آراءالرئيسية

وهم الفرص الذهبية لجيل ما بعد الألفية

مقال – موزة الشعيلي

في العام الحالي نعيش في هذا الكوكب مع كائن آخر، على حسب الأجيال السابقة فإن هذا الكائن يدعى “جيل زد” والذي تسارع الكثيرين للبحث عنه وكتابة المقالات وعمل الدراسات المختلفة والمقابلات العديدة، فقط ليعرفوا أكثر عن هذا الكائن أو الجيل وماهي أفضل السبل للتعامل معه بنظرهم في الجانب العلمي والعملي أما جيل ما بعد الألفية أو “جيل زد” يُعنى بالأفراد الذين ولدوا بين عامي 1997 و 2012, وعاصرو عدة أمور قد أثرت في طبيعتهم ومشاعرهم وكذلك في نظرتهم للحياة.

من الأمور المؤكدة والتي عاصرها أبناء هذا الجيل هي الانتقال التكنلوجي والمعرفي ومعطياتها، حيث أن هذا التقدم قد نشأ معهم منذ الصغر ومنحهم قابلية أسرع لفهمها من أي جيل سابق، وهيئهم هذا التقدم لمعرفة آفاق أوسع في مجالات عديدة ومن ضمنها الإبداع الرقمي والتكنلوجي وهو ما يجعلهم قيمة كبرى في أي مؤسسة.

من جانب آخر يرى بعض الباحثين أن هذا الجيل قد نشأ في عصر مليئ بالتوتر والقلق والاكتئاب بسبب أمور عديدة من بينها المقارنة الواضحة بين الأقران، والقبول من المجتمع وبناء الاسرة والدخل وغيرها من الأمور التي تؤثر إلى الآن عليهم، وقد يكون أكبر عامل هو “جانحة كورونا” حيث أن التعقيد قد زاد وذلك يأتي بسبب الحجر الصحي ومنعهم من أي تفاعل خارجي وأفقدهم القدرة على الإحساس بالواقع وأفقدهم كذلك الذكاء العاطفي والتواصل الصحيح وصب التركيز على الجانب الترفيهي من الانترنت حيث إنتشرت تطبيقات عديدة لترفه عنهم وفي نفس الوقت تشغلهم عن أية مسؤوليات أخرى.

ذكرت مجلة “فوربس” بأن 89% من جيل زد لا يتردد في أن يترك وظيفة لا تضمن له مستقبلا واضحا أو لا تقدر قدراته، ويقول أستاذ السلوك التنظيمي بجامعة لندن (مارتن كيلدوف): “إنهم يتحلون بالصراحة، ويفكرون بشكل مرتفع ويعلمونك بما يفكرون فيه دون خجل أو موارية”، وغيرها من المقالات التي تؤكد بأن هذا الجيل على حسب الأجيال الآخرى هو تحدٍ لهم.

ويرى أبناء الأجيال السابقة أن الجيل زد يعاني من مشكلتين أساسيتين في سوق العمل، أولهما عدم إغتنام الفرص المتاحة لهم في الانترنت من شهادات تدريبية ومحاضرات عن بعد وكذلك قدرتهم على التواصل مع أي شخص ذا معرفة وعمل مشروع خاص له، والمشكلة الأخرى تتمثل في عدم رؤية الواقع بطريقة صحيحة مما يؤدي الى نفورهم من العمل وعدم صبرهم في بيئة العمل.

وهنا يأتي جانب هذا الجيل ليبرر الظلم الذي أطاح به، فإن التوتر والقلق والإكتئاب قد أثر في شعوره وفي إتخاذه لأي قرار مصيري، ولكن من جانب آخر فقد جعله يقدر قيمة نفسه وعلمه، حيث أن أبناء هذا الجيل وحسب صحيفة “سكاي نيوز العربية” في دراسة بعنوان (جيل ما بعد الألفية أكثر طموجا وسعيا للنجاح): “44% من أبناء هذا الجيل عموما يهتمون بالنجاح وتحقيق الإنجازات، فيما كانت النسبة منخفضة عن ذلك لدى أبناء الأجيال الأخرى”.

وفيما يرر أفراد الاجيال السابقة فإن هذا الجيل يثمن قدراته العلمية والعملية ويرفض أن يعمل في أي مؤسسة تقلل من قدراته والتي اكتسبها، وكذلك يرفض أن تتم معاملته على أنه اقل شأنا من أي جيل آخر فتراه يتصف بالصراحة مع مديره في حقوقه، وفي جانب آخر فإن هذا الجيل يرى آن كل تلك الفرص الذهبية للتعلم والحصول على شهادات كله تندرج تحت مسمى وهم الفرص، لأنه وفي الواقع ومع المشاكل الاقتصادية وقلة الوظائف وزيادة البطالة، فإن تلك الفرص في التعلم تظل وهما حتى يتم إيجاد وظيفة، وهذه المشكلة فقط ظهرت لدى هذا الجيل على عكس الأجيال السابقة، والذين لم يهتموا بتعدد مهاراتهم لكسب وظيفة محترمة، ومن هنا ينبع الإختلاف بين الأجيال وهي الفرص.

كل جيل يأتي ومعه مشاكله وفرصه وعليه أن يتأقلم مع الظروف المحيطة به والظروف التي يعاني منها العالم، وعلى جيل زد أن يتكيف مع حقيقة ان العالم قد يكون ظالما وعليه بالصبر والمحاولة، كما على الأجيال السابقة فهم ان الحياة تغيرت عما في السابق وأن هذا الجيل يسعى بكل جهده ليفهم العالم وطبيعة العمل من منظور حقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى