أن تحقق أملاً من عدم هو إنجاز ، وان تبني حلماً من فراغ هو تفوق وطموح وأن ترسم خطوات لتبرهن للعالم بأن لايوجد في قاموس الطموح معنى لكلمة مستحيل هو فوزاً ساحق .
قصة اليوم تواكب الأحداث الرياضية التي يشهدها العالم والخليج العربي بصورة خاصة .
تبدأ القصة مع شابين بريطانيين من العاصمة لندن واللذان طالما حلموا بلعب كرة القدم بإحترافية على مستوى دولي ، فما كات منهم الا أن خطرت على عقلهم فكرة استطاعوا عن طريقها لتحقيق الحلم المرسوم .
أبطال القصة هم الملهمين بول واتسون ومات كونارد وذلك خلال متابعتها لمباراة الفريق الكرواتي والفريق الأنجليزي والتي كانت المؤهلة ليورو ٢٠٠٨.
ويشير بول ” كنا نشاهد المباراة عندما تجرع الفريق الأنجليزي خسارة مؤلمة من الفريق الكرواتي ولكن معلق المباراة وقتها أعطى لنا شرارة الإنطلاق حينما أشار بأن هنالك فرصة لتأهل انجلترا فقط في حال فوز فريق أندورا ضد روسيا ، وتابع بول قائلا :” تبادلنا النظرات أنا وصديقي مات ، فأندورا فريق يصنف من أسواء الفرق على مستوى البطولة ، فكيف ممكن أن يهزم الدب الروسي الشرس؟
وهكذل لمعت الفكرة في رأسهما وراحا يبحثان على صفحات الانترنت عن أسوأ فرق العالم، وبعد أن قطعوا المركز 150 في ترتيب الفيفا وجدا منتخبات من غرينلاند وغيرها حتى وصلا الى آخر الترتيب هو بلد بومباي في المحيط الهادئ الذي لم يربح أية مباراة بتاريخه و خسر آخر مباراة له بنتيجة ١٦ هدف مقابل هدف واحد أمام فريق غوام .
قرر الشابان الصديقان الإنضمام الفريق الأسواء واللعب معه و أجرى اتصالات مع المعنيين في الجزيرة لكن واجهتهما مشكلة ، حيث وَجب عليهم أن يسكنا في الجزيرة لمدة خمسة أعوام إذا ما أرادا اللعب ضمن المنتخب ، لكن الخبر المفرح ان المنتخب كان بحاجة الى مدرب.
وفي شهر يونيو من العام 2009، سافر بول ومات الى الجزيرة المجهولة في رحلة سفر استمرت 28 ساعة لتولي مهام تدريب الفريق المجهول وتولى بول مهام المدرب وكان مات المساعد.
وعند وصولهما أيقنا ان ما رأوه كان أسوأ مما توقعا وقال بول: “لقد لاحظنا انه لم يكن هناك منتخب من الأصل.”
ومن أول يوم والتحديات الحقيقية بدأت للمدربين الطموحين ، واستمرا لنحو 3 أو 4 أشهر لتحقيق تقدم ملموس ، ومن أكبر المشاكل التي واجهوها كانت نسبة البدانة في الجزيرة ، فهي تعتبر البلد الأول بالعالم من حيث البدانة، اذ ان 90% من السكان يعانون منها إضافة الى ان البلد الذي يبلغ عدد سكانه 000 36 نسمة لديه فقط ملعبَين بالكاد مؤهليَن للعب على ارضهما.
رسم بول ومات الخطوات الأولى لتنظيم الفريق ، في البداية شكلوا دوري من عدة فرق في الجزيرة ومن ثم اختارا اللاعبين الافضل لتمثيل وطنهم وكان حافزهم الاكبر هو هزم غريمهم التقليدي غوام ، الذي أشبعهم ١٦ هدف في شباكهم .
بعدها اضطُر مات وهو الرجل المساعد للمدرب للمغادرة لالتزامات في عمله في لندن، فقررت اللجنة الاولمبية في البلاد مساعدة بول وقدمت له غرفة في فندق ومن ثم وجد المنتخب وكيل رسمي لتلقي الدعم.
وها هي الخطوات الثانية لبول بدأت تتضح معالمها حيث أشار : “بمجرد ان اتخطى الشكوك في نفسي ، اصبح متحمس لما اقوم به، والذي ساعدني هو عدم وجود فرص عمل في الجزيرة وأغلبية السكان لم يسافروا الى اية مكان في العالم لذا هم متفرغين تفرغ كلياً للعمل معي ، ولذلك اراد الكل ان يكون جزء من الفريق ، و لقد كان اللاعبين الـ18 ملتزمين جدًا ويعطون كل ما لديهم من طاقة وكانوا يأتون الى النادي في 6 صباحًا“.
ونتيجة هذا العمل الشاق هو منتهب بومبي لأول مرة الى بطولة دولية في العام 2010 وفازوا على غوام بنتيجة 7-1 ليعودوا ويخسروا 3 مباريات.
لقد كان هذا الانتصار هو الاول للبلاد واعتُبر بمثابة انجاز وطني .
وبعد 18 شهرًا غادر بول الجزيرة تاركًا ذكريات ومغامرة جميلة وراءه وسلم المهام لمدرب جديد الذي هو القائد أيضًا في الفريق الان والذي يحرز تقدمًا يومًا بعد يوم.
وقال بول: “أفكر دائمًا بهم وأحترم كثيرًاما حققوه. لم يعودوا أسوأ فريق في العالم بعد الآن بل أكثر المستضعفين.” وكتب بول كتابًا تحت عنوان “بومباي ” يخبر فيه عن مغامرته الرائعة التي عاشها في تلك البلاد