الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة
حصري لقبس || أن البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة ، هو أحد البرامج الأساسية للبرنامج الوطني للاقتصاد الوطني ، وتم تدشينه من قبل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في اكتوبر ٢٠٢٢ ، ويحتوي على أربعة محاور أساسية . المحور الأول هو الذكاء الاصطناعي والتنويع الاقتصادي وقد تم تحديد هذا المحور في رؤية عمان ٢٠٤٠ ومثال عليه النقل واللوجيستيات والزراعة والثروة السمكية والتعليم والسياحة والتجارة الالكترونية .
والمحور الثاني هو الذكاء الاصطناعي لقطاعات الخدمات الاساسية ، والمقصود بالخدمات الأساسية هي جميع الخدمات التي يحتاجها الأفراد الموجودين على أرض السلطنة سواء مواطن أو مقيم أو زائر ، كالتعليم والصحة والأمن والدفاع والاتصالات وتقنية المعلومات وادارة الأزمات .
والمحور الثالث يتمثل في الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات والشركات الناشئة الصغيرة والمتوسطة لرفع الكفاءة .
أما المحور الرابع فقد تمثل حول الرؤية التي محورها الإنسان ، فالذكاء الاصطناعي هو كطوفان مار وقد يواجهة الإنسان معه بعض التحديات فقد يسلب منه بعض الحقوق ، فكيف من الممكن أن يحمي نفسه في ظل وجود الذكاء الاصطناعي ؟
ولأن الذكاء الاصطناعي طفرة جديدة في عالم التكنلوجيا فلا تجد أن الأغلب مؤهل للخوض في غماره ، وعلى سبيل المثال – الأكاديميين ، والموظفين والطلبة – وبالتالي فأن الحاجة للدورات التدريبية حوله أصبحت ملحة لتأهيلهم ورفع قدراتهم وأمكانياتهم للتعامل مع الذكاء الاصطناعي .
وهو الحال بالنسبة للشركات التي تسخر الذكاء الاصطناعي من أجل انجاز أعمالها اليومية ، الذي يساهم وبشكل فعال في تسريع وتيرة الأعمال وخفض التكلفة كما توفر الجهد في هذا الجانب .
وبالتالي فأن البرنامج الحكومي للذكاء الاصطناعي يخدم جميع القطاعات الموجودة والمتاحة منها التعليم والفضاء والصحة والنقل .
وحاليا ً قد ظهرت موجة قائمة على مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي او التخاطبي او التشاركي ، وهذا الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي يتعامل ويتحاور مع الإنسان كأنه شخص آخر ، وبالطبع فأن هنالك مخاوف كبيرة حوله منها سلبه للوظائف المتاحة للإنسان او أستغلال الطلبة لهذا الجانب من الذكاء الاصطناعي في جوانب ليست من صالحه ، بينما أنه يجب تسخير هذه المنصات لتكون منصات ابداعية حيث يفترض أن يركب الطالب موجة التطور والذكاء الاصطناعي ليصل الى ابداعات أكثر . ولأجيالنا القديمة خير مثال على ذلك ، فهي لم تكن تتعامل مع الأجهزة التقنية على عكس الجيل الجديد الذي يستخدم الأجهزة وبالتالي ظهرت إبداعاته وبالتالي فأن الأجيال القادمة إذا استمرت على استخدام هذا الجيل من الذكاء التشاركي والتحاوري فأنه سيطمح لتحديثه وتطويره وابتكاره بصورة مختلفة أجدد .
أما فيما يتعلق بالوظائف فهي لن تختفي في يوم وليلة بالنسبة للإنسان ، ولا بد من الإنسان مواكبة التطورات والتغيرات التي تحدث الآن وتأهيل نفسه وقدراته .
فمستخدمي الذكاء الاصطناعي الآن ليسوا خبراء تقنيين أو مصميين ، وبالذكاء الاصطناعي لا يهم أن يكون الإنسان مبدع في أي مجال كالكتابة أو الاستيراتيجات أو الرسم أو عروض التقديم فالذكاء الاصطناعي يولد هذه التقنيات بصورة متوفرة ولكن على الأنسان فقط أن ينمي آليه الاستخدام ويبرع فيه عمليات البحث من خلاله وفهم آليات التعامل معه والتعلم ورفع مستوى التأهيل ، وتعلم مهارة هندسة كتابة الأوامر لتصل الى المعلومة الصحيحة وهذه وظيفة قد خلقها الذكاء الاصطناعي والعروض عليها الآن أصبحت عالية .
ويجب وضع عين الإعتبار أنه لا يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي ثقة تامة لأن المحتوى الذي يقدمه قد يكون ناقص او غير مكتمل وذلك يأتي بناءً على طريقة البحث فيه فالذي أدخل المعلومة للمحتوى هو الإنسان نفسه ، كما أن بعض المحتويات لا يوجد الى الآن أجوبة لها على الأنترنت.
أن العالم الآن في ظل هذه التقنيات الحديثة أصبح كقرية كونية صغيرة ، وحتى في مجال الطب بدأ المختصين بتسخير هذه التقنيات الحديثة حتى في مجال العمليات الجراحية كأستخدام الروبوتات ، ولكن الأنسان هو صانع قراره نفسه وهو الذي يقرر ويسمح إذا ما كان يرغب بإجراء العمليات الجراحية بالروبوت الآلي أم العنصر البشري ، وبعض المستشفيات بدأت الآن بالفعل بوضع قيمتين للعمليات ، واستخدام الروبوت أقل قيمة من العنصر البشري .