رحيل مهندس عصرنا الرقمي.. جوردون بيل يودع العالم بعد رحلة حافلة بالابتكارات
توفي جوردون بيل، الرائد في عالم الكمبيوتر والذي لعب دورًا محوريًا في تطوير عدة أنظمة حواسيب صغيرة مؤثرة وشارك أيضًا في تأسيس أول متحف كمبيوتر رئيسي، يوم الجمعة عن عمر يناهز 89 عامًا، حسب ما أعلن جون ماشي، أحد قدامى موظفي مختبرات بيل. وقد أعلن ماشي عن وفاة بيل في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي صباح يوم الثلاثاء.
وكتب ماشي في إعلانه: “أنا حزين جدًا للإبلاغ عن وفاة جوردون بيل، الرائد الشهير في مجال الكمبيوتر، وأحد مؤسسي متحف الكمبيوتر في بوسطن، وصديق رائع منذ الثمانينيات”. وأضاف أن بيل توفي نتيجة الالتهاب الرئوي بسبب الاستنشاق في كورونادو، كاليفورنيا.
كان بيل شخصية رئيسية في تاريخ الحوسبة ومناصر بارز لتاريخ التكنولوجيا، حيث أسس متحف الكمبيوتر في بوسطن عام 1979، الذي أصبح لاحقًا قلب متحف تاريخ الكمبيوتر في ماونتن فيو، بالتعاون مع زوجته جوين بيل. وكان أيضًا الاسم المستعار لجائزة جوردون بيل الراقية التي تمنحها الجمعية الأمريكية للآلات الحاسبة (ACM)، والتي تم إنشاؤها لتحفيز الابتكارات في معالجة البيانات المتوازية.
ولد جوردون بيل في عام 1934 في كيركسفيل، ميزوري، وحصل على درجات في هندسة الكهرباء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قبل أن يتم تجنيده في عام 1960 من قبل مؤسسي شركة ديجيتال إكويبمنت كوربوريشن (DEC)، كين أولسن وهارلان أندرسون. وكمهندس حواسيب ثاني في DEC، عمل بيل على مكونات مختلفة لنظام PDP-1، بما في ذلك البرامج الفرعية للنقطة العائمة ووحدات التحكم بالشريط ووحدة التحكم بالطبل.
بعد تقاعده من DEC في عام 1983، ظل بيل نشطًا كرائد أعمال ومستشار سياسات وباحث. شارك في تأسيس شركة إنكور كمبيوتر وساعد في إنشاء إدارة العلوم والهندسة الحاسوبية والمعلوماتية في المؤسسة الوطنية للعلوم.
في عام 1995، انضم بيل إلى مايكروسوفت ريسيرتش حيث درس تقنيات الحضور التلفزيوني وكان موضوع مشروع MyLifeBits لتسجيل الحياة. كانت المبادرة تهدف إلى تحقيق رؤية فانيفار بوش لنظام قادر على تخزين جميع الوثائق والصور والأصوات التي يختبرها الشخص في حياته.
انتُخب بيل للأكاديمية الوطنية للهندسة والأكاديمية الوطنية للعلوم والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم. وقد تلقى الميدالية الوطنية للتكنولوجيا من الرئيس جورج إتش.دبليو. بوش في عام 1991 وميدالية جون فون نيومان من IEEE في عام 1992.
ومع انتشار نبأ وفاة بيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، بدأ الخبراء في الصناعة يشاركون ذكرياتهم وتعازيهم. كتب راي أوزي، الرئيس التقني السابق لمايكروسوفت: “لا يمكنني وصف مدى حبي لجوردون واحترامي لما قدمه للصناعة. عندما كنت طفلاً، التقيت به لأول مرة في ديجيتال (كنت حينها في دي جي) عندما كان هو وديف يعملان على VAX. كان عبقريًا، هادئًا، متفائلًا جدًا ومتحمسًا لما قد يحمله المستقبل”.
وأضاف أوزي أن بيل كان مرشدًا مفيدًا. “عدد المرات التي التقينا فيها جوردون وأنا في مايكروسوفت.”
كما أشاد ستيفن سينوفسكي، نائب الرئيس السابق لويندوز، بجوردون بيل على X، قائلاً: “كان لا يُقدَّر بثمن في مايكروسوفت حيث كان مستشارًا مؤسسًا ولاحقًا قائدًا بدوام كامل في مايكروسوفت ريسيرتش. نصح ودعم عددًا لا يحصى من الباحثين والمشاريع وفرق العمل. كان دائمًا مساندًا وبصيرًا إلى درجة لا توصف. لم يتردد أبدًا في تقديم الرؤى وبعض الشرر في العديد من الاجتماعات التي كانت مهمة جدًا لتطور مايكروسوفت.”
وختم سينوفسكي تغريدته قائلاً: “ذكراه بركة للكثيرين، وتأثيره علينا جميعًا في مجال التكنولوجيا سيشعر به الأجيال. ليسترح في سلام”.
