غير مصنف

“هيروشيما” المدينة التي سحقها النووي .. تعرف على مصير طاقم الطائرة

 

 “اينولا جايهي الطائرة التي القت القنبلة النووية هيروشيما والتي تسببت في مقتل ١٤٠٠٠٠ شخص ، وقد حلقت في صباح يوم 6 أغسطس (آب) 1945،  من قاعدتها الجوية في تينيان (جزيرة في المحيط الهادئ)، بالقرب من جزيرة غوام، وتوجهت إلى مدينة هيروشيما جنوبي اليابان .

حملت الطائرة قنبلة نووية يصل وزنها إلى 4400 كيلوجرام، تسمى «ليتل بوي» كان وجودها أمرًا بالغ السرية.، فهي الشرارة التي ستمحي هيروشيما اليابانية من الوجود ، وكان طيارها بول تيبيتس، يقود طاقمًا من 12 رجلًا في مهمة من شأنها تغيير تاريخ العالم

هيروشيما النائمة صباحاً ، والتي لا تعي مصيرها القادم ،  استيقظت  على عدة صافرات إنذار، للغارات الجوية ذلك الصباح، والتي ثبت فيما بعد أنها إنذارات كاذبة. لذا حين اقتربت طائرة «إينولا جاي» في الساعة 8:15 صباحًا، اعتقد كثيرون أنها طائرة استطلاع، وفي الوقت الذي بدأت فيه صافرة الإنذار، كانت أول قنبلة ذرية قد سقطت بالفعل.

وفي لمح البصر وثوانٍ معدودة ارتفعت حرارة لتصبح كحرارة الشمس من هول القنبلة ، ودمرت كل شيء موجود في منطقة قطرها 8.5 كيلومترًا، وعلى الرغم من أنإينولا جايكانت على بُعد ١٦ كيلومتر من موقع الإنفجار ، الا أنها تأثرت بالموجات الصدمية جراء الانفجار. وقال طاقم الطائرة، مسترجعًا وَقع الهزة من قوة الانفجار: «كأننا تعرضنا لنيران العدو». بعد ثلاثة أيام سقطت قنبلة ذرية أقوى على مدينة ناجازاكي، واستسلمت اليابان ليعلن العالم انتهاء الحرب العالمية الثانية .

هذه العملية انتقل جميع افراد الطاقم إلى عيادات نفسية تابعة للجيش الأميركي وتولت هذه العيادات غسل عقولهم وتطهيرها من آثار تأنيب الضمير. وبعد العملية مباشرة سرح جميع من في الخدمة العسكرية عدا شخصين اثنين بقيا يخدمان في سلاح الجو الأمريكي وهما الوحيدان من بين أفراد الطائرة اللذين لم يبدو عليهما أي ندم على ما فعلوه.

لنتعرف على الأفراد و تفاصيلهم :

١بول تيبيس:  وهو الطيار الأمريكي الذي ألقى القنبلة الذرية الأولى في العالم على مدينة هيروشيما اليابانية ،وكان اسم الطائرة التي يحلق بها  “إينولا جايتيمناً  باسم والدته ، فيما انفصلت عنه زوجته الأولى حيث لم تستطيع أن تعيش مع قاتل تسبب في زوال مدينة بمن فيها مع سكان وأرواح بشرية ، ثم تزوج للمره الثانية ، أما بالنسبة لخسائر الأرواح، فلم يكن تيبيتسالذي توفي في 2007 – نادمًا أيضًا عليها،  وقد صرح تيبيتس في مقابلته ما : «كنا سنقتل أبرياء؟ لكننا لم نخض حربًا قط في أي مكان في العالم ولم يُقتل أبرياء.. 

٢اثيرلي : ضابط الأرصاد الجوية الذي أفتى قبل الكارثة بدقائق بأن الجو صالح لضرب هيروشيما بالذات، فقد عقله بعد الواقعة مباشرة نتيجة انهيار عصبي  وأودع بعدها مستشفى الأمراض العقلية بتكساس .

٣روبرت لويس : وقد كان مساعد قائد الطائرة  وأصيب بحالة هستيرية تلازمه في كل حركاته وسكناته وصرح قائلاًأنني عند إسقاط القنبلة رأيت المدينة بأكملها تختفى وصحت قائلاً : “يا ألهى ما الذى فعلناه ؟وعندما  دعي لزيارة هيروشيما ليرى ما أحدثه فيها من خراب ومواجع لمدينة بأكملها ،  رفض رفضاً قطعياً  ثم مكث ثلاث ليالٍ بعدها يبكي بكاء هستيرياً لا ينقطع , وتوفى عام 1983 بسكتة قلبية عن عمر ناهز 65 عام.

٤روبرت شومارود : ظل روبرت شومارود الذي كان يعمل مساعد مهندسثلاث سنوات كاملة يصرخ في نومه : السحابة .. السحابة.. ، حيث أن مشهد القائهم للقنبلة وزوال المدينة في ثوانٍ عديدة يعتبر مشهد أليم وقاتل ، فهم ساهموا في قتل أرواح بشرية لا ذنب لها .

توقظه زوجته والدموع تملأ عينيها  للحال الذي وصل إليها زوجها , وبالرغم من ذلك صرح شومارد قائلاًاننى لا أشعر بالفخر إطلاقاً لما قمت به في حين أنه ابدى شعوره بالفخر لاختياره ضمن الفريق الذى وكلت له تلك المهمة الخطيرة.

٥تيودور فان كيرم: وهو ملاح الطائرة الأمريكية ، و قد كان قد تماثل للشفاء من كابوس القاء القنبلة التي عانى منه ،  ولكن  حينما عرض  التلفزيون الأميركي برنامجاً عن ضحايا هيروشيما , غاد إليه الانهيار العصبي ولم يشفى منه بل أصبح كابوساً أشد رعب ،   وحدث أن زار أمريكا  بعض اليابانيين الذين نجوا من قنبلة هيروشيما , فسعىفان كيركإليهم  وكان يتمنى أن يشتموه أو يصفعوه ، ولكنهم قالوا له أنهم يسامحونه , فازدادت وطأة العذاب عليه وألم الضميرويعتب كيرك إن الدماء التي تسببوا في إراقتها تطاردهم، وأشار في مقابلة عام 2005: «أدعو الله ألا يضطر أحد إلى رؤية هذا المشهد مرة أخرى، يا لها من خسارة مروعة، خسارة الأرواح. لقد أطلقنا أول قنبلة ذرية، وآمل ألا تتكرر أبدًا، أدعو الله طوال الوقت أن نكون قد تعلمنا الدرس، لكني لست متأكدًا».

٦بيرنز : وقد كان    المهندس الالكتروني للطائرة وحاول بشتى

الطرق أن يجد حلولاً تخفف من ألم الضمير وحدة الكوابيس الليلية ،  ثم قرر أن يهجر ديانته اليهودية التي ظن أنها السبب في فعلته المجرمة  ، فتحول الى  المذهب الكاثوليكي ثم إلى البروتستانتي،  لكنه  لم يجد قسيساً يضمن له الجنة ، ولا ثواباً يخفف من شدة جريمته  فانتهى به المطاف أن خرج من دينه اليهودي ولم ينضم إلى دين من الأديان.

٧موريس جيبسون : فقد تركته زوجته هو الآخر , قالت أنها لا تريد أن تعيش مع قاتل ، فعاش وحيداً في نيوجرسي ورفض أن يتكلم عن أي شيء له صلة بالقنبلة النووية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى