غير مصنف

” أرال” البحيرة التي أعدمها السوفييت

 

يمكن أن نسمع عن حوادث غرق السفن في مياة البحار والمحيطات  ، كسفينة التايتنك العملاقة التي غرقت في مياة المحيط   ولكن أن ترى سفناً تغرق في كثبان رملية هو شيئ أقرب للخيال عنه للواقع !

 

نعم هذا صحيح ، فبعد جفاف بحر آرال  الذي أصبح اليوم مقبرة للسفن بعد ما كان يعج بالحياة والسفن ويمتهن الناس فيه الصيد  أصبحت السفن اليوم غريقة التراب .

اليوم نروي لكم قصة آرال وهو البحر الذي جففته مزارع القطن السويفتية ، وأخذت حصاه من منسوب مياهيآمو داريا و سير داريا، حيث كان آرال رابع أكبر بحيرات العالم  ومياهه كانت ضحلة ومالحة  ، حيث بلغت مساحته ٦٨ ألف متر مربع وحجمه ١٠٩٠ متر مربع ويصل ارتفاعه حوالي ١٧٥ قدم ، ويقع ما بين جمهوريتي كازاخستان وأوزباكستان ، وهو مصب رئيسي طوال سنين كثيرة لنهريآمو دارياوسير دارياوقد كان يحافظ البحر على مستوى مياهه نظراً لأنه لم يكن لديه أي منفذ آخر .

كان آرال مصدر حياة للمنطقة بأكملها فمياهه العذبة تغذي المستوطنات البشرية منذ القدم على طول الطريق الواصل بين الصين واوروبا ، فأزدهرت المستوطنات آنذاك وعرفت بقوتها الزراعية  والتجارية و مجال الرعي والصيد ، كما كان يعد مركزا أساسيا لأستخراج الملح بالإضافة لبعض الأسماك التي تكيفت على نسبة ملوحة البحيرة ، ويرجع السبب لملوحة البحيرة هو الحرارة العالية في الصحراء والتبخر العالي مما يجعل مياة البحر مالحة أثناء حركتها ، و كذلك ركود المياة يساهم في رفع نسبة الملوحة .



بداية النهاية

مع بداية عشرينيات القرن الماضي وبعد ما أصبحت اوزباكستان جزء من الامبراطوية السويفتية وبعد قرار الزعيم الوسيفيتي جوزف ستالين تحويل جمهوريات آسيا الوسطى الى مزارع عملاقة للقطن باتت بحيرة آرال في منطقة الخطر ، حيث أن هذا القرار يعد خطوة أنانية فبدون مراعاة لوضع الجو المناخي السائد وبدون وضع اي اعتبار لهذا المحصول الشرة الذي يستنزف كميات ضخمة من المياة .

عكف السوفييت على بداية هندسة المشروع الأضخم على الاطلاق فقد قاموا بشق آلاف الكيلومترات من القنوات المائية لسحب نهريآمو داريا وسير دارياوتوجيهها لأستصطلاح الأراضي الزراعية في منطقتي اوزباكستان وكازاخستان.

جريمة صنعها الانسان

بحلول عام ١٩٦٠ بدأ السويفيت بتحويل مصب النهرين الى اليابسة بدلاً من بحر آرال ، ومع نسبة إنعدام الماء شيئاً فشيئاً بدأ منسوب مياة بالإنخفاض بمعدل ٢٠ سم في السنة ، تم تضاعف العدد ليصل الى ٥٠ سم وبحلول عام ٢٠٠٧ انخفضت مياة بحر آرال الى ١٠٪ من حجمها الأصلي.

الانحسار الشديد لمياة آرال تسبب في القضاء على الأسماك الموجودة وبالتالي القضاء على مهنة الصيد التي عمل بها أكثر من ٤٠ ألف شخص في المنطقة ، تحولت المناطق المحيطة بالبحيرة الى مقابر دفنت فيها السفن وآمال وطموحات الأفراد ، حيث غادر البعض المنطقة ومات آخرون بينما ينتظرون آرال أن يعود لسابق عهده.

تحولت آرال الى مياة ضحلة وتلوثت مياهه فأنتشرت العديد من الأمراض الحادة بين السكان ، إضافة الى تأثر المناخ فأصبحت المنطقة جافة في الصيف وقارسة البرد في الشتاء .

هل يعود آرال؟ 

 أن انحسار بحيرة آرال تعتبر من أكثر الكوارث البيئية خطر لذا تحاول كازاخستان حاهدة  وبالتعاون مع الأمم المتحدة  بوضع بعض من التدابيرللحد من انحسار البحيرة  التي من شأنها أن تنقذ آرال ، حيث قامت ببناء سد في أواخر عام ٢٠٠٥ للسيطرة على تدفق المياة مياة نهر سير داريا ،هذه الخطوة ساهمت في ارتفاع مستوى المياة بنسبة ٢٤ متر بحلول عام ٢٠٠٨ .

ولكن لا يزال مستقبل آرال مجهول!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى