منطاد التجسس الصيني التي اكتشفته أمريكا مؤخراً .. هل سيحدث توتر جديد بين البلدين؟
قبس | وكالات
أسقطت الولايات المتحدة منطاد “التجسس” الصيني الذي حلق فوق الأراضي الأمريكية وفاقم التوتر بين واشنطن وبكين.
ومن جانبها أغلقت السلطات الأمريكية ثلاثة مطارات وأعلنت منطقة حظر طيران في المنطقة التي كان يحلق فيها المنطاد فوق ساحل ولاية ساوث كارولاينا، وذلك قبل أن تقوم طائرة عسكرية باستهدافه وإسقاطه فوق المحيط الأطلسي.
وقد تم اكتشاف منطاد “التجسس” الصيني الذي حلق فوق الأراضي الأميركية هذا الأسبوع مسبباً تأجيل زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين، وصف خبير عسكري –في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية– المناطيد الصينية بأنها “أدوات متطورة” يوجهها الذكاء الاصطناعي.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: “لقد أسقطناه بنجاح، ونريد أن نهنئ طيارينا الذين فعلوا ذلك“.
تجدر الإشارة أن اكتشاف “البالون الصيني” لأول مرة وهو يحلق فوق بيلينغز، أكبر مدن ولاية مونتاتا، قبل أن يتحرك صوب كولومبيا بولاية ميسوري.
من جانبها فقد أشارت وزارة الخارجية الصينية اليوم السبت: “نحن لا نقبل التكهنات والإثارة التي لا أساس لها“، مستشهدة بمحادثة هاتفية أجراها وزير الخارجية الصيني وانج يي مع بلينكن في اليوم السابق.
وألغى بلينكن زيارته إلى بكين التي كانت مقررة الأحد. وكانت هذه الزيارة ستصبح الأولى التي يقوم بها وزير خارجية أمريكي إلى الصين منذ عام 2018.
حادثة المنطاد:
- تقول الخارجية الصينية إن المنطاد “مدني” ويستخدم للأبحاث، لاسيما أغراض الأرصاد الجوية.
- وورد في بيان الوزارة أن للمنطاد قدرة توجيه محدودة وأنه انحرف عن مساره المخطط له بسبب الرياح.
- من جانبها، تقول الولايات المتحدة إن المنطاد، الذي يبلغ حجمه ما يوازي 3 حافلات، رُصد يحلق فوق الشمال الغربي للولايات المتحدة، بما في ذلك ولاية مونتانا التي تحتضن منشآت نووية عسكرية.
- وقال مسؤول دفاعي أميركي كبير إن واشنطن “واثقة للغاية” من أن المنطاد الصيني الذي يحلق على ارتفاع شاهق، كان يطير فوق مواقع حساسة بغية جمع المعلومات.
وكانت مناطيد التجسس أداة بارزة في المراقبة الجوية خلال الحرب الباردة، وكانت تستخدم قبل ذلك بكثير، إبان الحروب النابليونية قبل أكثر من 200 عام لجمع المعلومات الاستخبارية، وإن كانت تلك المناطيد بسيطة الشكل.
ويعتقد خبراء أمنيون، بحسب ما نقلت عنهم شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، أن مناطيد التجسس ليست سوى جزء من “ثورة” تطوير واستخدام مركبات تحلق على ارتفاعات شاهقة.
واستثمرت بريطانيا ملايين الدولارات في برنامج لتطوير مناطيد التجسس العام الماضي فقط.
ما هي مناطيد التجسس بالضبط؟
- إنها بالونات خفيفة الوزن، مليئة بغاز الهيليوم، وملحق بالبالون معدات تجسس مثل الكاميرا البعيدة المدى.
- يمكن إطلاقها من الأرض إلى الجو، حيث يمكنها التحليق على ارتفاع 18 ألف متر، أي فوق المسار المخصص للطائرات التجارية، وفي منطقة تعرف بـ“القريبة من الفضاء“.
- ولدى التحليق في الجو، تستخدم هذه المناطيد مزيجا من التيارات الهوائية وجيوب الهواء المضغوط، التي يمكن أن تكون شكلا من أشكال التوجيه.
وردا على سؤال حول أسباب الاعتماد على مناطيد بدلا من الأقمار الاصطناعية، قال كيم إن الأخيرة باتت معرّضة بشكل متزايد للهجوم من الأرض والفضاء، في المقابل تتمتع المناطيد بالعديد من المزايا بدءاً من قدرتها على الهروب من الرادار.
وأضاف أن المناطيد مصنوعة من مواد لا تعكس الضوء، فهي ليست معدنية. لذا حتى لو كانت كبيرة إلى حد ما فسيكون اكتشاف (وجودها) صعباً.
فضلاً عن ذلك، وبما أن أجهزة التجسس والحمولة الصافية لهذه الأجهزة تعد صغيرة، فهي يمكن أن تمر من دون ملاحظة.
كما أنّ المناطيد تتمتع بميزة الحفاظ على موقع ثابت فوق الهدف الذي تريد مراقبته على مدى أشهر، خلافا للأقمار الاصطناعية التجسسية التي يجب أن تبقى بالمدار.
ويسعى الأميركيون إلى انتشال الحطام من أجل معرفة أسرار المنطاد، الذي قالت الصين إنه كان يعمل لغايات بحثية، بينما أكد مسؤولون أميركيون أنهم واثقين من أن المنطاد لأغراض التجسس
Eleanor Bennett