
كتبت | سامية المعمري
بينما يكثر الجدل حول فيلم أوبنهايمر بين من يعتقد أنه تحفةٌ سينمائية وبين من يرى أنه قام بتلميع صورة العالِم الذي اخترع سلاحاً فتّاكا تم استخدامه على الأبرياء و كان البداية لشبحٍ مازال يهدد بتدمير العالم و البشرية، وأنه تم تمجيد الفيلم كثيراً و أدلجة فكرة اختراع السلاح النووي كمبررٍ لإنهاء الحرب و تجاهل القضية الإنسانية، أجدني في الجانب الآخرالذي ينادي بروعة الإبداع السينمائي في الفيلم كون كريستوفرنولان يعد أحد أكثر المخرجين إبداعاً في عصرنا والذي أخرج الكثير من أفلامي المفضلة التي لا أمانع من تكرار مشاهدتها . و هذا، دعوني أبرر لنفسي هنا قليلاً، ليس تجاهلاً مني للقضية الإنسانية التي تمسّها قصة الفيلم بشكلٍ أكثر تعقيداً مما يروج له.
شخصياً أنا لا أرى أن الجدل الحاصل حول الفيلم و التقييمات و التحليلات التي كثرت حوله حتى قبل صدوره ، أمرٌ مبالغاً فيه، بل على علامةً على عودة الحياة للسينما. لا أخفيكم الشعور الجميل الذي اجتاحني عندما دخلت قاعة السينما و التي تعد أحد أكبر قاعات آيماكس في عُمان، حيث كانت ممتلئةً على آخرها حتى بعد أسبوع من بدء عرض الفيلم، وقد يقول الكثيرون أن معظم من ذهبوا لمشاهدة الفيلم قد ذهبوا بدافع الفضول بسبب الضّجة التي أثيرت حوله وأن أغلب الناس لا يعرفون من هو أوبنهايمر أصلاً! ألا يعد هذا إذاً أمراً جيداً؟ أن الفيلم قد نجح في تعريف الناس بقصة أوبنهايمر؟ بغض النظر عن كيف تم تصوير الشخصية، فالسينما لطالما لعبت دوراً يتعدى دورها الترفيهي إلى مصدرٍ تثقيفي و أحد رموز الثقافة الإنسانية، والذي قد يصبح للأسف سلاحاً ذو حدين يحمل كثيراً من الأجندات و يعمل على تلميع صورةٍ طرف وتشويه صورة الآخر. وفي هذا الصدد نجح الفيلم في إثارة الكثير من الأسئلة حول مصير صناعة السينما في ظل ما يحصل في هوليود حالياً ومختلف الأحداث التي يمر بها العالم.
عندما كنت أتابع أخبار الفيلم على اليوتيوب شدني أحد التعليقات الذي يصف قاعة السينما :” في كل حياتي لم أشهد مثل هذا الصمت المهيب في غرفةٍ كبيرة مليئة بالناس ! ”، وهذا التعليق برأيي يختزل وجهة النظرالتي ترى أن السينما فنٌ يجمع العالم.
و أنا أحسد أي شخص ذهب لمشاهدة الفيلم بغرض متعة التجربة السينمائية فقط بدون أحكام أو توقعاتٍ مُسبقة وخرج منه بانطباعه الخاص الذي لم يتأثر بكل ماقيل.
وقد يبدو موقفي دفاعياً عن الفيلم لكن لا أحد ينكر الإبداع الإخراجي للفيلم، ولأثبت أنني لا أقول هذا بدافع الانبهار، أعطيه تقييم
8 أو 9 من 10 ويأتي بعد Interstellar إذا بقينا في إطار نولان. يتبع
https://www.instagram.com/p/CvmX3IAqeuE/?igshid=M2MyMzgzODVlNw==