ذكرى غرق عبارة السلام المصرية
ذكرى غرق سفينة السلام٩٨
“المركب بيغرق يا قبطان”
هذا آخر ما تم رصده في تسجيلات الصندوق الأسود للعبارة السلام 98، قبل أن تغرق، موثقاً صوت مساعد قبطان السفينة، في حالة من الفزع من هول ما يرى محاولاً النجاة.
في عام 2006 ، تحديدًا في البحر الأحمر، وعندما كانت عبّارة السلام98 في البحر الأحمر في طريقها من ضبا بالسعودية إلى سفاجا، حاملة معها أكثر من 1300 مسافرا وطاقم السفينة، وكان معظمهم مواطنين مصريين يعملون في السعودية، وآخرين عائدين من اداء مناسك الحج، وكانت أيضا تحمل السيارات على متنها.
فقدت السفينة توازنها نتيجة حريق داخل غرفة محرك السفينة، استمر لأربع ساعات وانتشرت النيران بسرعة فائقة.
وكان هناك الكثير من الفرضيات حول أسباب الغرق، ومنها أن النيران اشتعلت في غرفة المحركات وحسب مصادر أخرى أنها اشتعلت في المخزن وتمت مكافحتها إلا أنها اشتعلت مرة أخرى، وتمت مكافحتها باستخدام مضخات سحب لمياه البحر إلى داخل السفينة وكانت مضخات سحب المياه من داخل السفينة إلى خارجها لا تعمل مما أدى إلى اختلال توازن السفينة وغرقها.
وكانت غرفة عمليات الإنقاذ في أسكتلندا التقطت أول إشارات الاستغاثة من السفينة وقامت بنقلها عبر فرنسا إلى السلطات المصرية وعرضت المساعدة، ولكن السلطات المصرية قالت إنه لم يصلها خبرعن وجود مشكلة بالعبارة، وحسب شهود عيان من الركاب الناجين أن القبطان كان أول من غادر العبارة على متن قارب صغير مع بعض معاونيه.
وتم تداول قضية العبارة على مدى ٢١ جلسة طوال عامين وحكم فيها يوم الأحد ٢٧ يوليو ٢٠٠٨، في جلسة استغرقت ١٥ دقيقة فقط، تمت تبرئة جميع المتهمين، وعلى رأسهم ممدوح إسماعيل مالك العبارة ونجله عمرو، الهارب إلى لندن، بينما عاقبت المحكمة صلاح جمعة ربان باخرة أخرى هي سانت كاترين، بتهمة عدم مساعدة العبارة.
بقي القول أن العبارة السلام ٩٨ بُنيت في ١٩٧٠ من قبل إحدى الشركات الإيطالية وكانت تستعمل في البداية للرحلات البحرية المحلية داخل المياه الإيطالية، وكانت سعتها آنذاك ٥٠٠ راكب و٢٠٠ سيارة، ثم تم تطويرها في ١٩٩١ لتبلغ سعتها النهائية ١٣٠٠ راكب و٣٢٠ سيارة، إلى أن قامت شركة السلام بشراء هذه السفينة في ١٩٩٨ وأطلقت عليها اسم السلام ٩٨.