غير مصنف

الطبيب توماس .. طبيب الأجداد وتجربته في القضاء على البعوض في صلالة


 قبس | رصد

الله يرحم الدختر طومسالله يرحم الدختر طومس” !!

 

جملة يرددها أهالي عُـمان وخاصة القاطنين في ولاية مطرح عندما يتأففون من علاجات بعض المستشفيات والمراكز الصحية ،ويحتفظون في اعماقهم بذاكرة جميلة وممتلئة بالاحداث والمواقف النبيلة لإنسان جاءهم متطوعاً في فترة ظلامهم من أقاصي القارات ليمنحهم الشفاء من أمراض كثيرة ويداوي جروح من ارتوت الارض من دمه أيام الحروب ليصبح رمزا من رموز الصحة والسلامة في أذهان ابائنا واجدادنا منذ 1939 …69 سنة وذكراه ما زالت تحلق بين الفينة والاخرى بين جلساتنا ودردشتنا اليوميةويليام ويلز طومس ومستشفى الرحمة علاقة وطيدة لأن الاول هو المنشأ والمؤسس والثاني الشاهد على الذكرى والانجازات لذلك الطبيبوالسؤال الذي يدور في الخلد هل ما زالت الجهات المعنية من صحة وتراث وثقافة تحتفظ بشىء ما لذكراه بعد ان قدم لها الكثير من الانجازات الطبية ايام ظلامها والجهل الذي كانت تعيش فيه


وأين هو الشاهد الباقي لهذا المشهد التاريخي الآسر .. فقصة مستشفى الرحمة كانت الأولى أن تخلد كمتحفاً شاهد لإنجازات ماضية وكهدية من عُمان للطبيب توماس الذي ما زال أجدادنا يذكرون اسمع جيداً .

وللجيل الجديد ، من هو ويليام طومس؟ 

في وقت ما، كان ويليام طومس هو الطبيب الوحيد في السلطنة، وكان يعمل كأخصائي عيون، جراح، طبيب باطني وأخصائي للأمراض المعدية، وكانت زوجتهبيثالتي يسميها اهل المنطقة (بياسمين) بمثابة يده اليمنى؛ حيث كانت تعلم النساء المحليات طريقة الحياكة وقراءة اللغة العربية وكان اولاده الاربعة ايضا يشاركونه عندما كان يجري عملية جراحية، ،فيناولونه الادوية ويقومون بتنظيف الجروح وإضاءة المشعل الكهربائي له

كانت ايضا للدكتور طومس رحلات كثيرة داخل عُـمان ومنها رحلته التي كان يخبر بها اهالي منطقته في مطرح إلى جبال الحجر عندما التقى بأسرة بدوية اكرمت ضيافته عندما عالج اغنامهم وكان مذياعه يسلب لب مرضاه لدرجة ان أحد الأفراد كان يرفض النوم حتى لايفوته صوت يصدر من مذياع طومس!!

ومن الحكايات التي رواها لنا أهالي منطقة الدكتور طومس في مطرح انه وضع ذات مرة رجلا يحترق كانت درجة حرارته من الحمى تصل إلى 105 درجات مئوية، في أنبوب مملوء بالثلج فهبطت درجة حرارته ووصلت للمعدل الطبيعي.

لقد عمل الدكتور توماس طويلا بمساعدة زوجته وابنائه الذين اصبحوا اطباء معروفين الان في الولايات المتحدة حتى عام 1970 وتوفي من جراء السرطان بعدها بحوالي بسنة ولكن كانت رغبته الوحيدة هي أن يُدفن في عُمان، البلد الذي كانت تربطه به صلة عاطفيةفدفن في مدافن يقال انها تقع بين مسقط وسداب .

كيف دخل طوماس أغوار الطب في سلطنة عمان؟

كان ويليام ويلز طومس يسير مع أبيه د شارون جون طومس عند بوابات سوق مطرح عندما شاهد مجموعة من الأشخاص يقفون بمعزل عن باقي الحشد ومن ثم دفعه حب الاستطلاع الى ان يسأل عن سبب وقوف تلك المجموعة بمنأى عن الآخرين.

وشرح له والده أنهم مصابون بالجذام ولا يمكنهم ان يخالطوا باقي الأفراد وولد ذلك الفضول في نفسه عاطفة وتصميما لتقديم المساعدة، وكان ذلك الموقف هو البداية عندما سلم الطبيب ذو القلب الرحيم عصاه الى ابنه الصغير وترك ويليامز ويلز طومس السلطنة عندما كان عمره تسع سنوات إلا أنه عاد إليها عام 1939 ولكن بعد أن أصبح الدكتور طومس فراح يحقق حلم طفولته فأنشأ مستشفى لعلاج مرضى السل والجذام.

وبحسب ما ذكره كتاب الحملات التنصيرية الى عمان للكاتب الدكتور سليمان بن سالم الحسيني ”  عام 1944م زار  الطبيب توماس صلالة لرحلة عمل،وفي ساحة المكان الذي نزل به كان يوجد 4 أبار،لاحظ في إحداها خلوها من البعوض و يرقاته ولكن يعيش فيها (الصَّدْ)،فجرب وضع كمية من هذا السمك، على الأبار الثلاثة الأخرى  فوجد أن البعوض بعد 3 أيام اختفى منها و انقرض ،فأخبر الطبيب السلطان بما لاحظه و جربه، فأصدر السلطان أوامره بوضع (الصَّدْ) في جميع أبار صلالة حتى يقضي على البعوض و يبيده“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى