غير مصنف

“علي ويعقوب” الطفلين اللذان عصف بهم خطأ المستشفى

 

في عام 2003 ، وتحديدًا في السعودية – نجران، ذهب المقيم التركي يوسف جاويد وزوجته إلى مستشفى الملك خالد لولادة طفله، لتلد بعدها مولودًا ذكرًا أسمته (يعقوب)، وبعد 9 أشهر وعندما عادة العائلة إلى تركيا بدأت تفاصيل الحكاية التي كانت أشبه للخيال للعائلة، عندما بدأت عائلة يعقوب بالشك في طفلهم بسبب ملامحه المختلفة عن باقي أفراد عائلته وأنه لا يمّت لوالده أو والدته بأي صفة شكليه، بعدها قام الأب يوسف بإجراء تحليل وراثي له ولزوجته ولابنه يعقوب، ليتفاجأ بعدها أن طفلهما الصغير ليس ابنهما الحقيقي.

يوسف والذي حس من الوهلة الأولى أن “يعقوب” ليس ابنه، قد ذهب إلى المستشفى عدة مرات ويسألهم عن ما كان هذا الابن هو له حقًا، وكان البعض يجيبه بنوع من التهكم والاستنكار وقال له أحدهم ” كيف تقول ذلك؟ اتقِ الله”.

ذهب يوسف إلى مدير المستشفى السابق، ولكن لم تكن هناك أي إجابة لأسئلته وكانت كل محاولاته لإقناع المدير فاشله، ولم يستطع أن يقنعه بما يدور في داخله.

وبعد ما عاد إلى بلده، وحينما رآى باقي أفراد العائلة المولود، تمت مواجهة يوسف بحزم وقالوا أن هذا الابن ليس له،وقعت كلماتهم كالصاعقة على يوسف، ليعود بعدها إلى السعودية باحثًا عن مخرج لهذه الورطة ولكنه لم يجد أي حل، ومن ثم عاد مرة إخرى الى بلده ليجري هو وزوجته التحليل الوراثي والذي أكد لهم حقيقة شكوكهم.

استيقن يوسف بعد التحليل أنه قد حصل استبدال خاطئ وسلم له طفل آخر ليس له، وذلك بسبب تشابه الحروف الأولى من اسم زوجته واسم زوجة الرجل الآخر، كما أخبروه في المستشفى.

وبعد ما تشكلت اللجنة بعد ما أقدم يوسف على التقدم بشكوى رسمية إلى وزير الصحة، انتقلت اللجنة الى المستشفى ، وتم البحث عن خيط يقودهم إلى الاسرة السعودية من خلال البيانات والمعلومات الخاصة بالأطفال الذين ولدوا في تلك اللحظة.

وبعد مراحل عديدة من الفرز والحصر، انتهت اللجنة بمساعدة مدير المستشفى إلى ولادة 12 طفل – ذكر- في نفس التوقيت، وسعيًا لتضييق دائرة البحث، حددت اللجنة التوقيت الذي تزامن وجود أكثر من طفل داخل غرفة الولادة.

تم حصر الموضوع على طفلين، السعودي بحوزة الاسرة السعودية ، والتركي بحوزة الأسرة السعودية، وقد اجتمع الاثنين في غرفة واحدة بالمستشفى على الأقل لمدة 10 دقائق، وقد كان ذلك كافيًا لحدوث ذلك الخطأ الغير مقصود

عاشت العائلة في خوفٍ مما تحمله لهم الأيام خصوصًا الأم، فقد عاش يعقوب في كنفها 4 أعوام وهي تعتقد أنه ابنها إلا أنها تعايشت على الوضع في نهاية الأمر وكانت له الأم الحنونة وتهامله معاملة خاصة جدًا،وبدأت بتعليمه بعذ الكلمات العربية التي تستطيع نطقها ، حتى يتمكن من معرفة اللغة العربية بشكل أسرع ، وقال يوسف لا يدرك الا القليل من الكلمات العربية التي يسمعها أحيانًا من أبيه ومن العاملين معه في الورشة.

أما في الجانب الآخرفقد كانت عائلة محمد بن سالم تعيش في حالة ذهول بعدما جائتهم لجنة مكونة من إمارة منطقة نجران، وقاموا بأخذ عينات من دمه ودم زوجته ودم ابنهم “علي” ، ليتم اثبات وجود ذلك الخطأ.

وحدث تبديل بين الطفل يعقوب والطفل علي، ولكن ظلت العقبة الكبيرة هي تقبل الطرفين والأسرة لما حدث.

اليوم وبعد العديد من الأعوام على هذه الحادثة، يواصل الشاب السعودي يعقوب دراسته الجامعية في تركيا في تخصص الهندسة، وعلي يدرس الطب.

يعقوب وبعد حادثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، رفض العودة إلى السعودية وفضّل البقاء في تركيا للمساعدة والمشاركة في عمليات الانقاذ، مبديًا رغبته في الانضمام لقافلة الاغاثة السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى