عندما تظهر البراءة بعد ٤٠ عام ،، تعرف على قصة كاثي وودز
كثيرة هي قصص الظلم والأشد وجعاً فيها عندما يُظلم الإنسان ف ي قصة ما فتكون نتيجة الظلم أن يخسر سنوات من عمره بين القضبان ، ودون أن يصدق أحد براءته ، فيرمى بين زوايا السجن لحتضن خيبته من القضاء الذي لم ينصفه .
كذلك هو الحال عند المواطنة الأمريكية كاثي وودز ، التي قبعت بين القضبان الحديدية لذنب هي لم تقترفه وجريمة لم تعلم عنها شيء ، سوى أن الصدفة جمعتها وبقت أصابع الإتهام تشير إليها.
تعود تفاصيل الحكاية عندما تم الحكم على كاثي وودز بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل صديقتها ، كاثي كانت تصرخ وتبكي ألماً قائلة ً إنها بريئة ، ولكن تواجدها في مسرح الجريمة هو الدليل الثابت ضدها ، كما أنها ولسوء حظها لم تجد أي دليل يثبت براءتها ، بدأت كاثي تقضي سنوات حياتها بصدمة كبيرة ، وكيف لا فهي فالشرطة تعاقبها وهي بريئة ، تقدمت للإلتماس لعل دليل ما يساعدها ويخبر العالم ببراءتها ولكن المحكمة رفضته ويا لخيبة كاثي !
بعد مضي عشرة أعوام أخرى تقدمت كاثي مرة أخرى بطلب التماس ، لما زال الأمل موجود والحقيقة الغائبة لابد أن تعود ، ولكن مرة أخرى قوبل طلبها بالرفض واستمرت عشرة سنوات أخرى وهي تتجرع ألم الوحدة والسجن .
وتقدمت بطلبات عديدة للالتماس لعلها تجد ما يثبت براءتها حتى استنفذت الحد الأقصى من تقديم التماسات إعادة المحكمة ، وهي بدورها لم تعد تطلب الالتماس بعدها، فربما شعاع الأمل بدأ يخفت وصوتها المنادى بدأ يتعب ففقدت لذة العيش واعتادت على الزنزالة والسجن .
ومن جانب آخر ولأن المحكمة لم تجد أي دليل يثبت كلام كاثي ، فما كان منهم الا أن يتصرفوا وفق ما رأوه في مسرح الجريمة ، فهنالك مجني عليها وهنالك متهم وحيد متواجد تلك الأثناء وهو فقيرة الحظ كاثي وودز .
بعد مرور أربعين سنة على جريمة القتل وبينما كان رجلاً مسناً في الخامسة والستين من عمره يجلس في أحد بارات الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد شرب من الخمر حتى أصبح مختل القوى وغير مدرك لما يحدث ، بدأ الرجل المسن بتبادل الحديث مع نادل البار وبدون إدراك اعترف النادل عن فعلته قبل أربعين عام، حيث قام بقتل إحدى صديقاته وفر هارباً من منزل الضحية ، ولكن تأنيب الضمير يراوده تارة بعد تارة ، وأن الأمر يؤرقه احياناً ، صعق النادل من اعتراف الرجل المسن وخصوصا أن الجريمة حدثت قبل أربعين عاماً من الآن ! فمن الذي رُميت عليه التهمة وسكن زوايا السجن ظلما ؟
بادر النادل بالإتصال بالشرطة ليحكي لهم تفاصيل ما حدث مع الرجل المسن ، وجاءت الشرطة والقت القبض عليه بعدها اعترف الرجل بالجريمة وبالتفاصيل ، لتحصل الشرطة بعدها على إعتراف ببراءة كاثي وودز من التهمة التي أحيلت إليها .
أن فرحة الخبر للجميع كانت كبيرة ، الا كاثي وودز فهي الشخص الوحيد الذي لم يدرك معنى هذا الاعتراف ، قد تتسائلون لماذا ؟ وهي التي أصرت مراراً وتكراراً وطلبت الالتماس طوال أربعين عام .
أن الحقيقة المرة هي إصابة كاثي وودز بمرض الزهايمر في الفترة التي قضتها في السجن ولم تعد تتذكر حتى اسمها وأين هي !
أن الأمر موجع جداً فما فائدة الحقيقة بعد أن زالت الصحة ؟
نشرت الشرطة الأمريكية تفاصيل الواقعة واعتراف الرجل المسن بجريمته ليتم تبرأة أسم كاثي وودز ودفع مجموعة من التعويضات بلغت قيمتها بنحو ٣ ملايين دولار مقابل الأربعين عام التي قضتها بين السجون والقضبان ولكن وللأسف فقد فات الأوان .
كاثي تبلغ الآن ٦٨ عاماً وتأكد محاميتها بأن ستواصل بطلب تعويضات أعلى من المقررة إليها.