الغاز غريبة حول اختفاء الطفلة البريطانية ” مادلين” .. والتحقيقات مستمرة
تستأنف الشرطة البرتغالية منطقة بأكملها في البرتغال في عملية كبرى ستبدأ اليوم للبحث عن الطفلة (مادلين ماكان)و تشمل العملية فرق خاصة من البرتغال وألمانيا وبريطانيا
وستكون هذه العملية بحث جديد للطفلة المفقودة منذ 16 سنة.. وتستمر يومين، هل يتم فيها العثور على الطفلة؟!
تفاصيل القصة :
تعود تفاصيل اختفاء الطفلة البريطانية في عام 2007 ، حين ذهبت العائلة في رحلة سياحية الى البرتغال ، ولكنهم عادوا بفاجعة مؤلمة ، ولا زال صدى الفاجعة مستمر منذ ١٦ عام ، فقد اختفت طفلتهم الصغيرة في ظروف غامضة .. وخلال كل هذه المدة بحثوا عشرات المرات وصرفوا ملايين الدولارات وشاركت دول اخرى للبحث عنها، لكن الاختفاء كان مريب ولم يستطيعوا إيجاد أي أثر يقود اليها ، الا أن الغريب أنه تم الإعلان فجأة عن عملية جديدة للبحث عنها ، فهل وجدوا أدلة جديدة بعد مرور هذه السنوات ؟
عمليات البحث تجري في منطقة مائية قريبة لنفس المكان الذي اختفت منه الطفلة بعام 2007 – والغريب أن هذا البحث يتزامن مع شهر مايو الذي يعتب علامة استفهام كبيرة ومحيرة في حياة هذه الطفلة..
مادلين ماكان:
ولدت في 12 مايو سنة 2003
واختفت في يوم 3 مايو سنة 2007
وربما يعثرون عليها اليوم في أواخر مايو سنة 2023!
تفاصيل اختفاء مادلين :
في 2007 قررت عائلة مادلين البريطانية استئجار شقة في أحد المباني السكنية في مدينة برايا دا لوز الساحلية الساحرة بالبرتغال بحثًا عن إجازة مليئة بالمرح ، لم يدركوا أن هذه الإجازة ستصبح خلفية لغز أليمة، حيث اختفت مادلين في ظل ظروف غامضة حيرت العالم..
الوقت كان ليلاً حيث كانت عقارب الساعة تشير 10:30Pm ، حينما قررا جيري وكيت والدا مادلين الذهاب للعشاء مع الأصدقاء دون أخذ أطفالهم، ولكن لم تكن تمرّ نصف ساعة الا ويعود أحدهما للاطمئنان عليهم!
بعد ساعة ونصف 12:00Am
تعود الأم كيت إلى الشقة للاطمئنان على أطفالها وتجدّ أشقاء مادلين التوأم في سريرهم ،ثم تتحرك كيت لرؤية السرير الثالث الخاص بمادلين ولكن لا تراها نائمة هناك.. فتوقعت أن الطفلة نزلت للمطبخ أو أرجاء الشقة ، فتبحث عنها بالشقك ولا تجدها، الا أنها وجدت انّ الباب الخلفي للشقة كان مفتوحًا تذهب له ولا تجد طفلتها بالجوار ! تهرع الأم الخائفة وتبلغ زوجها لتبدأ عمليات بالبحث، لكنهم لم يجدوا أي أثر لها الى اليوم .
جاءت الشرطة البرتغالية و بحثت وكثفت جهودها ،و المدينة كانت صغيرة وساعدهم هذا على مسحها بالكامل، واجتازوا كل زاوية وركن في المدينة في غضون ساعات الا أنه لا يوجد أي أثر لمادلين ، فأين اختفت الطفلة ؟
يمر الوقت دون جدوى ، وتعترف الشرطة وتخبر العائلة بأن هذا البحث لم يسفر عن أي علامة على مادلين، وعلى الأغلب الطفلة مادلين اختطفت!!
حالة الاختفاء كانت غريبة جدًا ، فالطفلة كانت موجودة في المنزل قبل اختفاءها بنصف ساعة، يعني لم يمضِ وقت طويل مع ذلك لم يكن لها أي أثر في أي مكان.
والغريب واللافت أن الشرطة البرتغالية لم تعثر بالمبنى على إي بصمات أو أدلة للطب الشرعي ولم تلتقط كاميرات مراقبة المدينة كاملة الطفلة إطلاقًا ، لم يكن هناك دليل سوى الباب المفتوح!!
تحركت بريطانيا وأرسلت كبار المحققين والمستكشفين إلى البرتغال ومع دخول محقّقين خاصّين من الولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا.
وصّف الإعلام البريطاني أن اختفاء الطفلة أسر العالم وآثار الهيجان الإعلامي كما حصل مع وفاة الأميرة ديانا! وتواصلت عمليات البحث لأشهر دون توقف ولكن لم تجد مادلين!
تضائلت الآمال وباتت العائلة مكلومة ، فلجأوا لنشر فيديو عاطفي للطفلة مع ذكريات مؤثرة مع أشقائها التوأم و يتوسلون ضمير الخاطف لإعادتها بسبب فشل محاولات البحث، الا أن المقطع لم يحقق أي نتيجة .
و بعد 7 سنوات من اختفاءها ، توقفت جهود الشرطة في الدول من البحث وقالت الحكومة البريطانية في لقاء إعلامي أن خلال هذه السنوات كلف البحث 12 مليون جنيه استرليني .
واكتفى بعد ذلك المحققين لنشر صور تخيّيلية لشكل مادلين إن كانت على قيد الحياة وكبرت على أيدي الخاطفين.
القضية مستمرة حتى اليوم بهذا الغموض التام ، ولا يوجد سوى نظريات تحاول التكهن وتفسير ما حصل، بعضها يقول أنها ضاعت أو تعرضت للاختطاف الانتهازي، أو انها رأت جريمة وتخلص منها المجرمون
لكن توجد نظريتان لاقت شعبية كبيرة..
النظرية الأولى تبنتها الشرطة البرتغالية مبدئيًا ، وأشارت أصابع الاتهام الى الوالدين وهي أنّ الأب والأم أو شخص قريب منهم كانوا المتورطين باختفاء الطفلة أو تسببوا عن طريق الخطأ بالتضرر لمادلين ثم حاولوا التستر!
وهذه النظرية جاءت من شيء ملموس ، وهي الكلاب البوليسية.. حيث كانوا مدربين على رائحة الدماء والجثث وعندما دخلوا المسكن بدأوا بالنباح في إحدى الأماكن بالمنزل، وواصلوا النباح عند باب سيارة الأبويّن ، ولكن بيّنت لاحقًا الحكومة البريطانية انّ الـDNA المكتشف لا علاقة له بالطفلة مادلين.
النظرية الثانية: عصابة مشتهي الأطفال الدولية ، حيث رجحت القوات الأمنية أنها قد تكون اختطفت لأغراض المتاجرة بالأطفال ، وفي الرسم الإلكتروني الذي تم تقديمه من قبل الشرطة ، لاثنين من المشتبه بهم شاهدهما شهود عيان بالقرب من الشقة وموقع الإختفاء كانا يشبهان شخصيات سياسية أمريكية
وهما الديموقراطي جون بوديستا مدير حملة هيلاري كلينتون، وشقيقه توني بوديستا ، الذين تورطا في عام ٢٠١٦ بقضايا المتاجرة بالأطفال ، ربما مادلين كانت أحد ضحاياهم .
حيث تسربت مئات الرسائل من البريد الإلكتروني الخاص بجون بوديستا وأظهرت رسائل غريبة كانت توحي نصوصها بأن جون بوديستا وأخيه وشخصيات مرموقة من الحزب الديمقراطي الأمريكي يستغلون الأطفال جنسيًا ويقومون بتشفير رسائلهم بكلمة (بيتزا) عُرفت هذه القضية فيما بعد باسم (بيتزا جيت).
لماذا عاد البحث مجددا ؟ وهل وجدوا أي أدلة تقود للطفلة ؟
عام 2020 بدأت تنكشف خيوط جديدة وغير متوقعة للقضية ، حيث أشارت الشرطة …. خمن!
الشرطة الألمانية ليست البريطانية ولا البرتغالية ، وقالت إنها وجدت دليل حقيقي للقضية ، والدليل يخص سجين لديهم يُدعى “كريستيان بروكنر” قد يكون المشتبه الرئيسي في اختفاء الطفلة البريطانية في البرتغال!
كريستيان بروكنر
هو ألماني عاش فترة في البرتغال، وعندما عاد إلى ألمانيا طاردته تهمة جنائية بالتعرض لإمرأة عمرها 72 سنة وقتلها و الشرطة الألمانية اكتشفت إن كريستيان قام بارتكاب جرائم وحشية اخرى في البرتغال كالتعرض لفتيات صغيرات بالفترة ما بين 2000-2007 وهي نفس فترة اختفاء مادلين!
كذلك بيت كريستيان الذي كان يعيش فيه بالبرتغال لا يبعد سوى حوالي 1 كيلو عن المبنى السكني الذي اختفت فيه مادلين ، وتضيف الشرطة الألمانية أنه بيوم اختفاء الطفلة كانت هناك مكالمة صدرت من هاتف كريستيان وهذه المكالمة أظهرت أنه كان بجانب المبنى!!
حسب التحقيقات الألمانية مادلين توفت ، وكريستيان هو من تخلص من مادلين.. وبالطبع فأن الشرطة الألمانية رفضت تقديم أدلة اضافية أو التعليق على بعض الأسئلة الصحفية وحتى هذه اللحظة فأن كريستيان المشتبه به الأول في القضية الا انه يرفض هو ومحاميه فأن تكون له علاقة قضية مادلين!
وقد طلبت خلال هذا الأسبوع الحكومة الألمانية من الشرطة القضائية البرتغالية اذن تفتيش المنطقة المائية عند خزان سد ارادي وحسب الصحف أن هذه المنطقة كان يزورها باستمرار كريستيان ، ستكون مدة البحث يومان بدأت بالأمس للعثور على رفات الطفلة مادلين ماكان وتأكيد وفاتها!
إذا لم يتم العثور على مادلين فأن القضية ستتعقد أكثر واذا تم العثور عليها سيكون هذا أول وأهم دليل منذ اختفاءها ولكنه سيفتتح جزء جديد يخص دوافع الجريمة وكيف حصلت بالضبط وكيف أخفى المجرم العلامات والأدلة!
وبحسب الصور الحديثة للبحث الجاري عن الطفلة مادلين ماكان ، يقول الصحفيين أنّ الضباط أخرجوا أكياس وحقائب من الموقع وحملوها بعيدًا، تظل محتويات هذه الأكياس غامضة لن يتم تقديم التفاصيل بالوقت الحالي!