غير مصنف

لماذا يعشق البعض رائحة البنزين والكتب والمطر؟

 

هل سبق لك وتسائلت لماذا يعشق الناس بعض الروائح المميزة ؟ كرائحة  السجائر أو الكتب الجديدة وأحيانا رائحة التراب المختلط بالمطر؟ وفقاً لإحدى الدراسات الأمريكية، فإن شخص من كل ثلاث أشخاص يحب رائحة البنزين،  كما أن الخلايا المسؤولة عن الشم، التي تصل لـ12 مليون خلية في أنف الإنسان هي المسؤولة عن كل تلك الروائح التي تنجذب إليها، والأخرى التي تنفر منها؛ لذا يستمتع الناس  بشم روائح غريبة خاصة البنزين

حسب الدراسات هنالك  تفسيران مختلفان لهذه الظاهرة من وجهة نظر علمية.

في  تقرير نشرته صحيفةالكونفدنسيال” (Elconfidencial) الإسبانية، يقول الكاتب أوسكار رودريغيز إن رائحة البنزين تُزعج كثيرا من الناس، لكن آخرين يستمتعون بتلك الرائحة عند ملء خزان السيارة، رغم أنها مادة كيميائية بحتة.

حيث يُستخرج البنزين من البترول عن طريق التقطير، وهو خليط كيميائي يتألف من عدة مكونات؛ مثل مواد التشحيم ومزيلات الجليد والمواد المضادة للصدأ، والهيدروكربوناتمثل البيوتان والبنتان والإيزوبنتان وإيثيل البنزين والتولوين والزيلينوالمكون الرئيسي للبنزين هو البنزول.ويُستخدم البنزول لزيادة مستويات الأوكتان في البنزين، مما يحسن أداء المحرك وكفاءة الوقود، ورائحته هي السبب الذي قد يُفسّر انجذاب البعض إلى رائحة البنزين.

ورغم تبخره السريع، فإن البنزول له رائحة قوية ومميزة. وخلال القرنين 19 والعشرين، تم استخدامه في مستحضرات ما بعد الحلاقة والمواد الهلامية الخاصة بالنظافة الشخصية، لمنحها رائحة عطرة، كما تم استخدامه لنزع الكافيين من القهوة.ولاحقا، توقفت هذه الاستخدامات بعد أن اكتشف العلماء أن البنزول يتحوّل إلى مادة مسرطنة إذا استنشق بتركيز عالٍ.


فإن هناك تفسيرين علميين لسبب إعجاب بعض الناس برائحة البنزين؛ السبب الأول يتعلق بالجانب النفسي والذكريات الراسخة في أذهاننا من التجارب السابقة، إذ إن شم رائحة البنزين يولد استجابة عاطفية لاشعورية تحفز استعادة ذكريات الماضي ، كما أن رائحة البنزين تعزز الذكريات الجميلة أشارت هذه النظرية إلى أن استنشاق الأنف لرائحة مألوفة يساعد على استرجاع الذكريات بقوة، وتسمى هذه الظاهرة بظاهرة بروست، وهي نسبة إلى المؤلف الفرنسي مارسيل بروست والذي وصف بدقة ذكرى قوية لطفولته يسترجعها بمجرد شمه لرائحة البسكويت المغموس في الشاي
وفي الحقيقة، الروائح القوية تجعل أدمغتنا تستعيد الكثير من الذكريات وخصوصًا العاطفية منها، لذا عند الحديث عن البنزين فربما يكون لدينا ذكريات قوية مرتبطة برائحة البنزين مثل المخيمات الصيفية، والرحلات البرية مع العائلة وغيرها.

أما السبب الثاني، فهو كيميائي بحت، إذ يؤثر البنزين على أجسامنا لأنه يعمل مخدرا ومثبطا للجهاز العصبي، ويسبب بالتالي شعورا طفيفا بالنشوة ، فللبنزين تأثير على المسار الدوباميني في الدماغ ، حيث يؤثر  للبنزين على المستقبلات العصبية التي تكتشف الرائحة، فالبنزين والهيدروكربونات عند استنشاقها تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، وهو ما يؤدي إلى شعور مؤقت بالبهجة، ودفعة من الدوبامين التي تعطي شعور بالرضا والسعادة


ومن جانب الآخر ، ويقول الأطباء النفسيون أن هذا النوع من الأدمان يدعى بـإدمان الشم، ويحدث بسبب المركب الكيميائي (حلقة البنزين) المتواجد في البنزين، فعندما يصل هذا المركب الكيميائي إلى الدماغ فإنه يعطي إحساس بالدوار وقلّة التركيز بما يشبه الإحساس الناجم عن تناول المخدرات.

وفي حال استنشاق البنزين لفترة طويلة قصدًا فإنه يكون خطيرًا، حيث أن بعض الأشخاص يصل معهم إدمان رائحة البنزين إلى تعمد استنشاق الأبخرة الخارجة منه أو استنشاق قطعة قماشية منغمسة به، وهو مما يجعل هذا الشخص عرضة لتطور بعض أنواع السرطان في الدم.

ووجد الأطباء النفسيون أن مدمن شم البنزين تظهر عليه آثار الانسحاب في حال توقف عن شمه، حيث يشعر المدمن بالقلق والتوتر ويصبح سريع الغضب، مما يدفعه الى شم المزيد لتفادي حالة عدم الاستقرار التي وصل لها، مع ملاحظة أن أعراض الانسحاب لا تشمل أعراض جسدية، لذا غالباً لا يتنبه عائلة المدمن إلى المشكلة الحقيقية لديه.

وأما رائحة المطر ..


هل تخيّلت يوماً ما أنّ السبب في هذه الرائحة المميزة هو نوع من البكتيريا الخيطية، تسمىأكتينوميستيس– Actinomycetes”، وتنتشر في تربة الكرة الأرضية بالظروف الرطبة، ويحملها الهواء الرطب إلينا كي نتنفسها، وهي بكتيريا شائعة في كل أنحاء العالم.

ومن جانب آخر ويرجع السبب أيضاً في هذه الرائحة إلى ما يعرف بـحموضة المطر، التي يسببها تفاعل المواد الكيميائية الموجودة في الغلاف الجوي، وهي عملية معقدة إلى حد ما. أمّا السبب الثالث فهو نتيجة تفاعل مياه الأمطار مع الزيوت المتطايرة من الأشجار والنباتات الموجودة في البيئة، ونظراً لحب البعض لهذه الرائحة فقد تمت تعبئتها في زجاجات عطرية.

ويُرجع العلماء السبب في ذلك أيضاً إلى تطور الأنف البشري، الذي أصبح أكثر حساسية لمركبجيوسمين، المسؤول عن هذه الرائحة.


ومن جانب آخر ، فقد جاء ترتيب رائحة الكتب رقم 31 من ضمن قائمة أغرب 50 رائحة يحبها الإنسان، حسب موقعميل أون لاين“. ويرجع تفسير حب البعض لهذه الرائحة نتيجة التفاعلات الكيميائية للمركبات الموجودة في تصنيع الورق، الذي يصنع من السليلوز وقليل من الكحوليات العطرية، أمّا في الكتب القديمة فإن عمليةالتحلل الحمضيالناتجة عن المركبات المتطايرة من الأوراق، لها الفضل في ذلك، كما أن رائحة الحبر والمواد اللاصقة عاملان آخران لتفسير هذا الانجذاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى