غير مصنف

دجاج كنتاكي الذي غزى العالم .. هل تعرف قصته؟

 

إليكم قصة الكولونيل ساندر الشيف الذي أطلق علا دجاج كنتاكي الشهيرة حول العالم 

فبلحيته البيضاء ووجهه البشوش الضاحك ولباسه الريفي المميز، اطلق إلينا الكولونيل ساندرز، علامة و إمبراطورية مميزة عُرِفت دجاج كنتاكي المقرمش . (KFC)      

والتي انتشرت سلسلته  في العالم كإنتشار النار في الهشيم و بشكل واسع و كبير .. أسسها الكولونيل هارلاند ساندرز الذي ولد  ١٨٩٠م  وقد  أصبحت سلسلة مطاعمه ( كنتاكي )من أضخم المطاعم حول العالم.

 

حياة هارلاند ساندرز

على الرغم من ص مصاعب الحياة و التحديات التي ظلت تلاحق   هارلاند ساندرز منذ وفاة والده الا أنه أصر و أكمل دراسة الثانوية ، وقد كان خبير في الأعمال المنزلية وأعمال الطبخ ، لأنه تحمل مسؤولية عائلته في سن صغيرة ،

 إلتحق هارلاند بالجامعة ، وقد كان دائماً ممتن من حياته التي جعلت منه شاب متزن الفكر ومنفتح العقل وواسع الإدراك ، كما أن المسؤولية التي أجُبر عليها غرست فيه صفات محمودة كثيرة .  

وعلى الرغم من دراسته و مسؤوليات الحياة  الذي يواجها  قرر هارلاند البحث عن أي فرص عمل متاحة ،  فقرر  العمل في خدمة السيارات و المزارع و الإطفاء و الجيش و بعد تخرجه من الجامعة عمل في إحدى الشركات محامياً و بعدها اشترى محطة لخدمة السيارات في مدينته ، قرر هارلاند أن  يعيش  حياة بسيطة و متواضعة فهو لم يكن يدرك او يعلم مستقبله الآت ، وما يخبأه له العالم من هدايا وثروة كبيرة  .

كيف انطلقت فكرة سلسلة مطاعم كنتاكي؟ 

 

في عام ١٩٣٠م كان هارلاند ساندرز  يبلغ من العمر أربعون عاماً   ، قدم إليه أحد أصحابه و والذي كان يتذمر من سوء و  جودة الطبخ في المطاعم الموجودة بمدينة كنتاكي، و منها انبثقت فكرة لهارلاند ساندرزالذي كان يعمل في محطة وقود في كوربين في مدينة كنتاكي  بإنشاء مطعم نظراً لخبرته القديمة في الطبخ ،  وأرارد هارلاند أن يحقق هدفين مرة واحدة ، فهو  سيقدم الطعام اللذيذ لسكان مدينته . وكذلك   سيطهو الطعام للمسافرين الجائعين الذين يمرون من محطة الوقود لتعبئة سياراتهم.

 في تلك الفترة كان هارلاند ساندرز لا يملك مطعماً خاصاً له و إنما حول إحدى الغرف الموجودة في المحطة التي يعمل فيها إلى مطبخ لبيع الدجاج المقلي و البطاطس و الخضار  .. و منها ابتكر هارلاند ساندرز بما يسمى ببديل الوجبات المنزليةحيث كان هارلاند ساندرز يبيع وجبات كاملة للعوائل التي لا تستطيع إعداد الطعام في المنزل أو بمعنى آخر لا تمتلك وقتاً كافياً لإعداد الطعام في المنزل و أطلق عليها هارلاند ساندرز بوجبة عشاء يوم الأحد على مدار أسبوع ” … بعد فترة من الزمن أغلق هارلاند ساندرز محطة الوقود و قام بتحويلها إلى مطعم تحت مسمىكافي ساندرز.

حققت محطة ساندرز ربحاً كبيراً أعلى مما تخيل، لدرجة أنه بدأ في الترويج لها لجذب المسافرين الذين يفضلون الوجبات المنزلية.

ونمى المطعم يوماً بعد يوم، وارتفع الطلب على وجبات ساندرز للغاية، ولا سيما الدجاج الذي لا يضاهى.  

وبلغت شهرة ساندرز أن منحه حاكم ولاية كنتاكيروبي لافونلقب كولونيل الشرفي اعترافاً بخدماته للمجتمع وتقديراً لعمله الحر وذلك في ١٩٣٥.

  وتوالت الإنجازات ولازال مطعم هارلاند ساندرز في رواجاً مستمر ، وذاع صوته في المدينة وأصبح الجميع يتهافت اليه ، و خلال أربع سنوات تم إدراج مطعمه في كتاب دنكان هاينزمغامرات الذوّاقة “.. حيث لاحظ هارلاند ساندرز توافد الناس إليه بكثرة لتناول طعامه،  فقرر الإنتقال إلى الجهة المقابلة من الشارع لزيادة توافد و إقبال الزبائن له

ملاحقات المخربين تلاحق هارلاند

أن نجاح محطة ساندرز وحصوله على لقب كولونيل أثار حنق وغيرة المنافسين من حوله وبالأخص مات ستيوارت وهو مالك محطةستاندرد أويلالقريبة.

وقرر الأخير يوماً أن  يخرب لوحة إعلانات محطة هارلاند على الطريق السريع  ، على ما يبدو أن ستيوارت يود  إبعاد الزبائن عن محطة ساندرز، إلى إلحاق الضرر بتجارة الكولونيل المستقبلية.

لكن ساندرز لم يسكت على هذا وهدد ستيورات بتحطيم رأسه

مع ذلك لم يرتدع المنافس الحانق، حيث أمسكه الكولونيل مرة أخرى متلبساً وهو يخرب الإعلانات الطرقية الخاصة بمحطة ساندرز وتلا ذلك تبادل إطلاق النار.

وجراء ذلك، أصيب روبرت جيسون، وهو أحد العاملين بمحطة ساندرز وتوفي، وأُدين  ستيوارت بتهمة قتل روبرت جيسون وعوقب بالسجن لـ 18 عاماً.

أما ساندرز، فقد سقطت عنه كل التهم بعد إلقاء القبض عليه.

ومع عدم وجود منافسة أخرى في المدينة، استغل ساندرز هذا الفراغ، فازدهرت تجارته أكثر وأكثر.

لكن شهدت أمريكا في الخمسينيات عدداً لا يحصى من التغيرات، إذ إن طفرة ما بعد الحرب العالمية الثانية تبعتها أيضاً طفرة في البنية التحتية، والتي تمثلت في زيادة بناء الطرق السريعة

ولسوء حظ هارلاند  مرَّ أحد هذه الطرق عبر منطقه مطعمه ،  وغيّر وجهة المرور ليبعدها عنه حوالي سبعة أميال، مما قلل بشكل واضح زبائن ساندرز الذين كانوا من المسافرين في معظمهم.

قرر ساندرز بعد ذلك بيع مطعمه، ليبدأ تجارة أكثر توسعاً لا سيما أنه أصبح يتقن قلي الدجاج بالضغط، داخل موقِد ضاغط، وهو ما كان اختراعاً جديداً في هذا الوقت، ناهيك عن الأعشاب والتوابل الـ11 التي كانت أبرز ما تميز به دجاج كنتاكي آنذاك.

كما كانت طريقة الطهي بالضغط مثالية للعمل المتنقل، لأنها لم تطهُ الطعام بسرعة وحسب، بل كانت أيضاً تكفل الحفاظ عليه طازجاً

عرض ساندرز طريقته على أصحاب مطاعم آخرين وشاركهم في ترخيصات سلاسل مطاعم صغيرة.

وشجعت هذه الطريقة ساندرز البالغ من العمر 66 عاماً آنذاك، ليقرر الانطلاق في رحلته التسويقية للدجاج.

عمل هارلاند ساندرز بجهد لتسويق شخصيته في هذا الوقت، فارتدى زي مزارع جنوبي، معبراً بطرق شتى عن الرمزية الكبيرة للجنوب الأمريكي، التي تمثلت في بدلات من القطن الأبيض وربطات عنق رفيعة. ولم يُشارك الكولونيل وصفته السرية بكل تأكيد مع أي شخص، حتى لا يتمكن أحد من الحصول على الوصفة نفسها وبيعها للمنافسين. وبدلاً من ذلك، اضطلع هو وزوجته وكلوديا بمهمة تعبئة الأعشاب والتوابل الشهيرة وشحنها لسلاسل أخرى بأنفسهم.

في عام ١٩٥٥م كرس الكولونيل نفسه لكي يتطور عمله و بعد أقل من عشرة سنوات أصبح لديه أكثر من ٦٠٠ منفذ لبيع  دجاج كنتاكي في الولايات المتحدة و كندا و ٤٠٠ منفذ آخر في دول أجنبية .   

معنى شعار كنتاكي

وقد اشتهر شعاره بوجود صورة رجل كبير  وهو هارلاند ساندرز الذي أسس سلسلة مطاعم كنتاكي والتي سنيت نسبة للولاية 

التي بدأت منها .

حافظ مؤسس كنتاكي على العلامة التجارية وحرص جيداً على أن تبقى إرثاً رمزياً مميزاً ، وقد كان اسمه مرتبط بالدجاج الخاص به ،فهو يمشي على خط معين من الجودة لا يقبل أن تقل عن ما هو مخطط ،حتى إنه عُرف برفض منح الاسم التجاري إلى شركاء محتملين إذا اعتقد أنَّ ملابسهم غير لائقة

باع هارلاند ساندرز السلسلة في نهاية المطاف مقابل مليوني دولار فقط في عام 1964، وهو مبلغ مخيب للآمال نوعاً ما.

الا إن الهالة الشعبية للكولونيل هارلاند ساندرز ولحيته الأيقونية أصبحت بلا شك أشهر من الدجاج نفسه.

وعندما اشترت شركة هوبلن سلسلة كنتاكي، رفع ضدها قضايا في عام 1974 لتشويه سمعته وعدم التزامها بمعاييره الرفيعة..

توفى هارلاند ساندرز عام ١٩٨٠م عن عمر ناهز تسعون عاماً وما زالت مطاعم كنتاكي تواصل انتشارها حول العالم حيث بلغ عددها احدى عشر ألف فرع حول العالم،  ولا يزال إرثه واستراتيجيته التسويقية باقيتين إلى اليوم بكل تأكيد.

أما بالنسبة لتلك الأعشاب والتوابل الـ11، فلا يعلم أحد بشكل مؤكد ماهيتها المحددة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى