غير مصنف

تربية القطط في المنزل .. ماهي الأمراض الناتجة عنها؟

 



تنتشر موضة تربية القطط في المنازل و يلجأ الكثير من الناس إلى تربية القطط المنزلية دون إدراكهم للخطر الذي يكمن وراء إهمال أو عدم الوعي بالأسس الصحية التي يجب اتباعها، ويحذر الأطباء من التهاون في الرعاية الصحية للقط المنزلي، نظرا لما قد تسببه من أضرار صحية. فالمواد التحسسية المنبعثة من القطط هي أكثر قدرة على إحداث الحساسية من الكلاب، لهذا فهي تتواجد في فراء القطط وشعرها وبولها ولعابها وجلدها وتتطاير منها للهواء.

وتتواجد مسببات التحسس المستمدة من القطط في كل مكان بالمنازل التي بها قطط، وفى شعر فراء القطط المتساقط، وتظل عالقة في الهواء شهورا والالتصاق بالأسطح وتترسب بالأسطح الأفقية كالمفروشات الناعمة، والسجاد، والمقاعد والفرش والمراتب وتلتصق حتى بجلد الإنسان.

ان احتمالية متوسط الفرد للإصابة بأمراض القطط منخفضة، ولكن مع الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة، مثل الأطفال، والأشخاص المصابون بمرض نقص المناعة المكتسبة (AIDS)، والأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيماوي، مثل مرضى السرطان، أو أي أدوية أخرى تثبط الجهاز المناعي يعانون من أمراض القطط المعدية للإنسان بشكلٍ أكبر.

تسمى أمراض القطط المعدية للإنسان أو تحديدًا الأمراض التي يمكن نقلها من الحيوان (القطط) إلى الإنسانالأمراض المشتركة”.



 قد يراود البعض تساؤلات عن أمراض القطط المعدية وهل تتشكل داخل لعاب القطط؟للإجابة على السؤال، سنشرح بالتفصيل أمراض القطط المعدية للإنسان ومنها:

الأمراض المعدية البكتيرية 

تضم أمراض القطط المعدية للإنسان بفعل البكتيريا التالي:

مرض خدش القطط (Cat scratch disease)

  يعد مرض تسببه بكتيريا تُدعى بارتونيلا هنسيلي (Partonella Henselii) والتي ربما تُحمل في لعاب القطط المعدية وفي أجسام براغيث القطط، وتنتقل العدوى من القطط للإنسان عن طريق الخدش وعندما تلعق جرح مفتوح للإنسان، لذا قد نظن بأن لعاب القطط يسبب الأمراض. وهذه البكتيريا شائعة جدًا بين القطط وتنتقل عن طريق عضات براغيث القطط المعدية وربما أيضًا تتواجد في البراز لهذه البراغيث، والتي ربما قد تستخدم مثل مصادر عدوى لو تعرضت لجرح مفتوح لقطة أو إنسان على حد سواء.

يتطور لدى الناس المصابة بمرض خدش القطط انتفاخ واحتمال بثرات في موقع العضة أو الخدش، وتصبح مؤلمة للأفراد المعانون سابقًا بصداع وحمى وآلام العضلات والمفاصل وفقدان الشهية.

يُشفى البالغون الأصحاء عادةً دون أعراض مستمرة، ولكن قد يأخذ شهور عديدة لكي تتخلص من المرض بصورة كلية.

تتطور الأعراض لدى الأشخاص المعانون من نقص المناعة بصورة أكثر وتشمل عدوى العين والمخ والقلب. ولتجنب مرض خدش القطط، يمكنك اتباع النصائح التالية:

  • تجنب الخدش والعضات ولا تسمح لأبنائك باللعب بخشونة مع القطط.
  • غسل الأيدي بعد اللعب معهم والتحكم بالبراغيث والحفاظ عليهم بالداخل.
  • تنتج معظم حالات مرض خدش القطط من التواصل مع القطط الصغيرة تحت عمر السنة، وعلى مرضى نقص المناعة تجنب مثل هذا التواصل.

 باستيورلا مولتوسيدا (Pasteurella Moitocida)

توجد هذه البكتيريا بالفم في أغلب القطط وبنسبة كبيرة وليكن أقصاها 80% من عضات القطط للإنسان، وربما تتطور عضات القطط بألم وانتفاخ واحمرار في منطقة الجرح خلال 24-48 ساعة، وقد تُعالج باستخدام المضادات الحيوية ولكن في حالات نادرة تكون خطيرة بانتشارها في مجرى الدم.

عضة القطة .. أكثر من 75% من القطط تحمل في فمها ميكروب الباستيوريللا الذي قد يسبب نوعا من الحمى، وبعض القطط تحمل أيضا البكتيريا العنقودية، وكذلك التيتانوس التي يمكن انتقالها عن طريق عضة القط، هذا بالإضافة طبعا إلى مرض السعار، لذلك ينصح بطلب المساعدة الطبية العاجلة بأسرع وقت بعد حدوث العضة، بالذات إذا كانت القطة من خارج المنزل، أو لو كانت القطة منزلية والعضة عميقة وشديدة، وذلك للتعامل مع الجرح والوقاية من النتائج المحتملة.


وكذلك مرض خدش القطة هو مرض تحمله القطط الصغيرة أكثر من القطط الكبيرة، والبكتيريا المسببة له تسمى البارتونيللا، وتصل هذه البكتيريا إلى القطة عن طريق البراغيث التي تصيب القطط، وعندما تحمل القطة الميكروب ثم تخدش الإنسان تنتقل العدوى للإنسان، وأعراض المرض في الإنسان تتمثل في تضخم الغدد الليمفاوية وأحيانا سخونة.


بكتيريا الهليكوباكتر بيلورى وهي البكتيريا التي تسبب قرحة المعدة والاثني عشر في الإنسان، وقد ثبت في بداية التسعينات إمكانية انتقالها من القطط إلى الإنسان، والمرض ينتقل عن طريق تلوث الطعام بفضلات القطط، لذلك فالوقاية تتمثل في إبعاد القطط عن أماكن إعداد الطعام وعدم وضعها على طاولات المطابخ أو طاولات تناول الطعام، وكذلك غسل الأيدي جيدا قبل إعداد أو تناول الطعام بالذات بعد ملامسة القطط.


التوكسوبلازما وهي كائن وحيد الخلية يصيب القطط عن طريق تناول لحوم غير مطهية جيدا أو الأكل من لحوم الفرائس المصابة، أو التعرض لأماكن تبرز القطط الأخرى المصابة بالمرض مثل الحدائق أو الرمال، والقطة المصابة تظل تخرج البويضات مع البراز لمدة أسبوعين أو ثلاثة بعد إصابتها وتصبح بعد ذلك غير معدية وتكتسب مناعة قد تبقى معها مدى الحياة أو على الأقل لفترة طويلة جدا، فلا تصاب ولا تعدي أحداً طوال هذه الفترة. والبويضات التي تخرجها القطة هي التي قد تعدى الإنسان أو تعدى القطط الأخرى، وهي قادرة على البقاء حية على الأرض لفترة طويلة قد تصل إلى سنة أو أكثر بالذات إذا تواجدت في الأماكن الرطبة المظللة، وقد ثبت أن القطة المصابة تخرج حوالي عشرة ملايين بويضة مع البراز يوميا.


تسمم السالمونيلا Salmonella poisonning)

وأيضًا تُسمى داء السلامونيلات وتتسبب من خلال مجموعة من البكتيريا تُسمى السلامونيلا، ويمكنها أن تؤدي إلى الإسهال، والحمى، وألم بالمعدة يبدأ من 1-3 أيام بعد العدوى، يصاب الأشخاص أحيانًا بداء السلامونيلات بتناول الطعام الملوث مثل الدجاج غير المطهو جيدًا أو البيض، تحمل القطط المعدية بكتيريا السلامونيلا وتمررها في البراز، وتصاب القطط بالعدوى نتيجة تناولهم اللحوم النيئة أو الطيور البرية والحيوانات، لذا أصحابهم يمكنهم تقليل خطر داء السلامونيلات لأنفسهم ولقططهم ببقائهم بالداخل وطبعًا مع تناولهم للطعام المطبوخ المناسب لهم أو المعلب تجاريًا (Dry Food)، بعد تنظيف الرمل (مكان تتبرز فيه القطط ويباع تجاريًا) الخاص بهم؛ اغسل يديك جيدًا ولا تنس ارتداء القفازات.  

وتضم أمراض القطط المعدية للإنسان الأمراض المعدية الطفيلية الخاصة بالقطط التالي:

·  البراغيث

تعد البراغيث من أكثر الطفيليات الخارجية شائعة التعرض للقطط وعضاتهم تسبب الحك والالتهابات في الإنسان والقطط على حد سواء، يمكن أيضًا أن تستخدم مثل نواقل لمرض خدش القطط وأمراض مشتركة أخرى.

·  الجرب

يعد الجرب عدوى تسببه عثة أو قمل وتُسمى (Sarcoptes scabiei)، وهو أيضًا طفيل مشترك خارجي، ولكن غير شائع مثل عدوى البراغيث، ربما تمر من القطط المصابة للناس عندما تلجأ إلى الجلد وتسبب الحك، وعلاجها في الإنسان عادةً باستخدام مراهم وضعية لكي تقلل الحك، وعلاج مهم للحيوانات الأليفة المعدية، ولاتنس التنظيف بحرص للملابس والفراش.

· طفيليات الأمعاء بالقطط

وتشمل الديدان الدائرية، مثل: (Toxocara)، والديدان الخطافية، مثل: (Ancylostoma) يمكنها أيضًا أن تسبب المرض في الناس والأطفال وخاصةً الأشخاص الذين تواصلهم الكبير مع التربة الملوثة ببراز القطط، على الرغم من أن أغلب الناس المصابة به لا تظهر عليه أي أعراض؛ لذا يجب التنويه بالنظافة جيدًا.

· اليرقات الحشوية المهاجرة

يعد مرض خطير يؤثر على أعضاء مختلفة من الجسم، وينتج من استهلاك بيض (Toxocara). فعلى سبيل المثال عند وضع أصابع اليد الملوثة بالبيض من التربة بالفم، ثم تهاجر يرقات (Toxocara) إلى الأعضاء وتشمل الكبد أو الجهاز العصبي المركزي.

تشمل أعراض اليرقات الحشوية (بالأحشاء) المهاجرة الحمى والسعال وألم بالبطن، وتضم أيضًا اليرقات المهاجرة العينية (هجرة يرقات Toxocara للعين) وتسبب اضطرابات بالرؤية وحركات غير طبيعية للعين أو ألم بالعين وعدم الراحة.

أشهر 4 مصادر لنقل أمراض القطط المعدية للإنسان

يوجد 4 مصادر مهمة تنقل عدوى القطط وتشمل ما يلي:

  1. البراز.
  2. العضات واللعاب.
  3. لمس الجلد أو الفراء.
  4. الخدش.

لكي تقلل خطر التعرض لمرض مشترك، عليك بغسل يديك بعد لمس القطط أو الرمل الخاص بهم، تجنب التواصل معهم إلى الحد الذي يصل إلى العضات والخدش.

الاحتياطات العامة لحماية نفسك وقطتك

للحفاظ على عائلتك وقطتك من الأمراض المشتركة ومن أمراض القطط المعدية للإنسان؛ اتبع التالي:

  • اغسل يديك بعد حمل قطتك ولمسها.
  • جدوِل فحوصات واختبارات فحص البراز لقطتك سنويًا.
  • استشر الطبيب البيطري في حالة ملاحظة أي عدوى لقطتك.
  • تطعيم قطتك ضد السعار.
  • حافظ على التحكم بالعثة والقراد.
  • تجنب السماح لقطتك بلمس الجرح المفتوح أو أدوات الطعام.
  • حافظ على قطتك بالداخل.
  • اغسل عضات قطتك في الحال بالماء الدافئ واستشر الطبيب في الحال.
  • استخدم طعام القطط مطبوخ أو المتداول تجاريًا.
  • تخلص من رمل القطط يوميًا ونظف يديك بعدها جيدًا.
  • تجنب الأشخاص الذين يعانون نقص المناعة لخدش القطط أو عضاتها.
  • قم بتغطية رمل الأطفال حتى لا تستخدمها القطط.

وختامًا؛ الآن وبعد اطلاعك على كل أمراض القطط المعدية للإنسان، لا تخاف بعد الآن من اقتناء قطة بمنزلك؛ فأصبحت تعرف الكثير منها وتستحق القطط بلطفها الكثير من عنايتك واهتمامك


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى