كيف يتصرف البشر إذا أُتيح لهم القرار ؟ .. تعرف على التجربة
قصة مارينا براموفيتش وهي فتاة روسية ، تعتبر التجربة فريدة من نوعها ومميزة حيث كان هدف مارينا هو 1974 قررت خوض التعرف أكثر على تصرفات البشر إذا منحت لهم حرية القرار.
مارينا أبراموفيتش هي فنانة صربية تعرف باسم عرابة فن الروائع. تسعى تجاربه إلى استكشاف العلاقة بين الفنان والجمهور ، وكذلك القيود الجسدية والعقلية للإنسان.
قررت مارينا أن تقف لمُدّة ست ساعات بدون حراك وأتاحت للجماهير أن يفعلوا ما أرادوا وذلك لقياس سلوكهم ، كانت بجانبها طاولة بها مجموعة متنوعة من الأواني لتوفير المتعة أو إدارة الألم. على سبيل المثال ، من بين الأشياء الممتعة التي تميزت الزهور ، وردة ، وصابون ، وريشة ، ومقطع شعر ومنديل ، من بين أشياء أخرى. بينما من بين أشياء الألم كانت هناك مطرقة ، مقص ، سكين ، سوط وبندقية.
غرابة العرض كانت تكمن في أن للمتفرجين المندهشين الحق بالتصرف مع الممثلة الجالسة أمامهم وفق ما يرونه مناسبًا ، بمعنى أنهم يستطيعون لمسها وفعل أي شيء بها من دون أن تحرك هي ساكنا.
ببداية الأمر كان رد فعل الجماهير سلميًا فاكتفوا بالوقوف أمامها ومُشاهدتها ،كان الغرض الرئيسي الذي أردت تحقيقه مع هذا النوع من الأداء هو الإجابة على السؤال: ماذا سيفعل الجمهور في موقف يتم فيه منحهم الحرية الكاملة لفعل ما يريدون.
هذا السلوك الطيب لم يستمر كثيرًا، فبعدما تأكد المتجمهرون أنها لن تقوم بالقيام بأي ردة فعل مهما كان تصرفهم تجاهها، أصبح المتجمهرون أكثر عدوانية فقاموا بتمزيق ملابسها وقام أحدهم بوضع المسدس على رأسها ولكن أحد الأشخاص تدخل وأخذ المسدس منه، وقاموا بنكزها ببطنها بأشواك الأزهار، وتحرش البعض بها.
رغم كل هذا ظلت ابراموفيتش ملتزمة جدًا بعرضها لدرجة أنها لم تقاوم الاغتصاب أو القتل .. وحتى عندما وضع احدهم مسدسا في يدها و صوبه نحو رقبتها ووضع أصبعها على الزناد لم تقاوم ولا تحركت من مكانها! لكنها لم تستطع مقاومة دموعها فبكت!.
أن مجريات التجربة تغيرت عندما قامت امرأة من الجمهور بتعقيم جروح إبراموفيتش ، و آخر وضع رداء عليها .. وبالتدريج انقسم الحصور إلى مجموعتين: أولئك الذين دافعوا عنها ، وأولئك الذين أرادوا مواصلة الانتهاك.
وقد نشب شجار كبير بين الطرفين.
وبعد أن انتهت الـ 6 ساعات تحركت مارينا من مكانها بدون اتخاذ أي رد فعل عدواني تجاه المتجمهرون وبمجرد أن بدأت بالتحرك همّ المتجمهرون بالفرار، هذة التجربة أثبتت لمارينا ان البشر الذين نتعامل معهم يوميًا مهما اختلف عرقهم وسنهم قادرون على ارتكاب أفعال شنيعة في حال أُتيحت الفرصة ،بطريقة أو بأخرى, كشفت هذه التجربة أن الجانب الخفي من النفس البشرية عندما تكون الحدود غير موجودة على المستوى الاجتماعي. ما حدث يقودنا إلى التفكير في الحرية والمسؤولية والسلطة والاحترام. إلى أي مدى نسمح لأنفسنا بأن نحملها رغباتنا ومصالحنا الشخصية؟ ماذا يمكننا أن نفعل عندما نشعر بالثقة وبدون أي قيود
وهذا ما يجبرنا على أن نقر دومًا بأن السلطة بحاجة إلى القوة و أن الحرية لايُمكن أن تمنح بصورة مُطلقة دون رادع أو قانون أو نظام، لاحظوا كميّة الحُزن على وجه مارينا لتعلم أن بيننا وحوش في صورة بشر لايمنعهم إلا الخوف من العقوبة وبالتالي تكثر الجريمة وفي علم الجريمة هناك نظرية تسمى بـ نظرية الفرصة: ترى هذه النظرية أن زيادة معدلات الجريمة ترجع إلى التغير الاجتماعي في حياة الناس، وتفترض هذه النظرية توافر ٣ عناصر إذا اجتمعت في المكان والزمان حدثت الجريمة.
١– وجود الهدف المناسب.
٢– وجود المجرم.
٣– غياب الحارس