في اليوم العالمي لسرطان الأطفال : ٤٠٠ طفل يصابون سنوياً
15 فبراير هو اليوم العالمي لسرطان الأطفال حيث تم تحديد هذا اليوم عالميًا بهدف أن تكون حملة تعاونية لزيادة الوعي بسرطان الأطفال، وللتعبير عن الدعم للأطفال والمراهقين المصابين بالسرطان، والناجين، وأسرهم.
ويعتبر مرض السرطان أكبر المشكلات الصحية التي تواجه العالم، كما يعتبر أهم أسباب الوفاة على الصعيد العالمي، تشير الإحصائيات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية أن في كل عام يتم تشخيص أكثر من 400 ألف من الأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 20 عامًا بالسرطان. ويعتمد معدل البقاء على قيد الحياة على المنطقة، مع بقاء 80٪ في معظم البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكن تصل النسبة إلى 20٪ فقط في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
إن أحد أهم الأسباب لتقل فرص الشفاء في هذه الدول هو كونها تعتمد على استيراد الأدوية من بلدان أخرى بدلًا من تصنيعها، ويحتاج هذا الإستيراد الدوائي لتكلفة مرتفعة وإمكانية تأمينه بشكل مستمر أي تجديده سنويًا.
كما تعتمد أيضًا على تأمين مراكز صحية معينة توزع عليها هذه الأدوية بتكاليف بسيطة أو حتى مجانية في بعض الدول، ويؤثر هذا بشكل سلبي على اقتصادهم لذا قد يضطرون للتوقف عن ذلك.
ومن الأسباب الأخرى هي ضعف الخبرات الطبية في مجال العلاج السرطاني، ما يسبب تأخيرًا أو خطأً في التشخيص، وكذلك ضعف إمكانيات المنشآت الطبية في تأمين بيئة صحية وأجهزة وأدوية علاجية لمرضى السرطان، والتي تحتاج تكاليف باهظة.
الهدف المنشود من مبادرة منظمة الصحة العالمية لمكافحة سرطان الأطفال هو القضاء على جميع آلام ومعاناة الأطفال الذين يكافحون السرطان، وتحقيق 60٪ على الأقل من البقاء على قيد الحياة لجميع الأطفال المصابين بالسرطان في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030م. ويمثل هذا تضاعفًا تقريبيًّا لمعدل الشفاء الحالي، وسينقذ حياة مليون طفل إضافي خلال العقد القادم.
أيضًا تهدف المنظمة إلى التوعية بالحقوق الأساسية لجميع الأطفال المصابين بالسرطان، والتي تشمل: الحق في التشخيص المبكر والسليم، الحق في الحصول على الأدوية الأساسية المنقذة للحياة، الحق في العلاج الطبي المناسب والجيد، والحق في متابعة الرعاية والخدمات وفرص العيش المستدامة للناجين.
تتركز جهود الباحثين والاختصاصيين على محاولة التوصل للعوامل والمسببات التي تقبع خلف إصابة فئة من الأطفال دون غيرهم بالسرطان؛ لتخفيف الأعباء النفسية والجسدية الملقاة على المرضى وذويهم على حدٍ سواء.
ولا يزال سبب سرطان الأطفال حتى يومنا الحالي مجهولًا، وتعزى فقط نسبة 5% للعوامل الوراثية أي الطفرات المنقولة من الآباء للأبناء، يحدث مرض السرطان في أي من أجزاء الجسم ويتسبب بانتشار غير طبيعي للخلايا التي تغزو الأنسجة السليمة المحيطة به، ويشير الاختصاصيون إلى أن خللًا جينيًا يصيب بعض الخلايا مسببًا نموها بمعدل غير طبيعي مما يستدعي ضرورة التدخل حال ملاحظة الأعراض واختيار العلاج الأفضل لما يراه الاختصاصي مناسبًا للحالة.
أما أنواعه الشائعة فقد وجدت الدراسات حول العالم أن أكثر أنواع السرطانات شيوعاً هي: ابيضاض الدم، سرطانات الدماغ والنخاع الشوكي وباقي أجزاء الجهاز العصبي المركزي، الأورام اللمفاوية، الورم الأرومي الشبكي، الساركوما العضلية المخططة، سرطان الكلى، والسرطانات العظمية منها ساركوما إيوينغ.
يتم الاهتمام بسرطان الأطفال أكثر من باقي الأعمار لأن الآثار الجانبية السلبية الجسدية والنفسية تكون ذات تأثير أكبر على أجسام الأطفال التي تكون في مرحلة النمو والنضج، وذات تأثير مديد أيضًا حتى بعد الشفاء. إضافة لاختلاف الاستجابة للعلاج والدواء لدى الأطفال عن البالغين المصابين.
وترى المنظمة أنه بالإمكان الوقاية من نحو 40% من حالات السرطان وذلك عبر توفير بيئة صحية خالية من الدخان للأطفال، أن يكون نشطًا حركيًا، يأكل طعامًا متوازنًا صحيًا يحتوي على سعرات حرارية منخفضة، تجنب السمنة بدأ من مرحلة الطفولة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
لا تزال الكثير من علاجات سرطان الأطفال تخضع للبحث والتطوير لعل أحدها ينجح في التخفيف عن الأطفال المصابين، خصوصًا ذوي الحالات الصعبة ممن يتعذر علاجهم بواسطة الطرق المتاحة حتى الآن، وإلى أن يطلع فجر اليوم الذي سيشهد القضاء على كل أنواع السرطان عامة وسرطانات الأطفال خاصة، لابد أن يحاط الأطفال وأسرهم بالرعاية والدعم اللازمين لتخطي حالة المرض القاتمة التي تخيم في نفوس العوائل إذا ما حل السرطان ضيفًا ثقيلًا في بيوتهم.