صحة

تحقيق | السجائر الإلكترونية.. شهادات حية تكشف المخاطر الخفية وتحذيرات طبية من “وباء صامت” شهادات صادمة: من تجربة ممتعة إلى معاناة صحية

في إحدى الليالي، استيقظ محمد العلي (26 عامًا) على نوبة سعال حادة وضيق في التنفس. لم يكن مدخنًا تقليديًا، لكنه اعتاد على استخدام السجائر الإلكترونية بنكهات الفواكه منذ عام تقريبًا. “كنت أعتقد أنها آمنة، لكنني الآن أواجه صعوبة في التنفس وأشعر بتعب مستمر”، يقول محمد بصوت متقطع.

من جهتها، تروي سارة أحمد، وهي أم لمراهقة تبلغ من العمر 16 عامًا، تجربتها مع ابنتها التي أصبحت مدمنة على السجائر الإلكترونية دون أن تدرك العواقب. “كانت تعتقد أنها مجرد نكهات لذيذة، لكنها أصبحت متوترة وعصبية طوال الوقت، وعندما حاولت إقناعها بالتوقف، اكتشفت أنها أصبحت تعتمد عليها نفسيًا”، تضيف سارة بقلق.

الطب يحذر: أضرار خطيرة ومفاجآت غير متوقعة

تؤكد الدراسات الطبية أن السجائر الإلكترونية ليست بديلاً آمنًا كما يروج لها، بل قد تكون أكثر ضررًا من المتوقع. الدكتور خالد المنصوري، أخصائي أمراض الرئة، يوضح أن “السجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، وهو مادة شديدة الإدمان تؤثر على الجهاز العصبي، فضلًا عن مواد كيميائية قد تتسبب في تلف الرئتين والتهاب الشعب الهوائية.”

ويضيف: “بعض الدراسات تشير إلى أن أبخرة السجائر الإلكترونية تحتوي على معادن ثقيلة وجزيئات نانوية يمكن أن تسبب أمراضًا مزمنة، كما أنها قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.”

الدكتورة ليلى السالمي، أخصائية الصحة العامة، تحذر بدورها من التأثيرات السلبية على المراهقين قائلة: “التعرض المستمر للنيكوتين في سن مبكرة يؤثر على تطور الدماغ، مما قد يؤدي إلى مشكلات في التركيز والذاكرة واتخاذ القرارات، ناهيك عن خطر الانتقال لاحقًا إلى تدخين السجائر التقليدية.”

ما وراء البخار: مخاطر كيميائية قاتلة

تحتوي سوائل السجائر الإلكترونية على مواد مثل الفورمالديهايد والأسيتالدهيد، وهما مركبان ثبت ارتباطهما بالإصابة بالسرطان. كما أن بعض الدراسات وجدت آثارًا لمركبات خطرة مثل ثنائي الأسيتيل، الذي يسبب مرض “الرئة المُنْبَسِطَة” أو ما يُعرف بـ الرئة المُتفجرة، وهو مرض خطير يؤدي إلى تدمير الحويصلات الهوائية.

في دراسة حديثة نشرتها جامعة نيويورك، تبين أن مستخدمي السجائر الإلكترونية يعانون من تلف في الأوعية الدموية، يشابه الضرر الناتج عن تدخين التبغ، مما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 40%.

انتشار واسع بين الشباب وسط غياب الرقابة

على الرغم من المخاطر، فإن السجائر الإلكترونية تواصل الانتشار بين فئة الشباب بشكل مثير للقلق. أرقام صادمة نشرتها منظمة الصحة العالمية تُظهر أن نسبة مستخدمي السجائر الإلكترونية بين المراهقين ارتفعت بنسبة 180% خلال السنوات الخمس الأخيرة، مدفوعة بحملات تسويقية تستهدفهم بنكهات الفواكه والتصاميم الجذابة.

ويرى الدكتور يوسف الحمادي، خبير الصحة العامة، أن هذه الظاهرة تستدعي تدخلاً حكوميًا عاجلًا. “نحن بحاجة إلى لوائح تنظيمية صارمة للحد من انتشار هذه المنتجات، خصوصًا بين الشباب الذين أصبحوا فريسة سهلة لهذا الإدمان الحديث”، يقول الحمادي بحزم.

هل آن الأوان لدق ناقوس الخطر؟

في ظل تزايد الأدلة على مخاطر السجائر الإلكترونية، يجد الملايين أنفسهم أمام حقيقة صادمة: ما اعتُبر يومًا بديلًا صحيًا، قد يكون وباءً جديدًا يهدد الصحة العامة. ومع استمرار انتشارها دون رقابة صارمة، يصبح السؤال الملح: هل نحن أمام أزمة صحية قادمة، أم أن الوقت ما زال متاحًا لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية الأجيال القادمة؟

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. Hey this is somewhat of off topic but I was wondering if blogs use WYSIWYG editors or if you have to manually code with HTML. I’m starting a blog soon but have no coding know-how so I wanted to get guidance from someone with experience. Any help would be greatly appreciated!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى