غير مصنف

اليوم .. الذكرى ٧٥ على اغتيال الزعيم غاندي

 

حدث في نفس هذا اليوم.. 30 يناير ذكرى اغتيال الزعيم الهندي مهاتما غاندي 

عملية القتل نفذت من مسافة قريبة أثناء خروج الزعيم الذي لا يزال يحظى حتى الآن باحترام وتقدير عالميين، شارك في عملية الاغتيال ثمانية أشخاص، ونفذها ناتهورام جودسي، وكان ينتمي إلى منظمة ماهاسابها الهندية المتطرفة، التي تتهم غاندي بخيانة الهندوس وتأييد المسلمين، مدعية أنه اتخذ مواقف لينة تجاه باكستان، وأنه المسؤول عن إراقة الدماء في الحرب الهدية الباكستانية الأولى عام 1947.

قبل عشرة أيام من مقتله، جرت محاولة أولى لاغتيال المهاتما غاندي بإلقاء متطرفين قنبلة محلية الصنع على حشد من أنصاره كانوا تجمعوا في حديقة للاستماع إليه، عقب هذه الحادثة، عرض على الزعيم الهندي تعزيز إجراءات أمنة، لكنه رفض اتخاذ تدابير إضافية، فكان أن أطلقت الرصاصات الثلاثة عليه عقب ذلك ليفارق الحياة على الفور، في اليوم التالي جرى إحراق جثة المهاتما غاندي وفقا للتقاليد الهندوسية، وعم حزن ثقيل ليس فقط سائر الهند، بل والعالم، وأصبح اسم غاندي مرادفا للحرية والاستقلال من أجل عالم أكثر عدلًا وإنصافًا.

حكمت محكمة ابتدائية على جودسي بالإعدام بعد عام من اغتيال المهاتما غاندي، ونُفذ الحكم في نوفمبر 1949، بعد أن أيدته المحكمة العليا، كما حكم على نارايان أبتي، وهو شريك للقاتل، بالإعدام، وحكم على ستة آخرين بالسجن مدى الحياة.

المهاتما وأسمه موهانداس كرمشاند غاندي ولد في 2 أكتوبر 1869 في مدينة بوربندر في شمال غرب الهند، في عائلة من طبقة بانيا التجارية، وكان شغل والده منصبًا وزاريًا في الإمارة التي تحمل الاسم نفسه، تأثر غاندي بشكل كبير بوالدته، التي كانت سيدة متدينة للغاية، وقضى طفولته بأكملها في زيارة المعابد ومراقبة الطقوس الدينية، ولم يعرف طعم اللحوم في حياته.

كانت الهند مستعمرة بريطانية، وسافر غاندي في عام 1888 إلى لندن لدراسة القانون وبدأ يتعرف على الحياة هناك، بمرور الوقت تبدد إنبهاره بالحياة البريطانية البراقة، وأدرك غاندي مدى المظالم التي تعرضت له بلاده تحت الاستعمار البريطاني التي أستنزف ثرواتها لعشرات السنين.

يظهر هذا الأمر في تقرير اقتصادي يفيد بأن بريطانيا على مدى قرنين من استعمارها للهند، جنت من ثروات الهند حوالي 45 تريليون دولار. وهذا الرقم مجرد تقديرات ويرجح أن الرقم أعلى بكثير.

غاندي عاد من لندن إلى الهند في عام 1891، وبعد ذلك بعامين، عرضت عليه وظيفة في تخصصه في جنوب إفريقيا، في شركة تجارية لتاجر مسلم يدعى دادا عبد الله. ارتحل غاندي إلى القارة السمراء، حيث أمضى في جنوب إفريقيا الـ 20 عامًا التالية.

جنوب إفريقيا هي الأخرى كانت تحت سيطرة الإمبراطورية البريطانية، وكانت تسري هناك سياسة الفصل العنصري، حيث يمتع الأوروبيون بحقوق وامتيازات واسعة، بينما السكان الأفارقة الأصليون محرومين عمليا حتى من أبسط الحقوق، غاندي بنفسه ذاق مرارة الظلم والتمييز العنصري في جنوب إفريقيا منذ الأيام الأولى لوصوله، وذلك لأن الهنود كانوا يصنفون ضمن السود، حيث طلب منه في القطار مغادرة عربة الدرجة الأولى، وحين رفض إخلاء عربة القطار طواعية، أتت الشرطة وطردته بالقوة.

واصل غاندي نضاله من أجل استقلال الهند خلال الحرب العالمية الثانية، وحث الهنود على رفض التعاون مع الجيش البريطاني، وزج مجددًا في السجن مع زوجته وأنصاره في عام 1942، حين دعا القوات البريطانية إلى مغادرة الهند.

في ذلك الوقت، أنهكت الحرب بريطانيا، ولم تعد لها قدرة على الإمساك بقوة بمستعمراتها، وخاصة الهند. وعقب عدة محاولات فاشلة للإبقاء على الإدارة الاستعمارية، انسحبت القوات البريطانية تمامًا من الهند، فيما لعبت حركة التحرير التي يقودها غاندي الدور الرئيس في هذا القرار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى