اختفاء مئات الأطفال اللاجئين في بريطانيا .. هل تتاجر بهم الدولة العظمى؟
كشف تحقيق أجرته صحيفة “الغارديان” عن اختطاف عشرات الأطفال من طالبي اللجوء، غير المتواجدين مع ذويهم أو الأوصياء عليهم، من فندق تابع لوزارة الداخلية البريطانية في مدينة برايتون بإقليم ساسكس جنوب شرق بريطانيا ، ومن المرجح اختطافهم من قبل عصابات إجرامية.
فيما حذرت جمعيات خيرية من اختفاء طالبي لجوء أطفال من فنادق وضعتهم فيها وزارة الداخلية وتعرضهم لخطر الاستغلال والإتجار بالبشر، فقد أظهرت البيانات التي حصلت عليها الـ “اندبندنت” ومنظمات أخرى، أنهم يختفون بمعدل طفل واحد كل أسبوع، ولم تعرف بعد أماكن وجود العشرات من هؤلاء الأطفال الضعفاء.
وذكرت الصحيفة في تحقيقها جانباً من حجم الاتجار بالبشر من قبل العصابات الإجرامية، وأشارت إلى عملية اختطاف الأطفال اللاجئين من فنادق الوزارة على أنها نمط يبدو متكرراً عبر الساحل الجنوبي في بريطانيا.
كما نقلت عن أحد المبلغين عن المخالفات والذي يعمل للداخلية البريطانية، بأن الأطفال تم اختطفاهم من الشارع خارج الفندق في مدينة برايتون، ووضعهم في سيارات، فيما لم يتم العثور على معظمهم حتى الآن.
من جهتها، وصفت وزيرة الداخلية “إيفيت كوبر” في حكومة الظل التابعة لحزب العمال، هذا الأمر بأنه “مروّع وفضيحة ” ودعت للكشف عن أعداد الأطفال الذين اختفوا ولم يتم العثور عليهم حتى الآن.
وأضافت: “هناك تقصير تام في أداء وزارة الداخلية“، مضيفة “يجب على الوزراء وضع ترتيبات حماية جديدة على وجه السرعة“.
وخلال العام والنصف الماضيين، أقام في الفندق نحو 600 طفل من غير ذويهم، وتم الإبلاغ عن فقدان 136 طفلاً، أكثر من نصفهم لم يتم العثور عليهم.
وفي خطاب مفتوح قال فيه الموقعون من 60 مؤسسة خيرية وناشطون إن أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم الـ 11 عاماً قد اختفوا مضيفين، “لا نبالغ بقلقنا في شأن هؤلاء الأطفال، إنهم حقاً ضعفاء ووحيدون ومصدومون ومعزولون عن دعم أسرهم، وهم أكثر عرضة لخطر الاستغلال والإتجار وربما تم الاتجار ببعضهم بالفعل، وهم معرضون لخطر إعادة الإتجار ثانية. هؤلاء الأطفال يحتاجون، وهذا حقهم، إلى رعاية ودعم في دور رعاية أو مسكن مع مهنيين ماهرين لمساعدتهم في التعافي والعيش بأمان“.
ووفق بيانات أخرى نشرتها الصحيفة، في 22 ديسمبر 2022، فإن 222 من مجموع طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم فُقدوا من فنادق مختلفة تديرها وزارة الداخلية البريطانية، والتي بدورها أكدت أنه ليس لديها أي علم عن أماكن تواجدهم.
أثارت هذه الأرقام المرعبة غضبًا جديدًا من استمرار الحكومة في استخدام الفنادق غير المنظمة لإيواء الأطفال الوحيدين بدلًا من وضعهم في أماكن إقامة آمنة للأطفال، حيث تطالب الجماعات الحقوقية اليوم الوزراء بإنهاء هذه السياسة. ويعتبر الناشطون أن هذه الممارسة غير قانونية، وتعرض الأطفال لأذى و”خطر كبير”، ومن ذلك الاستغلال.
ومن بين الأطفال المفقودين فتيان من أصل ألباني تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا فقط، وفقًا للتقارير التي تلقتها منظمة “كل طفل محمي من الاتجار في المملكة المتحدة” (Ecpat UK) الخيرية.
وقالت المؤسسة الخيرية التي حصلت على الأرقام المفقودة عن طريق طلب حرية المعلومات: إنها تلقت أيضًا تقارير عن طفل “قفز من النافذة”!
وفي حالة أخرى اختفى طفل فيتنامي يبلغ من العمر 16 عامًا بعدما وضعته وزارة الداخلية في فندق في هوف.
وتخشى شركة (Ecpat UK) أن يُجبَر الآن على العمل في مزرعة للقنب من قبل المُتجِرين الذين نقلوه إلى بريطانيا.
وقالت المنظمة الخيرية: “لم تُتَّخذ أي تدابير وقائية لحمايته من الاختفاء وإعادة الاتجار”.
اعترف الوزراء وقتها بأنهم ليس لديهم فكرة عن مكان وجودهم، حسب “الغارديان“. في غضون ذلك، ظهر أيضاً أنه لم يتم إصدار توجيهات جديدة للشرطة لتعقب الأطفال طالبي اللجوء المفقودين.