غير مصنف

نجاة شخص وحيد بعد مضي ١٤ شهرا في المحيط

 

بتاريخ السابع عشر من شهر نوفمبر عام 2012 قصدَ صيادين وهم القبطان خوسية سلفادور الفارينغا و ازكورييل كوردوبا البحار المبتدئ القيام برحلة صيد بحري لمدة يومين في المحيط الهادي انطلاقًا من شواطئ المكسيك و بالتحديد من قرية كوستا ازول الصغيرة.

وكما هو معروف  إن المحيط الهادي اكبر محيط على سطح الكرة الأرضية   وهو مستحوذ على 13 مساحتها ، بينما المحيط الهادي فارغ كلياً وقد تجد فيه بعض من  الجزر المتوزعة كما أن  احتمالية إنقاذك إذا حدث أمر طارئ شبهة معدومة .

خطة الصيادين كانت بسيطة وواضحة من البداية ، وهدفهم عبارة عن رحلة لمدة يومين فأخذوا قاربهم الصغير وانطلقوا لمصيرهم المجهول ، ولم يتوقعوا أبداً أن تتحول رحلة اليومين الى كابوس ومعاناة مخيفة .

وانطلقوا بعدة بسيطة ومؤنة لمدة يومين  كما أن قاربهم كان بسيط نوعاً ما فهو بدون سقف ويصل طوله الى ٧ أمتار ، بالإضافة لم تكن توجد فيه كبينة قيادة ، بل أكتفوا بحافظة الصيد لوضع الأسماك فيها.

الغريب في الأمر أن السلطات قد أذاعت وجود عاصفة في المنطقة وحذرت من ركوب البحر ، ولكن يبدو أن وضع الصيادين كان مزرٍ وأصروا للخروج والبحث عن لقمة العيش .

وانطلقت الرحلة وبحلول الساعة ١ مساء وصلت العاصفة عند الصيادين البؤساء ، فبدأت الأمواج تتقاذفهم والرياح تلطمهم وبدأو يشعروا أن حياتهم باتت على المحك وأنها ساعاتهم الأخيرة

قرروا التخلص من عدة القارب لعلها تخفف من وزنه وبالتالي يبحرون أسرع ، والمرعب أن أمامهم ٦ ساعات أي ما يقارب ٢٤ كيلومتر للوصول الى الساحل ، ولسوء حظهم فقد واجهة القارب عطل في المحرك ، فلقي قابعاً في وسط المياة وبدأت الرياح تجرهم تارة بعد تارة ، فكيف الخلاص؟

وبالصدفة كان يوجد عند الصيادين  مذياع بسيط وبإستخدام التردد استطاعوا التحدث لخفر السواحل ، لتتوجه فرق الإنقاذ للبحث عنهم ومساعدتهم ، ولكن وبسبب سوء العاصفة فأن مذياعهم قد استهلك كذلك ولم يعد يعمل ، وبالتالي فُقِدت أشارتهم ولم تستطع خفر السواحل إيجادهم .

ومرت الأيام وما زالت الرياح تجر قاربهم البسيط بين الأمواج  ،وخلال خمس ايام بس أصبحوا على بعد ٤٥٠ كيلومتر عن الساحل ولم يكن حولهم حولهم شيء الا المحيط و قاربهم كان صغير جداً و شبه مستحيل أن يراهم أحد في   الأرض أو في  السماء.

ولسوء حظهم لم يكن يتوفر لديهم أي آداة لطلب المساعدة والنجدة الا أن غزيرة الحياة قادتهم للتأقلم مع الأوضاع الموجودة ، فبدوأ بإصطياد السمك بإمكانياتهم البسيطة ، وأكل الطيور نيئة وكذلك تجميع مياة الأمطار .

مرت الأشهر وأصبحت أربعة ولا يزال وضعهم على نفسه ، يأكلون النيئ حتى من السلاحف!

بدأ الصياد المبتدئ يفقد عقله من سوء الحال وأصبح يفكر في الإنتحار وساءت نفسيته لدرجة كبيرة ، ومع الأيام بدأ جسمه بالضعف فرفض الأكل والشرب  ، ففارق الحياة بعد مرض وعناء .

فخسر الفارغينا الشخص الوحيد الذي كان بجانبه، وأصبح وحيداً في قلب المحيط الهادي والذي يعتبر من أوحش البحار في العالم نظراً لعزلته .

دخل اليأس قلب الفارغينا الوحيد وبدأ يفكر ملياً بالإنتحار ولكنه خاف من الألم .

مرت ١١ شهرا والبحار الوحيد في قلب المحيط وقطع بقاربه المتهالك ٨ الاف كيلومتر وتقطعت ملابسه من الحرارة والرطوبة .

مضت بعدها ١٤ شهر وما لايزال وحيداً يحتمي بقطعة قماش من الشمس ، الا أن بصيص الأمل جا

فلاحظ وجود ثمار جوز هند طافية على المحيط ، كما أن الطيور تحلق بكثرة ، هنا أيقن أنه قريباً من أحد الجزر وماهي الا ساعات الا ومعالم الجزيرة قد بدأت بالظهور ، وحط بقاربه فيها ولجأ الى أقرب منزل ، ليتخاطب بعدها مع أول بشري بعد ١٤ شهر من العزلة ، وقد كانت الجزيرة هي جزيرة أبون أتول  وقد تعاون مع سكان الجزيرة لتأتي السلطات وتعيده الى بلاده .

قرر الفرينغا أن يكتب كتاب يحكي فيه قصته والأحداث التي  عاناها   ، ولكن عائلة الشاب الذي  كان برفقته  في القارب و مات     قرروا اتهامه  بقتل ابنهم والتخلص منه ، ولكن ادعاءاتهم بائت بالفشل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى