقتلان عائلتهم بصورة شنيعة



في المملكة العربية السعودية وبالتحديد في منطقة قيا بالطائف في عام ٢٠٢٠ ، تلقى الدفاع المدني اتصالات متكررة ومخيفة حول تعرض أحد المنازل لحريق هائل .

انطلقت سيارات الدفاع المدني الى موقع الحادث وحين وصولهم وجدوا أن مجلس المنزل الخارجي احترق بالكامل ، وها هي لهيب النيران تكمل مسيرها الى باقي المنزل ، الا أنهم وبكل بسالة سيطروا على النيران المتصاعدة وخمدت السنتها .

أحد الضباط قرر الدخول الى المنزل ليبحث ولعله يجد أرواحاً تحتاج الى المساعدة والأطمئنان .

دخل وذهل من هول المنظر المؤلم ، فأمامه أربعة جثث متفحمة بالكامل الا أن الغريب والمريب أن أحد الجثث كان بها آثار طعن واعتداء . كما أن رائحة المكان طغت عليها رائحة عفن الجثث ! فهل يكون الحريق مفتعل ؟ وتغطية لجريمة أخرى سابقة ؟!

في الجانب المقابل من الشارع تواجد  ( س -١٧ عام ،   ب- ١٩ عام  ) وهم أبناء العائلة المغدورة ، وقد كانت حالتهم منهارة جداً ومصابهم أليم وكانت الفتاة تبكي بصدمة وذهول من ألم الحادثة ووجع الفاجعة .

 فقد فقدوا أمهم وأبيهم وأخوتهم (٢٨ عام و ٨ سنوات).

بعدها بساعات جاءت المباحث الجنائية للتحقيق من الجريمة التي غُطت بغطاء الحريق ! ومن خبرتهم الطويلة ورائحة العفن تيقنوا سريعاً أن الجثث صار لهم ٣ أيام وهم موتى . الا جثة الأب فهي جديدة ومن الواضح أن قتله كان حديثاً ! والصدمة الأكبر أن باقي الجثث قد قتلت بطلق ناري خلف الرأس ، وهذا يشير أنهم ماتوا غدراً !

وبعد ذلك تم حرقهم في المنزل!

فأين جرم أرتكبته هذه العائلة لتكون نهايتهم مأساوية بهذه الطريقة !؟

المباحث الجنائية عملت بكل صدمة وذهول وتم فحص المنزل وأخذ العينات ليكتشفوا بعدها أن الحريق تم بفعل فاعل ، حيث وجدوا آثار بقع بنزين في سجادة المنزل ، أي أن المجرم يحاول إزالة آثار الجريمة ! لتبدوا كحادث!

الضابط توجه بخطوات نحو الابن وسأله عن آخر مرة رأى فيها عائلته المغدورة ؟أجاب : قبل نصف ساعة من الحريق حيث طلبوا مني بعض الأعراض من البقالة وذهبت لإحضارها وتفاجأت عند عودتي بنيران الحريق المتصاعدة !

الضابط الذكي يعلم جيداً أن الحريق قد شب من ساعة ، فكيف يقول الابن منذ نصف ساعة !؟

بدأت الشكوك تدور في عقل الضابط اذا ما كان للابن يد في الحريق الا أنه ألم المنظر وسوء الجريمة جعلته يتراجع في تفكيره .

الا أنه تم نقل الشاب الى دار الأحداث ونقل الفتاة ذو ١٩ عام الى إدارة السجن الجنائي مع السجانات .

حاولت ادارة التحقيقات التحقيق مع الفتاة لكنهم لم يستطيعوا بسبب انهيارها التام ، فحققوا مع الأخ الذي كان متوتراً بشكل يوحي للشك والريبة ، فواجهوه بالأدلة الموجودة حول الحريق المفتعل ، ليعترف بعدها أنه قتل وحرق عائلته بمساعدته أخته المنهارة ، ليروي بعدها جريمتهم الشنيعة من البداية .

تفاصيل الجريمة: 

يقول الأخ :” خططنا أنا واختي في البداية التخلص من أمي بعد صلاة الفجر  ، لأن هذا الوقت يكون في والدنا في عمله الذي يقع في منطقة أخرى تبعد يومين “. 

وضمن التفاصيل الأليمة أن القاتلين قد أخبرا أخيهم الصغير عن خطتهم الإجرامية وطلبوا منه الضلوع كشريك معهم ، ووافق الأخير على اعتبار أن الموضوع مجرد مزحة  !

الا أنه عندما تيقن الصغير أن الأمر جد وليس مزحة رفض رفضاً قاطعاً وحاول الهروب الا أنه لم يستطع ، حيث أطلقوا عليه رصاصة خلف رأسه ليخر ميتاً مباشرة .

وفي هذا الوقت كان الأخ الأكبر (٢٨ عام)  نائما الا أن صوت السلاح أفاقه من نومه وهو مرعوب فركض ليرى ما الذي حصل !

ذُهل من هول الواقعة فأخيه الأصغر يسبح في بركة من الدماء وهو جثة هامدة .

لم يتحمل الموقف فجثى على ركبته يبكي صدمة ويصرخ وجعاً ، فباغته القتلة من خلفه ليطلقوا عليه رصاصة قاتلة أخرى لتنهار أخوتهم الباقية في بركة أخرى من الدماء المتناثرة ، فأي قلب حمله هؤلاء الأخوة !؟ 

مع أصوات السلاح والرصاص جاءت الأم مفجوعة وخطواتها الخائفة لا تحملها ..! لترى أمامها فلذة كبدها جثث ملقية وتحيط بهم الدماء وهم غارقين .

لم تتمكن الأم المكلومة حتى من الصراخ او الكلام ، باغتتها رصاصة القتلة خلف رأسها وطعنات السكين في جسدها الحاني ،، ليكون آخر مشهد تراه هو ابنها الذي يطعن قلبها بعد ما اشبعته حباً وعطفاً وأمومة ..  فتموت الأم ليكون مصيرها بجانب أبنائها المغدورين .

نظر القتلة لجثث عائلتهم وقلوبهم خالية من الرحمة  والشفقة ، بل أن همهم الوحيد هو : كيف نتخلص من الجثث !؟

بقت الجثث مرمية في المنزل لحين صلاة العصر ، حينها قرروا سحب جثة الأخ الأصغر والتخلص منها في مستودع المنزل وحرقها ، وحاولوا مراراً وتكراراً حرقها الا أن قدرة الله أقوى من مكرهم ، حيث لم تتفحم الجثة مما اضطرهم لوقف النار .

وفي اليوم الثاني منذ الصباح الباكر توجهوا لشراء معول بهدف حفر قبر ودفن جثة الأخ الأصغر ، لكنهم لم يستطيعوا كذلك لأن الرمل كان ناعم جداً .

حاولوا مرة أخرى حرق الجثث الا أنه وبسبب حركة الناس في المنطقة خافوا أن ينكشفوا فأطفئوا النار .

ثم جاء صباح اليوم الثالث فقرروا وضع جميع الجثث في المجلس فبدأو بسحبها ، وما هي لحظات حتى اتصل بهم والدهم وسألهم عن والدتهم التي لا ترد على اتصالاته منذ يومين .. فقالوا أنها مشغولة !

فأخبرهم أنه قادم في الطريق 

ووصل الأب للمنزل وحين فتح الباب باغتوه بطلقة رابعة أطفئت أمان ومودة العائلة .

قتلوا الشمعة التي حرقت نفسها من أجل أن تضئ عتمات حياتهم !

وقف القتلة وهم يناظرون أمامهم أربعة جثث . وبعد تفكير طويل قرروا افتعال الحريق ، وبالفعل نفذوا خطتهم وحرقوا بيتهم وعائلتهم وذكرياتهم وقلوبهم كذلك !

ادارة التحقيقات في هول وذهول من هذه الإعترافات القاتلة المؤلمة ، فبقي السؤال لماذا؟ وما الهدف ؟

تمت مصادرة أجهزة القتلة وتفتيشها ولاحظوا حذف العديد من الملفات ، فتم ارسال الأجهزة للأدلة الجنائية بهدف استرداد المعلومات   ، فهي من الممكن أن تكون أدلة جديدة حول الواقعة .

وبالفعل تم استرداد المعلومات ليظهر بعدها السر المروع وراء دوافع هذه الجريمة الشنيعة ..! وهو علاقة محرمة بين الأخوين وبعد اكتشاف الأم لهذه العلاقة وتهديدها لهم بإبلاغ والدهم قرروا التخلص منها .! خوفاً من الفضيحة ، ولم يخافوا من الله !

ولبشاعة التفاصيل قررت إدارة التحريات والتحقيقات عرض الجانيين على مجموعة من الأطباء النفسيين والسلوكيين ، لأنه جريمتهم يستحيل أن يفكر بها شخص سوي وعاقل ، فلأي مدى هي حالتهم الصحية والعقلية ؟

وأفادت نتيجة الأطباء أنهم بكامل قواهم العقلية وفعلوا جريمتهم بدون حتى تحريض من عوامل خارجية .

كما أن الفتاة هي من اقترحت هذه الخطة وكانت المخطط الأول والداعم الأكبر لأخيها..

والمخيف والمرعب في هذه القصة أن القاتلين كانا يعيشان حياتهم بكل أريحية بجانب جثة أمهم وأخوانهم الأثنين ، فما قساوة القلب هذه؟

مؤخراً وفي يوليو الماضي أكدت وزارة الداخلية السعودية، ، إنها نفذت حكم الإعدام بحق الأخ والأخت ، لقتلهما والدهما ووالدتهما وشقيقيهما بطريقة مروعة في الطائف غربي المملكة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى