المرأة البلجيكية التي أختارت الموت الرحيم بعد ما قتلت أطفالها الخمسة
كتبت | إسراء الربخية
حياة جنفياف ليرميت و قصتها:-
جنفياف ليرميت إمرأة بلجيكية ، قامت بقتل أطفالها الخمسة الصغار وأنهت حياتهم بسهولة ، وكانت تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة إلى أربعة عشر أعوام وذلك في بلدة نيفال البلجيكية في الثامن و العشرين من فبراير في عام ٢٠٠٧م ، حيث اعتدت الأم على حياة أطفالهم البريئة في فترة غياب والدهم .. وحاولت بعد ذلك الى إنهاء حياتها و لكنها محاولتها بائت بالفشل ، فتطرقت إلى إستعمال خدمة الطوارئ لطلب المساعدة في ذلك ..
” جنفياف ليرميت ” البالغة من العمر ستة و خمسون عاماً نالت حكماً مؤبداً في السجن في عام ٢٠٠٨م ، قبل نقلها إلى المستشفى النفسي في عام ٢٠١٩م.
عند التفكير في هذه الجريمة البشعة يتراود في عقلك اسئلة منطقية ، كيف وأين ومتى ؟ وبأي قلب تمكنت هذه الأم من قتل أطفالها ؟ فالأم هي مصدر الحنان و الحب فكيف طاوعها قلبها ؟
قانون بلجيكا والموت الرحيم
أن القانون البلجيكي يسمح للأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية التي لا تحتمل آلامها ومعاناتها ، وخصوصاً أولئك الذين ليس لهم أمل في الشفاء منها وذلك إلى التطرق في إختيار ” القتل الرحيم “.
والموت الرحيم هي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية، وتعني باختصار إنهاء حياة الإنسان عن قصد، قد يحدث ذلك عن طريق حقن الطبيب المريض بعقار مميت بهدف تخفيف ألمه ومعاناته، إذا كان مصاباً بمرض لا يرجى شفاؤه ويعاني باستمرار ولا يوجد ما يخفف هذه المعاناة، وإذا استمر المريض في طلب ذلك من الطبيب، ويسمى في تلك الحالة الموت الرحيم، أو قد يزود الطبيب المريض بالأدوية التي تساعده على الانتحار، وتعرف تلك الحالة بالمساعد على الانتحار، و على الأشخاص الذين يختارون ” القتل الرحيم ” أن يكونوا مدركين بقراراتهم التي إتخذوها و أيضاً قادرين على التعبير بشكل منطقي.
ماذا يقول المحامي و الطبيبة النفسية لــ ” جنفياف ليرميت “:-
قال محامي ” جنفياف ليرميت ” إنها قامت بإتباع الإجراءات الخاصة و كذلك تطرقت إلى إتخاذ آراء طبية مختلفة .. و في إحدى القنوات البلجيكية قالت الطبيبة النفسية ” إيميلي ماروات ” أن ” جنفياف ليرميت” إختارت أن تموت في الثامن و العشرون من فبراير و ذلك إحتراماً لأطفالها التي إعتدت على حياتهم و حيث أضيفت الطبيبة ” إيميلي ماروات ” في حديثها أنها ” ربما ذلك بالنسبة لها إنهاءً لما بدأته ، لأنها في الأساس أرادت إنها حياتها عندما قامت بقتلهم ” .
كيف تعامل الشارع البلجيكي مع جريمة قتب جينياف لأطفالها :
أثارت جريمة قتل الأم لأطفالها و ما تبعها من محاكم كثيرة صدمة كبيرة في الشارع بلجيكا .. حيث قال محاكمو ” جنفياف ليرميت” أنها كانت تعاني من إضطراب عقلي شديد و لابد من إرسالها إلى السجن و لكن لجنة المحلفين كانت لها رأي آخر ، حيث وجدتها مذنبة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد في تنفيذه وتم تم الحكم عليها بالسجن مدى الحياة.
ومن جانبها تقدمت ” جنفياف ليرميت ” بدعوة قضائية في عام ٢٠١٠م لمطالبتها بتعويض مبلغ مالي قدره ثلاثة ملايين يورو من طبيبها النفسي السابق.. و ذلك نتيجة تقاسعه وإهماله في إدارة شؤونها النفسية فكان سبباً في فشل منع حدوث القتل ،، و
القتل الرحيم في بلجيكا:-
سجلت بلجيكا في عام ٢٠٢٢م نحو ٢٩٦٦ شخص أنتهت حياتهم بواسطة ” القتل الرحيم ” و وقد إرتفعت النسبه لتبلغ عشرة بالمئة مقارنة مع عام ٢٠٢١م.
كما يعتبر مرض السرطان من الأمراض الشائعة التي يطلب فيها المريض التطرق إلى ” القتل الرحيم ” .. حيث أشار مسؤولين أن ما يقارب ثلاثة من أصل أربعة أشخاص طلبات تقدم بها المرضى كانوا يعانوا من أنواع عدة من الأمراض النفسية و الجسدية .. حيث سمحت بلجيكا منذ عام ٢٠١٤م بتقديم مساعدة للأطفال للموت اذا كانوا يعانون هؤلاء الأطفال من أمراض مزمنة أو أمراض ذات ألم كثير وبالمقابل موافقة أهاليهم في ذلك.
آراء مؤيدو الموت الرحيم
يعتمد المؤيدون للموت الرحيم في قرارهم هذا على الأفكار التالية:
يعد للمريض حرية في اتخاذ القرارات المتعلقة به وبصحته، بما فيها حق قرار إنهاء حياته.
يشعر المرضى وحدهم بالألم والآثار الجسدية للمرض، وبقاؤهم على قيد الحياة يؤثر سلبياً على نوعية حياتهم.
يعد الموت بكرامة من حق الإنسان.
تجعل مشاهدة المرضى يموتون ببطء ويعانون بشكل يومي دون وجود أمل لتحسنهم البعض يعتقد بأهمية السماح لهم بالموت ومساعدتهم على ذلك، خصوصاً إذا كانت تربطهم علاقة.
الموت الرحيم هو تصرف إنساني يهدف إلى تخفيف المعاناة.
يؤدي هذا الموت إلى توجيه الموارد الطبية مثل المعدات الطبية، وأسرة المستشفيات، والطاقم الطبي إلى الأشخاص المحتاجون لها، والذين من الممكن أن يستفيدوا منها فعلاً بدلاً من استنزافها على آخرين لا أمل من شفائهم.